''النهار'' تنشـر القصـة الكاملـة لجريمـة قتـل ''طاكسيـور'' والإستيلاء على سيارته

زملاؤه في المهـنة يؤكـدون تعرضه إلى 16 طعنة خنـجر
سائقو سيارات الأجرة في إضراب للمطالبة بالأمـن
توصلت التحقيقات التي باشرتها عناصر الأمن حول هوية الجثة التي عثر عليها أول أمس، سكان ديار الجماعة بالحراش، إلى أنها لسائق سيارة أجرة يعمل بالمحطة البرية لنقل المسافرين بالعاصمة، يدعى ”الطاهر الحاج العربي” ويبلغ من العمر 67 سنة، كما أنه أب لـ11 ابنا.
تفاصيل الجريمة تعود إلى صبيحة يوم الجمعة، عندما حاول أهل الضحية الإتصال به، وذلك بعد أن خرج من مسكنه الكائن بحي المنظر الجميل بالقبة في حدود الساعة الثالثة صباحا، متوجها كالعادة إلى العمل بمحطة كبار معطوبي حرب التحرير، حيث إنه يعمل ما بين الساعة الثالثة ومنتصف النهار ويعود إلى المنزل.
غير أن أبناءه لدى اتصالهم به في وقت العمل لم يرد عليهم وكان هاتفه مغلقا طوال مدة العمل، وهو ما جعلهم يدخلون في حيرة كبيرة حول انقطاع الإتصال به وغلق هاتفه، بالرغم من أنها المرة الأولى التي يحدث فيها مثل هذا الأمر، حيث حاولوا الإتصال بزملائه في العمل فأكدوا لهم أن الضحية خرج من المحطة في حدود الساعة الرابعة، حاملا معه زبونين ولم يعد بعدها، ليشرعوا في حملة بحث واسعة شملت جميع مستشفيات الجزائر العاصمة وبدأت دائرة الخوف تتسع عند أقاربه، كما قاموا بتبليغ الشرطة وأخبروهم بأن عناصر الشرطة ستقوم بمهمة البحث بعد ٨٤ ساعة من غيابه عن مسكنه أو مكان العمل.
وفي سياق مماثل، أضاف أحد أقاربه لـ”النهار”، في زيارة قادتنا إلى مسكن الضحية العائلي، أنهم سمعوا بإعلان العثور على جثة شيخ مجهول الهوية بأحد مساجد الدائرة الإدارية للحراش في خطبة الجمعة، فانتابهم الشك بإمكانية أن يكون هو الشخص المبحوث عنه، حيث قاموا بزيارة لمركز حفظ الجثث بالعالية، أين تعرّف عليه أحد أقاربه وأكد أنه جرّد من سيارته ”تويوتا ياريس ٠١٠٢” وجميع الوثائق الخاصة بالسيارة والضحية، في محاولة من العصابة الإجرامية لطمس معالم الجريمة وإخفاء آثارها -حسب أهل الضحية، كما رجّح أقاربه أن يكون قد تعرض إلى القتل ما بين الساعة الرابعة والسادسة صباحا، وقاموا بتقديم شكوى ضد العصابة الإجرامية لدى الأمن الحضري بباب الزوار، التي ماتزال في حالة فرار والتحقيق لايزال مفتوحا.
سائقو سيارات الأجرة بمحطة الخروبة في إضراب تضامنا مع زميلهم
دخل نهار أمس، سائقو سيارات الأجرة المتعاقدون مع المحطة البرية لنقل المسافرين بالعاصمة، في إضراب عن العمل تضامنا مع زميلهم الذي قُتل على يد عصابة إجرامية مجهولة وطالبوا بتوفير الأمن داخل المحطة خاصة في الفترات الصباحية.
وفي هذا الخصوص أكد بن يحي رشيد وباقي الأعضاء بفرع محطة الخروبة التابع للإتحاد الوطني لسائقي سيارات الأجرة في لقاء بـ ”النهار”، أنهم نظموا وقفة احتجاجية حول غياب الأمن بالنسبة إلى سائقي سيارات الأجرة خاصة في الفترات الصباحية أين تقل الحركة، وأضافوا أنهم يعانون من أصحاب سيارات ”الكلونديستان” الذين يهددونهم في كل مرة ويدخلون معهم في نزاعات وشجارات، غالبا ما تكون دامية بسبب تحويل الزبائن إلى سياراتهم وإرغامهم في بعض الأحيان على التوجه إلى ”الكلونديستان” بدل سيارات الأجرة الذين يعملون بشكل قانوني، وأضاف أعضاء النقابة أنهم متعاقدون مع شركة استغلال المحطة البرية الخروبة وتم الإتفاق على عدة نقاط تضمن سلامة نقل الزبائن بتسعيرة ثابتة، كما أنه يمنع على سائقي سيارات الأجرة البالغ عددهم 137 العمل خارج المحطة، واعتبروا أن جريمة قتل أحد زملائهم بـ16 طعنة -حسب من زاروه في مركز حفظ الجثث- صارت تهدد حياتهم جميعا، حيث إنهم يعيشون في قلق مستمر ورعب كبير بحكم غياب الأمن وتزايد عدد سيارات ”الكلونديستان”.