المـوت يغيّب أيقونة الأدب العالمي آسيا جبار

غيب الموت، أمس، أيقونة من أيقونات الأدب الجزائري آسيا جبار التي توفيت في أحد مستشفيات باريس عن عمر يناهز 79 سنة، على أن يتم تشييع جنازتها بمسقط رأسها في شرشال، لتعود إلى الجزائر بعد 35 سنة من الغربة في نعش، من دون أن تكرم من قبل مسؤولي الثقافة في الجزائر.
فقدت الساحة الأدبية العالمية واحدة من أشهر الروائيات في العالم، والتي رشحت في العديد من المناسبات لنيل جائزة نوبل للآداب، بفضل رواياتها التي ترجمت إلى 20 لغة عبر العالم، والتي استطاعت من خلالها الرقّي بالأدب الجزائر إلى العالمية. آسيا جبار واسمها الحقيقي «فاطمة الزهراء املحاين» من مواليد 1936 بشرشال، حيث تلقت دراستها الأولى في المدرسة القرآنية في مدينة شرشال، قبل أن تلتحق بالمدرسة الابتدائية الفرنسية في مدينة موزاية ثم البليدة فالجزائر العاصمة. وخاضت جبار الكتابة الأدبية والمسرحية والإخراج السينمائي بنجاح، فنشرت أول أعمالها الروائية وكان بعنوان «العطش» سنة 1953 وعمرها لم يتجاوز العشرين من العمر، ثم رواية «نافذة الصبر» سنة 1957. بعد استقلال الجزائر عملت الروائية كأستاذة لمادة التاريخ وفي ذات الوقت عملت في جريدة «المجاهد» الناطقة باللغة الفرنسية مع اهتمامها بالسينما والمسرح. وفي عام 1958 تزوجت الكاتب أحمد ولد رويس الذي ألف معها رواية «أحمر لون الفجر»، وانتقلت للعيش في سويسرا ثم عملت مراسلة صحفية في تونس، لكن زواجها لم يدم طويلا حيث تطلقت عام 1975، لتتزوج بالشاعر والروائي الجزائري عبد المالك علولة. في عام 1980 هاجرت إلى فرنسا حيث شرعت في كتابة رباعيتها الروائية المعروفة، التي تجلى فيها فنها الروائي وفرضها كصوت من أبرز الكتاب باللغة الفرنسية، حيث اختارت شخصيات رواياتها من العالم النسائي، فمزجت بين الذاكرة والتاريخ وجاءت الروايات الأربع تحت عنوان «نساء الجزائر»، «ظل السلطانة»، «الحب والفنتازيا» و«بعيدا عن المدينة». وفي سنوات الجمر التي عرفتها الجزائر عبّرت الروائية عن تضامنها مع المعاناة التي كان يعيشها الشعب، حيث كتبت العديد من الروايات من أهمها «الجزائر البيضاء» و«وهران.. لغة ميتة» و»بعيدا من مناخات الحرب»، كما كتبت رواية «ليالي ستراسبورغ»، وهي لم تكتب هذه الرواية هربا من وجع الموت الجماعي الذي شهدته الجزائر، وإنما كعلاج نفسي داوت به غربتها وآلامها، حسب تعبيرها. وتعتبر آسيا جبار أول كاتبة عربية تفوز عام 2002 بـجائزة السلام التي تمنحها جمعية الناشرين وأصحاب المكتبات الألمانية، كما رشحت للفوز بجائزة نوبل للآداب من دون أن تفوز بها .