إعــــلانات

الناقد المسرحي السوري منتجب صقر لـ ” النهار “:

الناقد المسرحي السوري منتجب صقر لـ ” النهار “:

شدد الأستاذ منتجب صقر ، في حديثه ل”النهار” ، على ضرورة الاهتمام و تشجيع المواهب الشابة ، و تقديم الدعم المادي و المعنوي لها ،

كما تطرق إلى جانب مهم متصل بالمسرح و يتعلق الأمر بالتعاون بين الإدارات المسرحية و الإدارات الثقافية الأخرى  في الوطن العربي و تحديدا الجزائر، و مسائل أخرى قد تبدو بسيطة لكن باستطاعتها قلب وضعية المسرح رأسا على عقب .

النهار: في البداية نود التعرف عليك أكثر للجمهور المتتبع للساحة الثقافية و المسرح بشكل خاص ؟
منتجب صقر من أصل سوري مقيم بفرنسا ، مشرف على التربصات المسرحية،ومهتم بقضية المسرح و البحث فيه و ورشات العمل المسرحي التي في اعتقادي مهمة جدا .
و”منتجب” هو اسم شاعر عراقي عاش في القرن ال10 ميلادي.

النهار: بما أنك مختص، في رأيك من أين يبدأ الاهتمام بالمسرح ؟
لكي يكون لدينا مواطنين قادرين على استيعاب دور المسرح في المجتمع أو المدينة، يجب أن نهتم أولا ً بمسرح الطفل في المدرسة بحيث تخصص مادة لتدريس المسرح منذ المراحل الابتدائية الأولى. و هكذا يمكن الطفل أن يكون مخيلة مسرحية كبيرة و يمكن أن ينشئ الجيل الشاب مع المسرح . الأطفال يملكون طاقات كبيرة يمكن تفريغها في المسرح عن طريق النشاطات الأسبوعية سواء في مدرسته أو عن طريق زيارة المعاهد المختصة والمسارح في المدينة.

النهار : لكن الحال ليس كما تؤكدونه في معظم البلدان العربية؟
هذا ما كنت سأتطرق إليه في معرض حديثي ، لا يمكن أن يعلو شان المسرح في المدينة إذا لم يتم تشجيع المواهب الشابة و تقديم الدعم المادي و المعنوي لها، فالحال هو ذاته في الوطن العربي ، كثيرا ً ما نسمع عن فرق مسرحية شابة تنتمي لمسرح الهواة و التي تنطلق بعرضين أو ثلاثة ثم ما تلبث أن تختفي و تضمحل و يتفرق أعضاؤها نظرا ً لعوامل عديدة أهمها غياب و ضعف الإمكانيات. فلكي يكون هناك مسرح للمدينة يجب أن نحول تلك المدينة لفضاء رحب من الإبداع يقدم فيه الشباب ما لديهم من إبداعات مسرحية و أدبية و بذلك يمكن لهم الحديث عن تجربة مسرحية معينة.

النهار : و هل هناك ما من شأنه أن يخرج المسرح من نفقه المظلم ؟
هذا أمر مرتبط أساسا بموضوع التعاون بين الإدارات المسرحية المختلفة في بلداننا العربية ، فمثلا ً في مدينة الجزائر أتساءل هل هناك تنسيق بين المسرح الوطني و الإدارات الثقافية المختلفة.

هل يتم تنظيم زيارات مستمرة للتعرف على المسرح الوطني وأعلامه المسرحية ؟
أذكر أنني زرت مدرسة التكوين الفني في” تقصرين” و تعرفت على الطلاب هناك سألتهم ” كم مرة في الشهر تذهبون إلى المسرح ؟” فرد الجميع” ولا مرة” وهنا يجب التفكير في آليات عمل تجعل من السهل التخلص من مشاكل المسرح.
 
النهار: ألا تعتقد أن مسألة الثقافة المسرحية مرهونة بمسألة القراءة الأدبية و المسرحية في أوطاننا، خاصة و أننا نعيش أزمة النص المسرحي ؟
بعيدا ً عن الطوباوية أو المثالية، أعتقد أننا لا نملك بعد ثقافة القراءة، و ذلك لأن المواطن غارق في هموم حياته اليومية في المدينة أو القرية التي يعيش فيها.
يجب أن يهتم القائمون على الأمر بمسألة نشر الكتاب المسرحي بين مختلف فئات الشعب و ذلك عبر الترويج له في الإعلام الرسمي وطبعا ً الحديث عن الكتاب المسرحي يقودنا إلى الحديث عن أزمة النص المسرحي التي تبدو مسألة مشتركة بين مدن الوطن العربي. و هنا يبدو أن الحل الوحيد لتفادي هذه الأزمة يتمثل بتشجيع الشباب على الكتابة و تسهيل نشر نصوصهم.

النهار: وماذا عن مسألة التنوع واختلاف المدارس، كيف للمسرح أن يشملهم ؟
تجدر الإشارة إلى أهمية تنوع النماذج المسرحية، فمثلا ً في الجزائر ينتشر المسرح الشعبي سواء ً باللهجة المحكية الدراجة أو العربية أو اللهجة القبائلية. و هناك أيضا ً مسرحيات باللغة الفرنسية. هذا التنوع يبدو لي جميلا ً و يجب المحافظة عليه إذ لا يمكن فرض نموذج مسرحي واحد ذو لون واحد فالمسرح ينشأ من غنى التجارب المسرحية التي يقدمها الشباب في المدينة. لكن أود أن أركز على أهمية الاهتمام بالانفتاح على تجارب مسرحية أخرى في العالم كالمسرح العربي ، كالمسرح الروسي ، المسرح الاسباني ،المسرحي الإنجليزي و المسرح الألماني  ، و ذلك بتشجيع المخرجين على إخراج نصوص متنوعة عبر اللغة الوسيطة أي الترجمة. الأمر الذي يدفعنا لتشجيع الترجمة المسرحية حتى يطلع المسرحي و المواطن على مسارح العالم.

رابط دائم : https://nhar.tv/vAYTe