النظام الصحي الجزائري من أسوأ الأنظمة الصحية فـي المغـرب العـربي
صنفت منظمة الصحة العالمية النظام الصحي الجزائري، من بين أسوأ الأنظمة الصحية في بلدان المغرب العربي، لكونه لم يعرف تطورا كبيرا مقارنة بالبلدان الأخرى المجاورة له، ولا يزال الجزائريون يتنقّلون إلى الخارج للعلاج، مما ترتّب عنه ديون لدى المستشفيات الأجنبية. وصف التقرير الذي نشره موقع جمعية الأطباء المقيمين الجزائريين، الذي نسبه إلى منظمة الصحة العالمية، النظام الصحي الجزائري من بين الأنظمة الصحية التي لا تزال تتخبط في المشاكل والتي من بينها الديون التي لا تزال عالقة لدى المستشفيات الأجنبية. وكان تقرير صادر عن المنظمة العالمية للصحة، من خلال إحصائيات له، قد حذّر من انتشار الأمراض غير المعدية، حيث صنّف في مقدمتها أمراض القلب، السكتة الدماغية، السكري وداء السرطان. وأشار التقرير إلى أن أكثر من 32 من المائة من الأطفال يموتون قبل سن الخامسة، بالإضافة إلى تسبّب الأمراض غير المعدية في ثلثي مجموع الوفيات في الجزائر، بسبب التقدّم في السن، وعامل التوسع العمراني، بالإضافة إلى مشكل كبير في التحكم في تعاطي مادة التبغ، ونمط الحياة القائم على الكسل والنظام الغذائي غير المتوازن، كما أشارت المنظمة العالمية للصحة، إلى أن العادات الغذائية السيئة، هي التي تقف وراء أغلب الإصابات بارتفاع ضغط الدم، حيث يعاني ثلاثة ملايين من داء القاتل الصامت، زيادة على أمراض السكري، والدهون في الدم والسمنة المفرطة، وغيرها من المشاكل الصحية التي تؤدي إلى الإصابة بهذه الأمراض غير المعدية، كما أن 80 من المائة من حالات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية تعود إلى العادات الغذائية السيئة. وتشير الإحصاءات الصحية العالمية لسنة 2021 إلى زيادة انتشار الأمراض المزمنة، كالسكري، وأمراض القلب والسرطان، نتيجة شيخوخة المجتمع الجزائري، وارتفاع معدل الحياة الذي بلغ 72 سنة، كما أن نسبة الوفيات، بلغت 11 من المائة من نسبة الولادات، مقابل 202 وفاة لكل 100 ألف نسمة بسبب الأمراض المعدية. أما فيما يتعلق بالأمراض كثيرة الانتشار في الجزائر، فقد صُنّف داء السلّ في مقدمتها بـ 22 ألف حالة، متبوعا بداء ”البوحمرون” بـ 103 حالة، والحصبة بـ 212 إصابة.
رئيس عمادة الأطباء الجزائريين بقاط بركان :
”تقرير منظّمة الصحة العالمية كان منتظرا والإصلاحات مجرّد حبر على ورق”
قال رئيس عمادة الأطباء الجزائريين الدكتور ”بقاط بركان”، إن تقرير منظمة الصحة العالمية كان منتظرا، بسبب الوضعية التي آل إليها النظام الصحي في المستشفيات العمومية، مشيرا إلى أنّ الإصلاحات التي يدّعي الوزير السابق أنه قام بها بقيت حبرا على ورق ومجرد بروتوكولات. وأكد الدكتور بقاط بركان، في اتصال بـ”النهار”، أن كل الأرقام تشير الى تردي النظام الصحي بالجزائر، من خلال نقص الإمكانات على مستوى المستشفيات، وعدم وجود متخصصين لعلاج الحالات المستعصية، مما أدى الى ارتفاع طلبات توجيه المرضى للخارج. وأضاف الدكتور، أن المنظومة الصحية الوطنية بحاجة إلى إعادة تحيينها من جديد وفق ما يتماشى مع النظام الصحي العالمي، من حيث توفير الموارد البشرية ووسائل العمل المتطورة، وخلق عدالة بالمستشفيات.