إعــــلانات

امرأة اقتحمت حياتي ولا أدري من تكون ضرتي أم حماتي

امرأة اقتحمت حياتي ولا أدري من تكون  ضرتي أم حماتي

أدركت بما لا يترك مجالا للشك، أن رواد هذا المنبر من أصحاب القلوب الحائرة وأغلبهم إن لم أقل كلهم، يصارعون مشاكل مختلفة، وتأكدت من أن الدنيا دائما تخبئ للناس الظروف والأحوال التي قد تقلب الحياة رأسا على عقب ولا واحد بمعزل عن هذا، فقد يمسي الفرد بخير ليغدو في اليوم الموالي عكس ذلك، أما أنا فمشكلتي قديمة تجاهلتها كثيرا لكي أعيش في سلام، لكني لم أعد أقوى على ذلك، لذا أتمنى أن يوفقني الله لأجد النصح والمساعدة من طرفكم. أنا امرأة متزوجة منذ سنوات وأم لأولاد أكبرهم على أهبة التخرج من الجامعة، زوجي رجل هادئ ومُسالم إلى أبعد الحدود حتى أضحى في نظر الناس شخصا سلبيا، بل هو كذلك، لأنه لا يملك لنفسه الضر ولا النفع بعدما ترك زمام حياته لامرأة غريبة تسيّره مثلما تشاء، وذلك منذ أكثر من عشر سنوات، علما أن هذه الأخيرة شريكة أعماله بأزيد من نصف الأسهم، لا أنكر أبدا أنها امرأة قيادية، ذكية وفطنة كثيرا، وبفضل خبرتها في مجال الأعمال تحولت حياتنا إلى الأفضل على المستوى المادي، لكنها بالمقابل جعلتنا نتراجع بعدما شطبت على إرادتنا بالقلم الأحمر وباتت الآمر الناهي لأدق تفاصيل حياتنا، إذ لا يمكننا اتخاذ أي قرا من دون استشارتها والاعتماد على رأيها الذي يكون في أغلب الأحيان عكس رغباتنا. لقد منحها زوجي هذا الامتياز فاستغلته كما يجب، إن هذا المرأة لا تعرف التراجع أبدا، وعندما تريد أمرا تناله إن شاء الطرف الآخر أو رفض، وكأنها ساحرة سلبت عقل زوجي عن الآخر، تصوروا أنها من تقرر بالنيابة عنا كل المواعيد بما في ذلك زيارة الطبيب، وهي من تختار لنا العيادة والصيدلية التي نقتني منها الأدوية إذا قدر الله ومرض أحدنا، هي نفسها من تصطحبني لشراء ما يلزمني من ضروريات ولا تتوانى لحظة واحدة في التعليق على ذوقي الذي لا يروق لها، علما أني لا أملك حق المناقشة والتعبير عن الرأي لأن زوجي حذرني من ذلك وألزمني بالسمع والطاعة. إخواني القراء، إن هذه المرأة القوية والمتسلطة لم تترك لنا هامشا من الحرية، حتى البيت الذي ألفته وأعيش فيه منذ زواجي، أمرتنا بالرحيل منه لكي نقيم في شقتها المغلقة منذ سنوات، لقد فعلنا ومنذ أن دخلنا هذا المكان المشؤوم لم نشعر بالراحة. تفاصيل كثيرة لا يتسع المجال لذكرها، المهم أننا بالنسبة إليها كالعبيد أو الدمى تحرك خيوطها كما يحلو لها، أما زوجي فأضحى صامتا مطيعا لا يرفض لها طلبا مهما كان نوعه، علما أنها تكبره سنا وهي في عمر والدته، ما جعل الشك يراودني، فهل هذه حماتي أم ضرتي؟ وهل يحق لشريكة أعماله أن تتدخل بهذه الطريقة في حياته؟ ماذا أفعل لكي أتحرر من قبضتها وأتخلص من هذه الضائقة؟

  فريدة/ وهران   

 

 

رابط دائم : https://nhar.tv/QG97P