إعــــلانات

“النهار” تزور سجن البرواڤية بالمدية وتتحدث على النزلاء:سجناء يستفيدون من مبلغ 3 آلاف دج شهريا مقابل خدماتهم وآخرون يمولون سجن الحراش والبويرة بالخضر والفواكه وحديث عن “العفو الرئاسي” وترشح بوتفليقة لعهدة ثالثة

“النهار” تزور سجن البرواڤية بالمدية وتتحدث على النزلاء:سجناء يستفيدون من مبلغ 3 آلاف دج شهريا مقابل خدماتهم وآخرون يمولون سجن الحراش والبويرة بالخضر والفواكه وحديث عن “العفو الرئاسي” وترشح بوتفليقة لعهدة ثالثة

ليس بالأمر الهين أو السهل تجاوز الصعاب والبقاء لسنوات عديدة منعزلين عن العالم الخارجي لكنه ليس أيضا بالمستحيل تحقيق النجاح والمثابرة لأجل بلوغ أهداف نبيلة بذلك “المكان المعزول” “النهار” زارت سجن البرواڤية الكائن بولاية المدية والتقت بالنزلاء الثلاثة الذين استطاعوا التفوق في دراستهم حين قدموا مذكرة تخرج تحت عنوان “التحكيم التجاري الدولي” والتي اعتمدت اليوم من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي “كمرجع رئيس” وضع تحت تصرف طلبة الحقوق.
 وصلنا في حدود الساعة 10 صباحا إلى المؤسسة العقابية بالبرواڤية والتي تبعد عن عاصمة الولاية بـ20 كلم ، وجدنا في استقبالنا المدير العام للسجن السيد حكيم بن شادي الذي وضع تحت تصرفنا كافة المعلومات التي تخص المؤسسة ونزلائها…و بعد جولة قصيرة قمنا بها بداخل السجن ، كانت لنا الفرصة للحديث مع العديد من السجناء ، خاصة بعدما التقينا بالثلاثي المميز ، صالح ، إبراهيم ومحمد هذه أسماء لسجناء أدركوا مع مرور الوقت أنه لا بد عليهم أن يتخطوا الصعاب لأجل تحقيق المستحيل وبالفعل وبعدما حصلوا على شهادة الباكالوريا بدرجة ممتاز، قرروا حينها مواصلة الدراسة فتم تسجيلهم في جامعة التكوين المتواصل في تخصص “دراسات جامعية تطبيقية” ليتمكنوا في آخر المطاف من عمل مشترك جاء تحت عنوان “التحكيم التجاري الدولي” رغبة منهم في معالجة  وتسليط الأضواء على” ملف التحكيم الدولي” خاصة بعد انفتاح السوق الجزائرية على الأسواق العالمية ونظرا للنزاعات الكثيرة التي تخلق بيت المتعاملين الاقتصاديين خاصة النزاعات التي تنشب بين المستثمرين الجزائريين والأجانب…فأرادوا من خلال هذه المذكرة أن يقدموا عملا نبيلا للجامعة الجزائرية وبالفعل فقد قررت “لجنة المناقشة” اعتماد هذه المذكرة لتصبح اليوم بمثابة “المرجع الرئيسي” الذي يلجأ إليه طلبة الحقوق خاصة طلبة السنة الثالثة حقوق…هذه عينة بسيطة جدا من الطلبة السجناء الذين أدركوا بان الحياة لا تنتهي هنا ولا بد من الكفاح لأجل النجاح…و أحسن دليل على كلامنا هو الطالب الثالث “ابراهيم” الذي صرح لنا أنه رغم الصعوبات التي واجهته ورغم نقص المراجع إلا أنه استطاع أن ينجز عملا مميزا في ظرف قياسي فاختار لنفسه موضوعا اقتصاديا هو “التفاوض في العقود” ، موضحا أن اختياره للموضوع جاء على أساس أن  أصعب مرحلة في إبرام العقود هي” مرحلة ما قبل العقود” وعليه وجب التطرق إلى هذا الملف بالتفصيل… وهو يأمل رفقة زملائه مواصلة الدراسة ما بعد التدرج في مجال اختصاصهم للحصول على شهادات عليا كالليسانس ، الماجيستار وحتى الدكتوراه.
إصلاحات بن بوزيد جيدة…لكنها مكثفة وجب تخفيفها
       وما لمسناه من خلال الزيارة التي قمنا بها لسجن البر واقية هو أن السجناء الذين تحدثنا إليهم على وعي كبير واطلاع واسع بما يحدث بالعالم الخارجي من خلال تصفحهم يوميا للجرائد التي تصلهم يوميا…فكانوا على دراية جيدة بكل المستجدات السياسية ، العلمية ، الثقافية والاجتماعية…فأكدوا لنا أن جميع السجناء لديهم رغبة في التعلم واكتساب خبرات أوسع في مختلف التخصصات فحتى الذين دخلوا السجن أميين لا يحسنون القراءة والكتابة أصبحوا فقد خرجوا من دائرة” الجهل” وأصبحوا اليوم “مثقفون” ويهمهم كل ما يحدث في المجتمع خاصة لما أخبرنا عمي العربي الذي قضى مدة 16 سنة عقوبة بين سجن الشلف والبرواڤية وبعد سنة سيغادر أسوار السجن ليلتحق بعائلته وذويه الذين غادرهم لمد طويلة…فأوضح لنا أن إصلاحات وزير التربية الوطنية رفقة الأسرة التربوية خاصة بعد مرور خمس سنوات عن عملية إصلاح النظام التربوي هي جيدة وهامة لأجل مواكبة التطورات الحاصلة في الدول المتقدمة إلا أنها مكثفة جدا ووجب تخفيفها لضمان نجاح “الإصلاحات” ، مضيفا في السياق ذاته أنه لا خوف على مستقبل أبنائنا ، حين قال “أنا فاتني الوقت لكن لا يزال أمام أبنائنا الكثير لتحقيقه” .
الحديث عن “العفو الرئاسي”…وأمل في مستقبل أفضل
جل النزلاء الذين التقينا بهم تحدثوا لنا عن “العفو الرئاسي” وعن رغبتهم الكبيرة في أن يعفو عنهم الرئيس بوتفليقة لكي يحصلوا على حريتهم التي افتقدوها كثيرا باعتبار أنهم أناس عاديون مثلهم مثل باقي المواطنين…و هم مدركون جيدا أنهم أخطئوا في حق أنفسهم ، أبنائهم ، وعائلاتهم وفي حق وطنهم…لكنهم اليوم مصممون الرجوع إلى الصواب للاندماج من جديد في المجتمع….غير أن نزلاء آخرون همهم الوحيد هو متابعة كافة الأخبار التي تتطرق لموضوع “تعديل” الدستور” وترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة ثالثة”…باعتباره الرئيس الذي منحهم الأمل في مستقبل أفضل خاصة بعدما منحهم الفرصة في التعلم والتكوين.
الأوضاع الأمنية تحسنت…لكن الأوضاع الاجتماعية تدهورت
سبق وأن ذكرنا سالفا أن السجناء الذين تحدثنا إليهم على اطلاع واسع بكافة المستجدات الحاصلة على الساحة السياسية ، الاقتصادية والاجتماعية…فأكد بعضهم أن الأوضاع الأمنية بالجزائر قد عرفت تحسنا كبيرا فأصبح باستطاعة المواطن البسيط أن يتجول ويسافر ليلا من دون أي خوف…لكن مقابل ذلك أوضحوا أن القدرة الشرائية للمواطنين قد تدهورت بشكل رهيب نظرا للارتفاع الفاحش في أسعار المواد الأكثر استهلاكا وهذا ما دفع بالعمال والموظفين على المطالبة بالزيادة في الأجور…حين أعلنوا عن تخوفهم عن بزوال “الطبقة المتوسطة” التي تضم فئة المواطنين البسطاء والفقراء.
82 مترشح لشهادة الباكالوريا و229 مترشح لشهادة التعليم الأساسي
و أوضح المدير العام للمؤسسة العقابية بالبرواڤية حكيم بن شادي عدد المترشحين لشهادة الباكالوريا لهذه الدورة قد بلغ 82 مترشح فيما وصل عدد المترشحين لشهادة التعليم الأساسي 229 مترشح من مختلف الأعمار ، مؤكدا أن عدد الناجحين في شهادة الباكالوريا في الدورة السابقة قد بلغ 81 ناجح بتقدير جيد ، قريب من الجيد ومقبول من أصل 100 مترشح ، مقابل 149 ناجح في شهادة التعليم الأساسي من أصل 153   مترشح.
ورشات لصناعة الأسرة…و سجناء يمولون مؤسسات عقابية بالمنتجات الفلاحية
و كشف المدير العام للسجن أن سجن البرواڤية يتوفر على ورشة التلحيم لصناعة الأسرة خاصة وأن المؤسسة قد استطاعت في ظرف قياسي وبفضل السجناء من تحقيق الاكتفاء الذاتي للمؤسسة في هذا المجال ، مؤكدا في السياق ذاته أن النزلاء الذين اختاروا التخصص في مجال “الفلاحة” قد تمكنوا من خلال التكوين الذي تلقوه بالمؤسسة من تحقيق اكتفاء ذاتي للسجن بالدرجة الأولى إلى درجة أن المؤسسة أصبحت منذ 03 سنوات مضت من تمويل العديد من المؤسسات العقابية كسجن بوفاريك بالبليدة ، الحراش بالعاصمة ، البويرة ، تيزي وزو وسجن تابلاط وقصر البخاري بولاية المدية بالمنتوجات الفلاحية كالخضر والفواكه والتي يتم بيعها بأثمان جد منخفضة. مقابل ذلك أوضح محدثنا أن هؤلاء النزلاء يستفيدون من أجور شهرية تصل إلى 3 آلاف دج كإعانة تقدمها الدولة لهؤلاء النزلاء لكي يعيلوا أنفسهم وحتى عائلاتهم.

رابط دائم : https://nhar.tv/xk1d2
إعــــلانات
إعــــلانات