بسبب تردّدي.. سأفقد من سيكون زوجي
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.. سيدتي الفاضلة نور، أشكرك جزيل الشكر على هذه المساحة التي تبعث الطمأنينة والسكينة في الأرواح، وتجعل كل قارئ لها يفتح قلبه ويشاركك منغصاته، علّه يجد عندك ما ينير دربه، فأنا سيدتي في أمس الحاجة إلى دعمك ولمستك الفريدة من نوعها لأستعيد ثقتي في نفسي لكي لا أضيّع رفيق دربي.سيدتي، أنا فتاة في الـ 22 من العمر، صدقيني إن قلت لك إن خبرتي في الحياة قليلة ومحدودة جداً، فبعد أن اضطررت للبقاء في المنزل أصبحت فتاة منطوية على نفسي أميل كثيراً للتحفظ ولا رغبة لي في المخالطة، أعترف أنها ميزة سلبية فقد أثرت عليّ حتى وأنا مخطوبة ومع من سيكون رفيق دربي، فأنا سيدتي وكلما فاتحني خطيبي في موضوع تحديد موعد الزفاف ينتابني خوف رهيب وتردد في شأن ذلك، وتجدينني أختلق الحجج والأعذار فقط لتأجيل الموعد، لا لأمر محدد وإنما أنا جد متخوفة من الحياة الزوجية والمسؤوليات المترتبة عنها في مختلف اتجاهاتها.سيدتي، أنا جد مضطربة فأنا من جهة لا أريد أن أخسر الرجل فهو في غاية الأخلاق والشهامة، ومن جهة أخرى أشعر أنني أحسن في بيت عائلتي ومتخوفة من حياتي الثانية، والأمرُّ أن خطيبي بدأ يتذمر من حججي التي باتت غير مقنعة، أرجوك سيدتي إن ثقتي فيك عمياء وأملي فيك كبير فلا تبخلي عني بالسبيل المنير.
صفية من الغرب
الرد:
عزيزتي أحييك وأحي فيك صراحتك كثيراً، لكن صدقيني أن الأمر متعلق بالإرادة والعزيمة لا غير، احمدي الله أنه رزقك زوجا متفهما، وذا أخلاق ولا تكوني السبب في خسارته بأفكار سلبية خلقها لديك شعور الخوف مما هو آت.بنيتي، لا يختلف اثنان في أن الحياة في البيت العائلي تختلف تماماً عن الحياة الزوجية، ففي الأولى لا مسؤولية عليك، أما في الثانية أنت تقريباً المسؤولة عن كل شيء، لكن هذا لا يعني أنك لن تكوني ناجحة أو كنة مثالية، فقط عليك أن تكوني ذكية لكسب حب كل العائلة وود زوجك الذي سيكون تاج رأسك، وأنت كذلك ستكونين مكلفة بأن ترفعي رأس والديك عالياً.فلِمَ عليك هذا التخوف وأنت راضية بهذا الرجل وهو راضٍ بك؟ تأكدي بنيتي أن الحياة لا تخلو من المنغصات ولا من المتاعب، فقط على الواحدة منا أن تعرف كيف تتعامل معها وكيف تسير حياتها وخاصة كيف تهدّئ الجو بطريقتها، كي لا تعكر صفو أيامها، فالحياة الزوجية حياة تستدعي منك الذكاء في كسب من حولك لتنعمي بما هو أفضل وأحسن؛ حاولي فقط أن تتخلصي من هذه العقدة التي تنقص من همتك ومن ثقتك في نفسك، فأنت فتاة طيبة وبإذن الله ستنجحين كزوجة وكأم، فقط اعلمي أن الزواج تضحية في سبيل من نحب وفي سبيل سعادتنا، وعليك أولاً تقبل زوجك بكل صفاته الإيجابية منها وكذلك السلبية، وأن تتعاملي معها بذكاء يجعلك الأحسن في عينيه، استعملي معه أسلوب النفس الطويل، واللباقة في الحديث. واحرصي على أن تكوني أنت السباقة ليحبك الغير من أهل زوجك لأنك أنت من سيدخل عليهم وأنت من عليك التكيف مع واقعهم، استعدي من الآن للمفاجآت وواجهيها بحكمة وتعقل، واعلمي أنك إن أحببتهم أحبوك وإن وصلتهم وصلوك وساد بذلك الود والاحترام بينكم وعشت أنت راحة بالك وحققت الهناء لزوجك، فسعادتك عزيزتي تبدأ من تفهمك وحرصك على علاقاتك من أهل زوجك.بنيتي إن الزواج سنة الله في خلقه ولابد للفتاة أن تخوض تجربتها بكل ثقة في النفس والاستعداد لكل شيء ولكل المفاجآت، كان الله في عونك ووفقك في حياتك.
❊❊ ردت نور