بعد 21 سنة.. المتهمون في غرق سفينة بشار أمام جنايات العاصمة هذا الأربعاء
تباشر محكمة الجنايات الاستئنافية لدى مجلس قضاء الجزائر، جلستها المقررة يوم الأربعاء المقبل في محاكمة المتهمين في غرق سفينة “بشار” سنة 2004.
ويتابع في هذه القضية، 6 إطارات بالشركة الوطنية للنقل البحري “كنان”، بينهم الرئيس المدير العام الأسبق للشركة ذاتها ومدير التجهيز والتقنيات. والمدير التقني للسفن، والمفتش التقني للسفينة المذكورة، ومدير تجهيز السفن، والمهندس التقني المكلف بمتابعة السفن.
وهي القضية التي تم برمجتها بعد الرجوع من المحكمة العليا وقبول الطعن بالنقض الذي تقدمت به النيابة العامة التي طالبت وقتها بتوقيع عقوبات تراوحت بين السجن المؤبد وسنتين حبسا نافذا. في حق جميع المتهمين، بعد اسفادتهم من البراءة من التهم المنسوبة اليهم.
وسيتابع المتهمون غير الموقوفين، كل من “ك.علي” الذي كان يشغل آنذاك منصب الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للنقل البحري “كنان”. بمعية “م.أورمضان” و “ز.صالح”، و”ا.كمال” و”د. مصطفى”، “س .إدريس محمد”.
ويخص الأمر كل من مدير التجهيز والتقنيات والمدير التقني للسفن والمفتش التقني للسفينة المذكورة. ومدير تجهيز السفن والمهندس التقني المكلف بمتابعة السفن.
وأدينوا بجناية وضع المجهز تحت تصرف ربان سفينة غير مجهزة كفاية، نتج عنها ضياع السفينة ووفاة أشخاص عدة. جنحة ترك ربان السفينة في الرحب قبل الاستخلاف وجنحة الغياب غير الشرعي.
وتعود أحداث هذه المأساة التراجيدية إلى تاريخ 11 نوفمبر 2004. إذ تميز الطقس بأحوال جوية مضطربة.
ليوجه قائد سفينة “بشار” نداءات استغاثة للقباطنة وحراس السواحل، قصد تقديم له ولمن معه المساعدة. بعدما أوشكت السفينة على الغرق.
وبعد محاولات عدة، تمكن من التواصل معهم ليتم إرسال 3 قاطرات تمثلت في قاطرة “يسر”، سيدي عبد الرحمن” و”بن بولعيد”.
إلا أن ارتفاع وتدافع الأمواج حال دون وصول القاطرات. بالرغم من أن المسافة التي كانت تفصلها عن السفينة تعدّ بعشرات الأمتار.
كما أصيب ضابطها الميكانيكي، ما استلزم عودته إلى رصيف الميناء. وموازاة مع ذلك ظل أفراد طاقم سفينة بشار. متشبثين ببصيص أمل واستمروا في طلب النجدة، ملتمسين إيفاد مروحيات.
وهو ما تمت تلبيته، لكن المروحيات بدورها فشلت في بلوغ الهدف، قبل أن ترتطم السفينة بالصخور. وخلالها ألقى اثنان من الطاقم بنفسيهما في البحر أملا في النجاة من الغرق.
بينما ظل بقية أفراد الطاقم يصارعون حتى الساعة الخامسة والنصف صباحا. موعد انقطاع الاتصال تماما فور إخطارهم من قبل القبطان أنهم يغرقون.
وبحلول اليوم الموالي استنجدت الجزائر بنظيرتها الإسبانية لتزويدها بمروحية مختصة في عمليات الإنقاذ البحري.
غير أن الأخيرة لم تعثر على أيّ من أفراد الطاقم، باستثناء البحار (ب.ع.د) الذي قذفته أمواج البحر نحو شاطئ الصابلات وكان حيّاً يرزق.
فيما تم انتشال جثث بقية أفراد الطاقم في الفترة ما بين 16 نوفمبر و10 ديسمبر 2004.
ومن خلال فتح تحقيق حول تداعيات غرق سفينة بشار، جرت متابعة المتهمين محل الذكر.