بسبب علاقة مشروعة أصبحت في نظر الناس تافهة وعديمة الإحساس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، قبل الخوض في طرح انشغالي، أسأل الله أن يجد هذا الأخير الاهتمام من طرف أصحاب الحكمة، لأني في أمس الحاجة للدعم والمساعدة، بعدما انقلبت حياتي من النقيض إلى النقيض جراء ذنب لم أقترفه.
أنا حياة من المسيلة في الثلاثين من العمر، موظفة مستقرة، محجبة وملتزمة، مستقيمة إلى درجة أصبحت منبوذة، لأن الجميع يصفون التزامي بالتزمت ومنهم من ينعتني بالمتخلفة الرجعية، لم أكن أبالي بهم، مادمت متمسكة بأخلاقي ومبادئي، ترفعت عن كل العلاقات المشبوهة مع الجنس الآخر، علما أن أحد الذين ظل يتربص بي لم يفقد الأمل، ولما فشل من أجل الإيقاع بي وكانت كل محاولاته سلبية، رفع الراية البيضاء وتقدم كي يطلبني للزواج، على سنة الله والرسول، كان شهما التمست منه الصدق، لأنه بمجرد القبول المبدئي طلب من والدي أن نتم العقد الشرعي، لتكون علاقتنا في النور وهذا ما جعلني أنجذب إليه أكثر .أصبحت بعد هذه الخطوات زوجته الشرعية، كنا نتحدث في مختلف أمور الحياة، يناقشني فأقنعه بالحجة ويفعل الشيء نفسه معي، كانت علاقتنا هادئة ولم يكن يفصلنا سوى أسابيع قليلة على إتمام مراسيم الزواج وعقد القران المدني، لقد جهزت نفسي وكلي سعادة وشكر لله رب العالمين، الذي رزقني رجلا صالحا يخشاه، في خضم هذه الأحداث طرأ ما لم يكن في الحسبان، امرأة قمة في الجمال والأناقة قطعت علي الطريق ذات عشية أثناء عودتي من العمل لتخبرني بأنها زوجة الرجل الذي أردت خطفه، حسب ادعائها، لم أصدق ذلك الكلام، فأخرجت من حقيبتها اليدوية الدفتر العائلي فإذا بها صادقة، إنها زوجته وأم بناته الثلاث، أخبرتني أنه يريد الزواج ثانية، لأنها لم تنجب له الذكر، كاد يغمى علي من فرط الدهشة، فطلبت منها أن ترافقني إلى البيت لكي نتحدث، لكنها رفضت وشرعت بالصراخ والتلفظ بكلام ساقط، لم تترك صفة ذميمة إلا واستعملتها لكي تصفني، فلم تكن لدي حيلة سوى تجاهلها لكي أحمي نفسي من الفضيحة، لكنها لحقت بي إلى بوابة العمارة واستعرضت قوة المرأة التي تريد الانتقام من غريمتها. لقد شاع الخبر بين الناس، ولم أعد أستطع الخروج من البيت، لأن أصابع الاتهام تشير إلي، ناهيك عن الكلام الجارح والتشكيك في استقامتي ونزاهتي، وما أنا سوى متلاعبة ومحترفة في خطف الرجال، هكذا تحولت استقامتي وحسن سيرتي إلى عكس ما كانت عليه في نظر الناس، علما أن صاحب الشأن اختفى، ولما ذهب إليه والدي يطالبه بفسخ العقد الشرعي، لأنه من غير الممكن إتمام هذا المشروع بعد كل ما حدث، رفض وأقسم أن يتركني معلقة إن رفضت الارتباط به، بحجة أن التعدد حقه الشرعي ولا لوم عليه إذا أخفى أمر زواجه، فماذا أفعل لكي أسترجع سمعتي ومكانتي بين الناس؟
حياة/ المسيلة