المكالمات الهاتفية تثبت رفض سائق قطار البدرشين التوقف رغم تلقيه مكالمات تؤكد وجود عطل بالقطار
أسفرت عملية تفريغ المكالمات اللاسلكية، التى تحفظت عليها نيابة جنوب الجيزة، برئاسة أسامة حنفى، وتضمنت التسجيلات التى جرت بين كل من سائق قطار البدرشين المنكوب، وعامل برج المراقبة بالمحطة، ومدير حركة المراقبة المركزية ومقرها محطة رمسيس، عن مفاجأة تمثلت فى إجراء 8 مكالمات بين السائق وعامل برج المراقبة ومدير الحركة المركزية، تفاوتت مدة كل منها بين 20 و40 ثانية للمكالمة الواحدة، وأكد مراقب البرج خلالها لمدير الحركة وجود عطل فى القطار عربة القطار الأخيرة قد تتسبب فى كارثة، لكن السائق نفى ذلك لمراقب الحركة الذى رجع إلى عامل البرج للتأكد، وهكذا الحالة خلال 7 مكالمات اضطر بعدها السائق إلى التوقف، ليشاهد ما حدث ويخبر مدير الحركة فى المكالمة الثامنة والأخيرة بوقوع الكارثة. بدأت المكالة الأولى من عامل برج مراقبة محطة البدرشين، وليد ربيع، إلى مدير الحركة المركزية يخبره برصد عطل خلل فى العربة الأخيرة للقطار قبل دخوله المحطة بنحو 300 متر، وطلب فيها عامل البرج اليقظ من مدير الحركة أن يأمر السائق بالتوقف لعدم وجود اتصال مباشر بينه كعامل وبين السائق المتهم حاليا بقتل المجندين وإصابتهم عن طريق الخطأ، وبالفعل اتصل مدير الحركة بالسائق، آمرا له بوقف القطار، لأن عامل البرج شاهد خللا فى حركة العجلة الأخيرة، لكن السائق نفى ذلك، وقال إن القطار كان يسير بصورة طبيعية، ولا يوجد أى إشارات إنذار توجب التوقف، وفى المكالمة الثالثة عاد المدير ليتصل بعامل البرج ويقول له إن سائق القطار يقول «إنه يسير بشكل طبيعى دون خلل.. انت متأكد من وجود مشكلة كبيرة توجب التوقف؟»، فنظر عامل برج المراقبة ثانية، وكان القطار قد اقترب من المحطة وعاد مهرولا للاتصال بمدير الحركة قائلا له «فى رباط فى البوجى الخلفى للعربة الأخيرة بيطلع شرر جامد وصوت احتكاك فظيع كلم القطار خليه يقف حالا»، أى أن العجلات الخلفية للعربة الأخيرة لا تدور على القضبان بشكل طبيعى، مما تسبب فى احتكاك العجلات بالقضبان وتطاير شرر من شدة الاحتكاك. وفى المكالمة الخامسة، اتصل مدير الحركة بالسائق يخبره بما شاهده العامل ويأمره بالتوقف، ثم اتصل العامل فورا بمدير الحركة يقول له «إلحقنا فيه مصيبة إشارات الخطر نوّرت على التحويلات»، بما يعنى أن فى جسم سقط عليها أو اصطدم بيها، وأخيرا اتصل مدير الحركة بالسائق ليأمره بالوقوف، فأكد له السائق توقفه بالقطار فعلا، وأنه نزل لرؤية الفاجعة التى حدثت، ثم اتصل فى المكالمة الثامنة والأخيرة بمدير الحركة يقول له “العربية الأخيرة اتقلبت واصطدمت بقطار آخر وفى ضحايا”. وطابقت معاينة فريق التحقيق مضمون المكالمات اللاسلكية المسجلة، حيث تم اكتشاف وجود قطع مثلث الربط الحديدى بين العربات وقطع حديد خاصة بفرامل القطار مكسرة إلى أجزاء مفككة وموجودة على قضبان القطار على مسافات بين 300 و200 متر قبل دخول القطار إلى المحطة، أى عند بداية رصد عامل برج المراقبة للخلل فى حركة القطار.