باحثون ومفكرون يبرزون جوانب من إسهامات مولود قاسم نايت بلقاسم في إثراء المكتبة الوطنية
أبرز مفكرون و باحثون اليوم الأحد بالجزائر العاصمة في ملتقى وطني حول المفكر الجزائري مولود قاسم نايت بلقاسم جوانب من حياة ومآثر هذه الشخصية وإسهاماتها في إثراء المكتبة الجزائرية في المجالات الدينية والفكرية واللغوية. وفي هذا الإطار نوه الشيخ محمد الشريف قاهر بشخصية مولود قاسم نايت بلقاسم مؤكدا انه “عمل بتفان من أجل وطنه”. وقد دعا إلى إدراج مآثر هذا العالم ضمن البرامج التعليمية في الجزائر حتى تكون -كما قال– “مثالا للأجيال الصاعدة”. وأشار المتحدث إلى أن المرحوم كان “معتدلا لا يعرف التعصب ولا التنكر لأمازيغيته كما كان محبا للغة العربية”. من جانبه, أكد رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الشيخ بوعمران أن مولود قاسم كان “واسع الثقافة, شديد الاطلاع بجديد الكتب” علاوة على إتقانه للعديد من اللغات, داعيا إلى ضرورة “التعريف أكثر بهذه الشخصية وبإسهاماتها في إثراء الثقافة والفكر الجزائري”. بدوره أشار رئيس مؤسسة مولود قاسم نايت بلقاسم, محمد الصغير بلعلام إلى أن الرجل جمع من خلال نشاطه وسلوكه وفكره بين “الحركة الوطنية والإصلاحية” مبرزا “ارتباطه وحبه الشديد للجزائر”. كما استرجع المتدخل بعضا من ذكرياته مع المرحوم التي امتدت سنوات عديدة من خلال “الثورة” التي أحدثها في وزارة التعليم الأصلي والشؤون الدينية في “الأساليب والأهداف” من خلال ملتقيات الفكر الإسلامي و مجلة الأصالة. للإشارة فان المشاركين في هذا اللقاء سيعكفون طيلة يومين على تسليط الضوء على عدة جوانب لهذه الشخصية. يذكر أن المرحوم مولود قاسم نايت بلقاسم ولد يوم 6 جانفي 1927 بقرية بلعيان بآقبو (بجاية) ودرس بها اللغة العربية ثم حفظ القرآن بزاوية تمقرة قبل ان يلتحق بالمدرسة الابتدائية حيث تعلم اللغة الفرنسية. وفي سنة 1946 التحق بجامعة الزيتونة بتونس حيث وزع جهوده ونشاطه بين السياسة والدراسة إلى أن تحصل على الشهادة الجامعية سنة 1949. كما كان للفقيد نشاط نضالي في جبهة التحرير الوطني بباريس من سنة 1954 إلى 1956 إلى جانب جولات قادته إلى العديد من البلدان الأوروبية طالبا ومعرفا بالقضية الجزائرية كألمانيا والسويد وسويسرا. وبعد الاستقلال تقلد المفكر نايت بلقاسم العديد من المناصب العلمية والسياسية منها رئيس قسم البلدان العربية بوزارة الشؤون الخارجية سنة 1964 و وزير التعليم الأصلي والشؤون الدينية من سنة 1970 الى سنة 1977 . وقد توفي يوم 27 أوت 1992 تاركا وراءه العديد من المؤلفات والإسهامات الفكرية.