بسبب والدي قد يصيبني الجنون والانهيار ولن اجتاز الامتحان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد: يبدو أن العمر لم يعد فيه بقية، لأني استنفذت قوتي وأهدرت الكثير من جهدي ووقتي فأصبحت كالآلية المبرمجة، لا يمكنها الخروج عن النطاق الذي وُجدت من أجله، لا تتصوروا أني هرمت وبلغ بي الكبر عتيا، كلاّ فأنا صبية لم أبلغ العشرين بعد، وأنا على أهبة اجتياز امتحان الباكالوريا ضمن قائمة الأحرار بعدما تعذر علي ذلك لمرتين على التوالي، ما جعل والدي سامحه الله يُخضعني لنظام شديد القسوة، علما أنه لم يعد باستطاعتي التحمل أكثر، لذا قررت أن ألقي بكل شيء إلى الخلف وقد أمضي من دون عودة لكي استريح من هذا العذاب. إخواني القراء، لأن عائلتي من أصحاب الشهادات العليا والدراسات الجامعية، لم يتقبل والدي أن ينتهي بي المطاف عند المستوى النهائي، لهذا السبب فإنه حرمني من كل مسموح وقسّم وقتي حسب رغته، مراجعة لساعة متأخرة من الليل وضرورة النهوض المبكر، والدي لا يكل ولا يمل أبدا بعدما أصبح متفرغا كل التفرغ لهذه المهمة، رُزم من الاختبارات والتمارينات تنتظر دورها للحل، بالإضافة إلى امتحانات فجائية يُخضعني إليها بين الحين والآخر منها الشفوي والمكتوب، وإذا زل لساني أو تلعثم عاقبني بإعادة الحفظ، هذا جز يسير من ضغط كبير أتعرض إليه منذ بداية الموسم الدراسي، وبعد أن بلغت هذا الحد لم يعد بوسعي الاستمرار، فأنا لا أرغب بالشهادة ولا الدراسة الجامعية لأني كرهت العلم وأشعر بالغثيان والدوران عندما أتذكر ما ينتظرني، وقد أعد لي والدي بل «جلادي» لائحة من القوانين ستدخل حيز التنفيذ هذه الأيام بسبب دنو موعد الامتحان. لكل ما أسلفت ذكره، قررت الهروب من البيت علما أنه لا قبلة تنتظرني، سأهيم في الشوارع ولتكن العاقبة وخيمة فذلك أرحم لي من الجنون أو الانهيار العصبي لأنه مصيري المحتوم إن قبلت بهذا الوضع واستمر الحال على ما هو عليه.
نرجس/ الشرق