بريان تغرق في الإشاعات وخفافيش الظلام تحاول توريط ''النهار'' في الفتنة
كشفت محاولة إغراق ''النهار'' بسلسلة من التقارير الكاذبة، حول الوضع الميداني في مدينة بريان في غرداية، خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية عبر السعي لترويج أخبار مغلوطة
حول استمرار الاحتجاجات في بعض مناطق بريان، أو نسج حكايات عن أحداث عنف، راح ضحيتها ”فلان” من جانب المالكيين ”العرب”، أو ”فلانة” على الطرف الآخر من الإباضيين، عن وجود جهات خفية مستترة، تحاول الإبقاء على الوضع المتعفن، وتسعى للنفخ في رماد الفتنة لإيقاض جمر فتن أخرى، لغاية في نفس أصحابها.
فجريدة ”النهار”، وبعدما كادت تذهب ضحية حادثة افتعال تعرض امرأة مزابية لاعتداء، والإشاعة الزاعمة بوجود امرأة كانت سببا في اشتعال الأحداث الأليمة الأخيرة في بريان من جديد، تعرضت هذا المساء لمحاولة تضليل أخرى، تمثلت في دس أخبار مغلوطة وجهت لها بالخصيص، وكان المراد منها واضحا وضوح ما يجري في بريان الجريحة. آخر جرعة سم تعرضت لها ”النهار”، ومن ورائها قراءها في كافة مناطق الوطن، وبالأخص في تراب ولاية غرداية، كانت ما وصلها هذا المساء من أخبار تزعم بتعرض مسجد في بريان، يقع في أحد الأحياء التي يقطنها المالكيون، لهجوم من طرف مجهولين، بعد صلاة المغرب. لكن حرص ”النهار”، هذه المرة، على التأكد من كل ما يصلها من بريان من أخبار، مهما عظمت أو قلت درجة أهميتها، من خلال ثلاثة مراسلين وصحافيين، تم إيفادهما للمنطقة خصيصا لتغطية الأحداث ونقل الحقائق بلا زيادة أو نقصان، قادنا إلى اكتشاف وجود جهات تسعى للتشويش على مساعي الصلح، وإحلال الأمن في المنطقة، وتحاول قدر الإمكان الإبقاء على حالة اللاأمن هناك، عبر استغلال ”النهار”، لما لها من مصداقية ورواج في كامل تراب ولاية غرداية. ما جرى من تسريب ”ممنهج” للأخبار الخاطئة والمحبوكة بدقة، ومحاولة تسميم الرأي العام المحلي والوطني بها، من خلال صفحات ”النهار” ، كشف بوضوح عن أن ما يجري في بريان هذه الأيام، إنما هو بفعل فاعل، أو كما يُقال ”أمر دُبّر بليل”، وأن هناك جهات تحاول الزج باسم ”النهار” في طبخة المراد منها انتاج فتنة، لا يعلم أهدافها إلا الله، وبعده صانعوها. عندما نشبت الشرارة الأولى، التي كانت بمثابة إيذان باستنساخ أحداث أليمة في بريان، على غرار ما جرى في السابق، كانت ”النهار” السبّاقة إلى نقل تفاصيل الوقائع والأخبار من موقعها، أولا بأول، وبأمانة وصدق. وكانت ”النهار” حينها حريصة، كل الحرص، على توخي الموضوعية وتجنب التعليق على الأحداث، اللهم سوى وصفها بالأليمة والمؤسفة، كون ما جرى لا يسر أي جزائري يحمل ذرة وطنية، وغيرة على هذه الأرض. لكن ما جرى خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية، وبالتحديد عندما نشرنا عن طريق الخطأ، الخبر المغلوط حول تعرض سيدة في بريان لاعتداء باستعمال قنابل ”المولوتوف”، وعن كون ”امرأة” وراء نشوب تلك الأحداث الأليمة، جرى تلقف تلك الهفوات وترويجها بشكل فضح صانعي الإشاعات وكشف مرادهم وأهدافهم ونواياهم المبيّتة، حيث تبين أن المقصود كان هو إثارة المزيد من النعرات، والحفاظ على ”الحد الأدنى” من وسائل ”التخلاط” من خلال الإبقاء على حالة الغليان في بريان، واستمرار اللاأمن هناك. وإن كان السابق لأوانه، اتهام أي جهة أو طرف كان، بالضلوع وراء ما جرى حبكه وحياكته لـ”النهار”، ولسكان المنطقة المُروّعين في أمنهم والمهددين في ممتلكاتهم وأعراضهم، فإنه لا بد من أن يأتي اليوم الذي تسقط فيه كل الأقنعة، ويتبين الغث من السمين والمنافق من الصادق، ويظهر كل كائن على حقيقته. بل إنه من الضروري الآن استكمال مساعي التهدئة وجبر الخواطر وتهدئة النفوس، الكشف عن المتسترين والمختبئين وراء صناعة العنف والخوف والرعب عبر الدعاية والإشاعات، مثلما جرى الكشف في وقت سابق عن ”الملثمين”، الذين حوّلوا نهار بريان قبل أشهر، إلى ليل لا يكاد ينتهي.