إعــــلانات

“النهار” تنشر تفاصيل زيارة جنود فرنسيين سابقين الى منطقة شلف

بقلم ennahar
“النهار” تنشر تفاصيل زيارة جنود فرنسيين سابقين الى منطقة شلف

قدم جنود سابقين في جيش الاستعمار الفرنسي في الجزائر اعتذاراتهم عن جرائمهم التي ارتكبوها ضد أهالي المنطقة خلال زيارة قادتهم إلى منطقتي شلف وغليزان نهاية الأسبوع الماضي للقاء عدد من مجاهدي المنطقة

وقال مسؤول في منظمة المجاهدين بولاية شلف أن هؤلاء الجنود السابقين في الجيش الفرنسي كانوا يترددون منذ سنة 2004 على الجزائر وبالضبط على منطقة الشلف ومنطقة عمي موسى التابعة لولاية غليزان حيث كانوا مجندين أثناء فترة الثورة الجزائرية وذلك بحثا عن مجاهدي المنطقة وأهالي الشهداء قبل أن ينجحوا في لقاء بعض المجاهدين ومعطوبي الحرب، خلال زيارتهم التي تمت نهاية الأسبوع الماضي ويتعلق الأمر بارعة جنود سابقين في الجيش الفرنسي هم سوني ميشال الذي كان مرفوقا بزوجته نيد وابنه برينو إضافة إلى أندري وجوزيت إضافة إلى جندي آخر حيث قاموا بتقديم اعتذار رسمي ومكتوب لمجاهدي المنطقة.وأوضح نفس المصدر أن الجنود الفرنسيين التقوا في هذه الزيارة مع أبرز مجاهدي المنطقة و المقاومين بينهم سليمان الغول إضافة إلى المجاهد الحاج الحسين والمجاهد الحاج إسماعيل والمجاهد قروزي الذي بترت يده في إحدى المعارك التي شارك فيها احد الجنود الفرنسيين الثلاثة الذين زاروا المنطقة إضافة إلى المجاهد عبورة الذي بترت رجله. وأضاف المتحدث أن الجنود الفرنسيين قاموا بزيارة منطقة عمي موسى تابعة لواد رهيو غليزان كما زاروا كامل نواحي الشلف والمتاحف وأخذوا صور ا تذكارية في الإمكان التي كانوا مجندين فيها إضافة إلى صور مع المجاهدين بالأسلحة القديمة.
ويكشف شريط مصور نقل تفاصيل اللقاء، تحصلت “النهار” على نسخة منه، عن تقديم أفراد الجيش الفرنسي اعتذارات عما اقترفوه خلال فترة الاحتلال الفرنسي و قالوا باكين “إننا كنا نؤدي واجبنا في صفوف الجيش الفرنسي” و ينقل الشريط تدخل معطوب حرب بترت ساقه و يده و هو شيخ متقدم في السجن أصبح معاقا بالقول”ونحن ندافع عن أرضنا و ضحينا من أجل هذا الوطن و حريته و حريتنا” قبل أن يدعوه للتجول اليوم في بلد ينعم بالحرية و الاستقلالية بفضل تضحيات جسيمة.
وعبر الفرنسيون عن صدق اعتذاراتهم خاصة لسكان القرى التي قاموا بزيارات متكررة سابقة لها و بعضها كانت مهجورة بسبب سنوات الإرهاب وأخرى تعاني العزلة و الحرمان و وعدوا السكان و أهالي المنطقة بمساعدتهم على بناء مدارس وكذا مساعدة الجمعيات الخيرية للتكفل بالمعاقين و اليتامى و المحرومين و ذلك للتكفير عن ذنوبهم بحسب تعبيرهم.
وتعد هذه الزيارة خطوة هامة وردا واضحا من طرف جنود الفرنسيين ومنفذي الجرائم الاستعمارية في الجزائر يذهب في إتجاه معاكس للموقف الرسمي الفرنسي و العديد من الأوساط السياسية في فرنسا منذ إصدار قانون تجريم الاستعمار الفرنسي وتتزامن أيضا مع التحضيرات الحثيثة للزيارة المقررة للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى الجزائر بداية شهر ديسمبر المقبل خاصة وان الرئيس الفرنسي يبدي تمسكه بموقفه الرافض لتقديم فرنسا أي اعتذار للجزائر على الجرائم المرتكبة إبان الاحتلال الفرنسي حيث صرح في ختام زيارته السابقة انه لم يأت إلى بلادنا لتقديم اعتذار “لأني لا أقبل أن أكون سببا في جرح مشاعر الفرنسيين” و ذلك بحجة أنه لم يعش حرب الجزائر و لا ينتمي إلى الجيل الذي شارك في الحرب ضد الجزائر ، كما يأتي اعتذار هؤلاء الفرنسيين في إتجاه معاكس أيضا لتحركات الأقدام السوداء الذين أصبحوا يطالبون في الأشهر الأخيرة باسترجاع ممتلكاتهم التي خلفوها عند مغادرتهم الجزائر.
و يرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تكون بداية تحرك تدريجي في فرنسا و من شأنها تعزيز الموقف الجزائري الذي طالب بالاعتذار وتعد أيضا اعتراف من الأشخاص الفاعلين في الحرب بارتكابهم جرائم وحشية ضد الأهالي و المجاهدين لكن أهمية هذه الخطوة تكمن في عرض هذا الشريط لاحقا حيث يتضمن اعترافات وشهادات حية لأول مرة تعد طعنا في قانون العار الصادر في 23 فيفري.

رابط دائم : https://nhar.tv/f5omA