بريزة وخلاص ببغاوات وأساؤوا للأغنية السطايفية
قامت “النهار” بزيارة
لنجم الأغنية السطايفية، سمير السطايفي، أين يرقد بالمستشفى الجامعي بسطيف، منذ 23 يوما، بعد أن خضع لعملية بتر أصبعه الأكبر في رجله اليمنى، حيث لم يفوت هذا الأخير الفرصة للتعبير عن استيائه الشديد من الوضعية المزرية التي يعيشها الفنان الجزائري بصفة عامة، وإهمال الدولة له، كما أنه لم يتوان عن فتح النار على قراصنة الأغنية السطايفية
“النهار” تزو ك لتطمئن جمهورك ومحبيك على حالتك الصحية، كيف أصبحت الآن؟
سمير السطايفي: كل الشكر والامتنان لكل طاقم الجريدة، أما عن حالتي والله الحمد، يشرف على حالتي البروفيسور ملاك المختص في أمراض السكري. أنا بصحة جيدة الآن وسأغادر المستشفى عن قريب.
“النهار” : هل من جديد في مجال الأغنية السطايفية الأصيلة التي اشتهرت بأدائها؟
الجديد لا ينتهي، لكن مطربي آخر الزمان أنقصوا من عزيمتنا على العمل.
“النهار” : هل تقصد هذا الجيل من مطربي الأغنية السطايفية؟
أقصد مطربي “آخر الزمان”، وهم معروفين دون أن أذكر أسمائهم من سطيف أوخارجها على رأسهم الشاب خلاص، بريزة السطايفية وغيرهم.
حتى مطربي الأغنية العاصمة أصبحوا يؤدون الأغنية السطايفية في الأعراس.
هم بمثابة ببغاوات لا غير، بعد أن نفذ مخزونهم من الأغاني، وبعد أن امتنع المؤلفين عن إعطائهم الأغاني، أصبحوا ينتظرون جديد المطرب السطايفي ليعيد أغانيه، ولا يكتفون بذلك فحسب، بل وينسبونها إلى أنفسهم، لهذا امتنعت مؤخرا عن إصدار الجديد، لأنه بمجرد خروجه يقومون بإعادته من وعندما تتجه لديوان حقوق المؤلف “الله غالب عليه”، أصبح يعجز عن التحكم في الظاهرة، في القديم كنت مهتما بإصدار الجديد، لكن الآن لا، وعندما تكون لي أغنية جديدة أفضل أدائها في التلفزيون، حيث لا يستطعون إعادتها ونسبها لأنفسهم.
“النهار” : ما رأيك في الأغنية الجزائرية في الوقت الحالي؟
الأغنية الجزائرية ككل، لم تبق كما كانت عليه في القديم، هذا الجيل لا يعرف التراث ولم يحافظ عليه، سواء تعلق الأمر بالأغنية الشعبية أو أغنية المالوف، وحتى في النوع الصحراوي، أو السطايفي مثلا، لا يمكن الاستغناء عن آلة “الغيطة” أو “المزود”، لأنها تفقد روحها في هذه الحالة، ولأن الناس عندما تسمع الزرنة؛ تدرك أنها الأغنية السطايفية، الآن أصبح مطربي الأغنية السطايفية يستعملون آلات حديثة لا تعكس بأي صفة طابعها الأصيل، واللوم كله على العائلات التي أصبحت تستعمل هذا النوع الأغاني في أعراسها، ثم هذا الجيل هو الذي أوصل وضعية الفنان إلى هذا الحد من التدهور.
“النهار” : كيف؟
أصبح المطرب يسعى فقط للأغنية التجارية، لهذا فالأغنية الجزائرية فقدت بريقها ومستواها الذي عرفت به في عهد خليفي أحمد والعنقى.
“النهار” : ما هي الأصوات التي يستمع سمير السطايفي من المطربين الجزائريين؟
في الأغنية الشعبية الحاج قروابي رحمه الله، العنقى وكمال مسعودي، أما في أغنية الراي فاستمع لهواري بن شنات، لأن أغانيه نظيفة، في المالوف الحاج الطاهر الفرڤاني، عياشي الذيب وحسان العنابي رحمة الله عليه، أحب الأغنية الشاوية الأصيلة التي تستعمل فيها القصبة، على غرار أغاني الشيخ بورقعة وعيسى الجرموني، والأغنية التونسية على اعتبار أنها قريبة من الإقاع السطايفي.
وفي الأغنية السطايفية، كان يعجبني بكاكشي الخير، زبير ونور الدين سطايفي الله يرحمو، الزبير توقف، نور الدين مات، لست ضد الشباب، لكنهم لم يأخذو بنصيحتنا نحن الأكبر منهم تجربة في مجال الأغنية، خالفوا الطريق لكنهم لا يغنون أغانيهم ويغنون لآخرين، “انشاء الله ربي يرجعوا إلى الطريق”، ويلتزم كل مطرب بأداء الطابع الخاص به، احتراما للمستمعين.
“النهار” : كان من المفروض أن يكون هذا حافزا لك من أجل المحافظة على النوع السطايفي الأصيل؟
من قال أنني سأتوقف، مدام أنني لم أكرر هذا، يعني أنني مازلت قادرا على العطاء، ومادام أن إرادتي في الغناء ما زالت قائمة.
“النهار” : قررت السيدة سلوى العودة إلى الغناء، بعد أن بلغ بها حد الاستياء من واقع الأغنية الجزائرية حد الزبي، ما تعليقك؟
لما لا، عندما رأت أبناء هذا الجيل يكسرون الأغنية، وأنا أشجعها على ذلك.
“النهار” : هل ترى أن الدولة تخصص قدرا من الاهتمام للفنان؟
الحقيقة أن الفنان لا يلقى الرعاية من طرف الدولة، منهم من مات في الظلام، ومنهم من يرقد في الفراش، دون أن يجد من يعينه أو يتكفل بحالته، وكما يقال “كي كان عايش اشتاق تمرة وكي مات علقولوا عرجون”، من المفروض أن يكون قانون خاص بالفنان وجمعيات، يقصدها لقضاء حوائجه.
“النهار” : ماذا يقول سمير لقراء جريدة “النهار”، وبما يوصي أبناء هذا الجيل من المطربين؟
أشكركم على الزيارة والاهتمام، وأتمنى لجريدتكم الريادة والاستمرار، وأوصي أبناء هذا الجيل من الفنانين بالمحافظة على تراث الأغنية الجزائرية.