بسبب شخصية أمي الضعيفة.. علاقتي بوالدي دوما على المحك

نحن عائلة متكونة من خمسة أفراد، أمي أبي وثلاث إخوة أنا أكبرهم، لا أنكر أن والدي أفضل رجل في العالم، فهو شديد الحرص على أولاده، لا ينقصنا معه شيء، فحالتنا المادية ميسورة والحمد لله، يدعمنا ويشجعنا على الدراسة. 

معنويا هو عاطفي ويشعرنا بحبه دوما، لكن مشكلتي التي تجعل علاقتي متوترة معه هو أنني دوما أدافع عن أمي التي لا تطالب بحقوقها أبدا معه، وهذا بسبب شخصيتها الضعيفة، فبحكم أن زواجهما تقليدي، علاقتهما قائمة على الخدمات فقط، وهي راضية بذلك، فأنا أرى أن أبي بالعمل يتعب من أجل توفير حياة كريمة لنا، وأمي في المنزل تطيع وتلبي الأوامر ، منذ أن تستيقظ وهي تحضر وتنظف، ولا تهتم بنفسها أبدا، حتى صارت تبدو عجوز وهي لا تزال في الأربعينات من عمرها، ما جعل أبي يقلل من شأنها وينتقص من قيمتها، لا يستشيرها في أمور عائلتنا، ودوما رأيها يضرب به عرض الحائط، وحين أنتفض في مكانها يغضب أبي.

 الـــــــــــــــــــــــــــــــــــــرد:

وعليكم السلام ورحمة الله،من الواضح أنك حريصة على حقوق أمك أكثر من حرصها هي، وهذا أمر جميل منك . لكن احرصي على بر والدك أيضا ولا تجعلي ما بينهما ينسيك أنك ابنته، ولست والية أمر والدتك؟ أتفهم حبك لها، وخوفك من أن تنقلب الأمور ضدها، لكن لا تجعلي الهوة التي بينها تتوسع أكثر من هذا.

حبيبتي سأطرح عليك سؤال في غاية الأهمية، ما الذي يجعل أمك تصبر على لسان والدك السليط؟ أليس حرصها على أن تكبروا معززين مكرمين؟ ألا ترين أن والدك رأى فيها المرأة الصالحة، ما جعله يتمسك بها لتربي أولادهما؟ ثم اعلمي أن حالة والدتك إنما هي بسبب تراكمات السنين، وآن الأوان أن تردي لها الجميل.

ثم لا تربطي سبب التوتر علاقتها بمسألة الزواج التقليدي، فهذا ليس معيارا للسعادة والتفاهم أبدا، بل السبب يعود إلى خوف والدتك من سوء قد يهز استقرار أسرتها،

لهذا حبيبتي أسرعي لتحسين علاقتك بوالدك، ولا تجعليه يرى منك سوى البر والإحسان، وبالمقابل، ساعدي والدتك على التغيير بطريقة إيجابية، تسوقي معها، واشتريا ملابس جديدة، رافقيها إلى صالون حلاقة وغيري من تسريحة شعرها لما لا؟ ساعديها لتكون اجتماعية. شاهدي معها برامج هادفة، شاركيها في أعمال المنزل حتى تجد الوقت لتهتم بنفسها، وتأكدي أنها ذكية  لتدافع عن نفسها بطريقتها الخاصة.