بارونات التزوير يستغلّون مأساة السوريين للنصب عليهم وتزوير جوازات السفر
بدموع اقشعر لها البدن أمس، في محكمة الحراش، لامرأة سورية متهمة رفقة طليقها موجودان رهن الحبس المؤقت في المؤسسة العقابية في الحراش، ترجمت معاناة ومأساة إنسانية لشعب بأكمله، شرّدته حرب ضروس اندلعت في سوريا لتأتي على الأخضر واليابس، مثلا لمواجهة تهمة استعمال المزور في محرّرات إدارية، بعدما وقعا ضحية بارونات التزوير استغلوا ضعفهم وحاجتهم للهروب من جحيم المذابح التي تحصد كل يوم أرواح الآلاف من السوريين، ليوهموهم بمساعدتهم في الحصول على جوازات سفر سليمة وبطاقات إقامة في أوروبا وبالتحديد ببلجيكا، المتهمان اللذان يقطنان على الحدود السورية العراقية سلما أحد الأشخاص وثائقها من أجل تسوية وضعيتهما بحكم أن إجراءات استخراج الوثائق الشخصية حاليا بسوريا ضرب من المستحيل لتعطل معظم الأجهزة، حيث أكد أمس المتهم المدعو ” ش،محمد حسين” 57 سنة أنه دفع مبلغ 005 ألف ليرة سورية عن كل فرد من أسرته المتكونة من 7 أطفال من أجل الهروب من سورية، أي ما يعادل 100 مليون سنتيم، وأشار أنه لم يتوقع أن يقع ضحية بارونات التزوير بعد أن دفع كل ما يملك من أجل النجاة وإنقاذ أطفاله الصغار. من جهتها أكدت ”ب. نسرين” الموقوفة لذات السبب أنها تنقلت في بادئ الأمر إلى تركيا ومنها إلى إزمير، ومنها إلى اسطنبول، والسفر من هناك إلى الجزائر، واختارت الجزائر لأن دخولها بدون تأشيرة وبعبارة ”الجزائر الوحيدة التي يمكن أن تحمل معاناة الشعب السوري”، وأضافت أنها دفعت6آلاف أورو من أجل النجاة، أي ما يعادل 80 مليون سنتيم بالعملة المحلية. ليتم ضبطها على مستوى المطار الدولي هواري بومدين بعد اكتشف أن البطاقة البلجيكية والختم الموجود عليها مزوّرين، وتم تحويلها إلى المحكمة رفقة طليقها بتهمة استعمال المزور. وغير بعيد عما سلف التطرق إليه تابعت ذات المحكمة أيضا 4 أزواج تتراوح أعمارهم بين 35 و 26 سنة، بتهمة استعمال المزور في جوازات سفر سورية تنقلوا بها من سوريا إلى الجزائر، هروبا أيضا من جحيم الحرب التي نشبت بأرض سوريا منذ أشهر واحتدمت في الأيام الماضية، والتي نطقت المحكمة فيها بتسليط عقوبة 20 ألف دج غرامة مالية .