المنتخب الوطني يطالب بحقّه من نجومية بعض محترفيه
بقلم
النهار
كنّا نستحي في وقت مضى أن نقول إننا نملك محترفين في صفوف منتخبنا، لأنّهم في الواقع لم يكونوا محترفين إلا من النوعية الثالثة أو الرابعة، وليسوا أكثر من هواة في فرق القسم الثاني الفرنسي بالأخص، وربما لاعبين من دون هوية ولا فرق، فكم فتحنا أحضاننا للاعبين دون نواد، وكأنّنا في جمعية خيرية إنسانية، وفي زمن الرداءة الكروية التي نعيشها أطلّت علينا بوارق من الأمل مرة واحدة
-
فمرّ منتخبنا إلى الدور الثالث والأخير من تصفيات كأسي العالم وإفريقيا، وصرنا نرى بعض محترفينا، الذين نعرفهم حقّ المعرفة يصنعون أفراح فرقهم، وتطلبهم فرق عالمية كبرى، فلم يعد غريبا علينا هذه الأيام أن نسمع أن برشلونة الإسباني تطلب خدمات نذير بلحاج، وهو ربما كان أقرب إلى الخيال منه إلى الواقع، لو نعود 18 شهرا إلى الوراء، أفليس من حق المنتخب أن يطالب بحقه من نجومية هؤلاء، فهو الذي صنعها لما احتضنهم وقت الشدة ولم يفرّط فيهم، إلى أن اشتدّ عودهم، ثم هل سنرى نفس الوجه الذي يقدمونه مع نواديهم بألوان المنتخب أم أن المستحقات والتعويضات والتأمينات والخوف من الإصابات لا زالت ترمي بظلالها على تفكير هؤلاء..
-
لكل مستحق حق
-
لم يمر المردود المبهر لمجموعة من محترفينا مع نواديها مرّ الكرام على مسؤولي الفرق الكبيرة، فبلحاج الذي يتقاضى 100 ألف أورو شهريا (حوالي مليار) في فريقه بورتسموث، تلقى عرضا مغريا من ليفربول الإنجليزي الذي يحاول إغراءه بكل الوسائل، وفرق إسبانية أبدت اهتمامها بزيّاني من دوري الدرجة الأولى منذ مدة، ونفس الشأن بالنسبة لغيلاس الذي ترددت أخبار عن اتصالات يكون قد تلقاها من أرسنال الإنجليزي، وبوڤرة الذي يصنع أفراح غلاسكو رانجرس الأسكتلندي، تلقى عرضا رسميا من أولمبيك مارسليا، صاحب الشعبية الجارفة في فرنسا، لكنه إعتذر عنه. وقد طالعتنا مواقع الجرائد الأوربية أن عنتر يحيى، لاعب بوخوم الألماني، قد تلقى عرضا رسميا من فيرونتينا الإيطالي، لكنه لم يجب عنه، في حين العمري الشادلي أكّد أنه لن يعود إلى فرنسا مهما كلّفه الحال، بما أنه مرتاح في ألمانيا، فهل كنتم تصدقون نفس الأسطر التي تقرأونها، لو كتبت قبل عام أو قبل ذلك بقليل إن لم يكن هؤلاء استفادوا من المنتخب الذي انتشل بعضهم من التشرد الكروي لما قضوا مراحل صعبة من مشوارهم الكروي على غرار بلحاج الذي مرّ بوضعية نفسية صعبة جدا لم يجد معها أنيسا غير المنتخب، وحتى بزاز في أحلك أيامه الكروية لم يجد سندا إلا المنتخب الذي كان يلعب له أساسيا في وقت يلعب للفريق الاحتياطي لفالونسيان إلى أن عاد بقدرة قادر ليضمن مكانه في الفريق الأول بعد كل الذي صنعه أمام السنغال، وتطبيقا للمثل العربي “لكل مستحق حق” فإن السؤال الذي نطرحه هو كيف نستثمر النجومية التي استأثر بها هؤلاء في المدة الأخيرة
-
ما هو حق المنتخب من هؤلاء؟
-
قد نطرح السؤال نفسه على عيّنة من مناصري المنتخب الوطني، ونسأل كيف يمكن أن نستفيد من تألق هؤلاء، فإن الأكيد أنه ليس في ومضات إشهارية ولا في جزاءً ولا شكورا، ولا في اقتسام مداخليهم، وإنما فقط في المطالبة بنفس المردود الذي نراه بهم في فرقهم على شاشات القنوات العالمية، دون أن يتخوّفوا من شيء، في وقت تعوّدنا فقط على انتظام مستوى لاعب واحد ويتعلق الأمر بزياني كريم مع تذبذب مردود البقية، والعادة أن نرى لاعبين يخافون الصراعات الثنائية، فالكل لاحظ مثلا مردود عنتر يحي أمام منتخب مالي، أين كان باهتا للغاية وارتكب أخطاء دفاعية، وكما يقال فإن محترفين كبارا يصنعون منتخبا كبيرا، وهي القاعدة التي يتمنى الجميع أن يستفيد منها منتخبنا على الأقل حتى يبلى البلاء الحسن في التصفيات المزدوجة، التي سيبدأ غمارها بعد أشهر قليلة، فمن غير المعقول أن نتقبّل بعد اليوم إقصاءات وهزائم مثلما كان عليه الحال من قبل، وعندنا لاعبون في منتخبنا يثيرون اهتمام برشلونة الإسباني، أرسنال وليفربول الإنجليزيين، وفيرونتينا الإيطالي، وهو رأي المتتبعين، فهل لنا أن نرتقي في مطالبنا حد المطالبة بالمرور إلى كأس العالم، أم أنه ليس لمنتخبنا حق من الاستفادة من هؤلاء، ما عدا استفاداتهم منه، الأيام ربما ستجبنا عما إذا كان كان سيطول العمر الافتراضي لتهافت كبرى الفرق العالمية عليهم، وما إذا كان المنتخب الوطني سيأخذ حقه منهم أم لا؟
-
-
ف. ع
رابط دائم :
https://nhar.tv/gWVwG