المنسق بين تنظيم “القاعدة” في الجزائر وقناة “الجزيرة” يسلم نفسه
أفادت مصادر متطابقة أن قيادي بارز في تنظيم “القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي” يدعى “أبو عبد الرحمان” واسمه الحقيقي “ك.ل” قد سلم نفسه لأجهزة الأمن مؤخرا.
بعد أن مارس ولعدة أشهر مسؤولية ربط الاتصالات بصفة منتظمة ومستمرة بين قيادة هذا التنظيم المسلح مع القناة القطرية “الجزيرة” وأيضا مع عدد من المنتديات والمواقع الإسلامية المتطرفة على الإنترنيت والتي تحسب على تنظيم “القاعدة” الذي يتزعمه أسامة بن لادن.
وذكرت المصادر ذاتها أن الشخص الذي سلم نفسه لأجهزة الأمن بالعاصمة يقيم ببلدية المرادية وكان يتلقى بصفة منتظمة أشرطة فيديو وأقراص مضغوطة تتضمن مشاهد دعائية لفائدة التنظيم المسلح من طرف ناشطين في شبكات الدعم والإسناد في تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” كانت تسلم له في شكل مواد إعلامية وأشرطة خام ليقوم هو بضمان عملية التركيب والإخراج وبعدها يحولها عبر الإنترنيت إلى قناة “الجزيرة” سواء في مكتبها المركزي بالدوحة أو بمكتبها الإقليمي في العاصمة المغربية الرباط.
وحسب معلومات “النهار” فإن هذا الشخص الذي سلم نفسه للسلطات الأمنية طواعية كان يشغل منصب نائب أبو محمد صلاح واسمه الحقيقي صلاح قاسمي الناطق الرسمي لتنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” مكلف بضمان الاتصالات خارج الجزائر وبالتحديد مع مواقع الإنترنيت و”الجزيرة”.
وفي إفادته لدى الجهات الأمنية قال هذا التائب أنه قرر التخلي عن العمل المسلح “بعد شعوري بالذنب على ما كنت أقوم به” مشيرا إلى أنه لن ينسى مشاهد فيديو جريمة ذبح الحارس الذي يعمل بالمؤسسة العقابية بتيزي وزو في ربيع 2006 وهي المشاهد المروعة التي تجنب تنظيم “القاعدة” بثها العام الماضي.
وبفضل المعلومات التي وفرها نائب الناطق الرسمي لتنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” تمكنت أجهزة الأمن من رصد تحركات أبو محمد صلاح وقد افلت بأعجوبة من كمين نصبته له أجهزة الأمن بمنطقة بني دوالة بولاية تيزي وزو قبل أيام.
وبرز صلاح قاسمي لأول مرة في ملفات أجهزة الأمن سنة 2002 قبل أن يعاود الظهور سنة 2004 في كتابات تحريضية تنشر على مواقع تنظيم “الجماعة السلفية للدعوة والقتال” قبل أن يبرز كناطق رسمي لتنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” منذ جانفي 2007. وكان آخر حضور له هو التعليق على حادثة الاعتداء الانتحاري ضد عمال الشركة الفرنسية “رازال” بمنطقة الأخضرية ولاية البويرة في تسجيل صوتي بثته كل من قناتي “الجزيرة” و”العربية”.
وقد أفضى تخلي نائب الناطق الرسمي لتنظيم “القاعدة” في الجزائر إلى حصول نوع من الشلل على مستوى اللجنة الإعلامية لهذا التنظيم المسلح الذي يعيش ظروف استثنائية بعد القضاء على أهم رؤوس “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” خلال الأشهر الأخيرة وكان أبرزهم أمير منطقة الوسط سفيان أبو حيدرة والمستشار العسكري المدعو “علي الديس” وأيضا مساعده الأول المدعو “العشعاشي”.