المطرب القبائلي ماسي يزور “النهار” ويصرّح:”أنا شاب محظوظ وأعشق الجزائر.. ولو لم أكن فنانا لكنت “حراڤا”
لأول مرة يزورنا المطرب القبائلي، ماسي، الذي ما زال وحده رفقة المطربة حسيبة عمروش يصارعان من أجل بقاء الأغنية القبائلية في القمة مثلما عهدناهما من أيام “نا شريفة”، جميلة، الحسناوي، آيت منڤلات وإيدير.. الحوار الذي أجريناه مع ماسي كان ثريا جدا، تطرق إلى واقع الأغنية القبائلية، وباقي الطبوع، كما تحدث عن اهتمامه الكبير بالكلمة واللحن والموسيقى، مؤكدا أن الأغنية ليست رقصا وحسب بل فن وذوق وتربية، وأبدى تمسكه الحاسم بالبقاء في الجزائر رغم فرص الهجرة، داعيا الشباب إلى الأمل في الغد والقناعة بالمكتوب.
حاورته: زهيدة ثابت
* منذ مدة طويلة لم يظهر “ماسي” في الساحة الفنية ولم تظهر أغانيه في سوق الكاسيت، أين اختفيت؟
+ أشكركم على الاستضافة، لقد عدت منذ أيام قلائل من كندا، التي أحييت فيها مجموعة حفلات للجالية العربية، ولا أقول الجزائرية لأنني شخصيا تفاجأت من الحضور الكثيف جدا للجمهور من كل الجنسيات، ثم توجهت إلى فرنسا ومنها إلى جنيف، وأنا حاليا بصدد تسجيل أغاني جديدة لألبومي القادم.
* بالمناسبة، ألا تظن أنك شحّيح جدا في إنتاجاتك للأشرطة، خاصة وأن الساحة الفنية أصبحت تفتقد في المدة الأخيرة للأغنية القبائلية؟
- منذ بداياتي وأنا أسجل ألبوما كل سنة، لأنني بكل صراحة أتعب فيه كثيرا وأبحث وأبذل مجهودات كبيرة. البعض يظن أن الأغنية القبائلية رقص وموسيقى خفيفة وفقط، ولكنني أقول لهؤلاء أن الأغنية القبائلية كلمة، دراسة، تربية وتوجيه.
* لكنك معروف بأنك مطرب أعراس، وفي الأعراس لا يطلبون منك أغان تربي بل الهدف الأساسي هو الرقص وزرع الفرحة وسط العائلة والضيوف؟
– صحيح أنا أغني كثيرا في الأعراس، لأن الناس تطلبني، وللعلم أنا أؤدي كل الطبوع في الأعراس، الشاوي، القبائلي والعاصمي الذي أحبه جدا، لكنني عندما أسجل أغاني الخاصة أبحث كثيرا قبل أن أقدم على أي عمل نهائي، لأنني لا أود أن أعيد أغاني الغير مثلما أصبح يفعل الكثير، فهذا إذا خدمهم في الأول واستحلوه وتعودوا عليه سوف يحطمهم فيما بعد، وأحب أن يعرفني جمهوري بأغنياتي الخاصة.
*هذا يعني أنك غير راض عما يقوم به زملاؤك الفنانين؟
– أنا أتـكلم عن ماسي المطرب ولا دخل لي بما يفعله الآخرون، هذه ملاحظة فقط سجلتها وحبذا لو يعيدوا الأغاني بكلماتها الصحيحة، المشكل أنهم يشوهون التراث ويحطمونه لأنهم يغنون غلط، وأنا لا أتكلم عن الجميع لأن هناك من أعاد بعض الأغاني وأعطاها روحا جميلة جدا وأعاد إحياءها بطريقة جميلة جدا، وكذلك أعطى الفرصة للشبان الذين لا يعرفونها للتمتع بها، مثلما تفعل المطربة “حسيبة عمروش” التي أعادت إحياء أغاني خالتي شريفة بطريقة جميلة، بالإضافة إلى أغانيها وصوتها الرائع في كل الطبوع التي أدتها ونجحت فيها.
* من يكون ماسي حتى يتكلم عن الفنانين بهذه الطريقة؟
+ والله، مطرب مبتدئ، يحب الأغنية الجزائرية ويغار عليها ويتمنى أن يرى كل الفنانين الجزائريين في أعلى المراتب وفي كل المحافل العالمية. عندما تحبين شيئا تتمنين رؤيته دائما في القمة ولا تتحملين مشاهدته يتحطم، “ماسي” مطرب شاب يؤدي كل الطبوع ويحب الأغنية القبائلية ويتمنى أن ينجح كل المطربين الجزائريين.
* لكننا نعرف أن هناك صراع غير صريح بينك وبين “محمد علاوة” للتربع على عرش الأغنية القبائلية رغم أنك تفوقت عليه قليلا في المدة الأخيرة؟
+ لا، هذا غير صحيح، لأن محمد مطرب كبير وأقدم مني في الميدان الفني وأغانيه كلها محبوبة ومطلوبة، أنا شخصيا أستمع إليها وأعيدها في الأعراس والحفلات لما يطلبونها، كما لا يوجد أي صراع بينن، ربما منافسة، والمنافسة في صالح الأغنية لأنها تجعلنا نبذل مجهودات أكبر، وهذا من الأكيد يخدم الأغنية الأمازيغية.
* كنت قد كشفت لي السنة الماضية بأنك ستسجل شريطا عاصميا ولا يوجد أي شيء إلى حد الآن، هل صعب عليك تسجيل شريط غير قبائلي؟
+ في الأعراس أؤدي كل الطبوع ولقد بدأت في العاصمي والقبائلي، وسأسجل ألبوما لكن للأحباب والأصحاب فقط لكي يقدموا لي آراءهم ونصائحهم ويوجهونني، وإذا وفقت سوف أتجرأ وأسجل ألبوما للجمهور الذي أحترمه كثيرا وأخافه. أستمع منذ الصغر إلى الحاج العنقى والمطربة شريفة، تربيت على أغاني الحوزي والشعبي والشعبي القبائلي، وأحب كل ما هو قديم، حتى زميلتي حسيبة تقول لي أنني إنسان قديم وولدت بعد وقتي بكثير.
* هناك الكثير من الفنانين لا يقبلون النقد خاصة إذا كان من زملائهم الفنانين، ونحن نعرف الحساسية الموجودة بينكم، ممن سيطلب ماسي النصيحة وهل يقبل النقد ويعمل به؟
+ إذا كنت أنا من يطلب النصيحة والتوجيه أكيد سوف أقبلها وأعمل بها، خاصة إذا كانت من أناس يعرفون الميدان الفني جيدا، أقبل النقد البناء والذي أستفيد منه في مشواري الفني حتى وإن كان من مطرب مبتدئ مثلي.
* هل يعطي “ماسي” أهمية كبيرة للكلمة أو اللحن أو اللباس والشكل قبل مشاركته في أي حفل أو سهرة؟
+ كل شيء مهم جدا بالنسبة لي، كما قلت، الأغنية القبائلية ليست إيقاعا يرقص على وقعه وفقط، بل هو لحن كذلك، فالمطرب إيدير نجح كثيرا رغم أن معظم أغانيه عاطفية وثقيلة، للشكل والمظهر واللباس أهمية بالنسبة لي، أعطي أهمية لكل صغيرة وكبيرة حتى أنني انتقدت من هذه الناحية وقيل أن “ماسي” يهتم كثيرا بلباسه وشكله ومظهره، وهذا ليس عيبا.
* هل فكرت يوما في التوقف نهائيا عن الغناء وقلت “ستوب” سأتوقف وفكرت في عمل آخر، مثلا المحاماة بما أنك حامل لشهادة ليسانس في العلوم القانونية والإدارية؟
+ نعم، في السنة الماضية كنت سأتوقف نهائيا بعدما خدعت من أقرب المقربين، وضعت ثقتي في أناس خدعوني في العمل طبعا، وجدت كل أعمالي التي حضرتها عند أناس آخرين، تحطمت وتأثرت كثيرا ولكن بعد إلحاح الأصدقاء والعائلة والتشجيع من الجمهور قررت تجاوز هذه المرحلة وأستأنف العمل.
* ألا تظن أنك شاب محظوظ جدا، تملك المال والجمال والشهرة والعمل -ما شاء الله- وغيرك يلقون بأنفسهم في البحر أو بما يسمى بـ “الحرڤة”؟
ـ “يكثر خير ربي”، أحمد الله ليل نهار على النعمة التي منحني إياها، ربما أنا في امتحان وإذا لم أعتني بالأمانة التي منحني الله سوف يأخذها مني وأصبح مثل هؤلاء. الحياة صعبة جدا وربما لو كنت في مكان هؤلاء الشبان لفعلت مثلهم، أنا أقول لهم لا يوجد أحسن من الصبر والرضا بما أعطانا الله سبحانه، وسيأتي اليوم الذي سيفرج فيه الله علينا جميعا.
* هل فكر ماسي يوما ما في الهجرة والاستقرار نهائيا في الخارج؟
+ أبدا، رغم أن الفرص كثيرة، أنا إنسان يحب العائلة والكسكسي الذي تحضره والدتي، أحب لمة الأصدقاء، الحومة، الشارع الجزائري المملوء بالضجيج والحركة… لا أستطيع البقاء في الخارج طويلا، زرت بلدانا عديدة ولكن للأمانة الجزائر أجملهم وأحسنهم في كل شيء.
* كلمة تريد أن تختم بها هذا اللقاء الذي نشكرك على توفيره لنا رغم أنك مشغول في الأستوديو؟
ـ أشكر جريدة “النهار” على المجهودات التي تقوم بها، كما أشكر السيد داود الذي يساعدني في كل شيء ويوجهني وكل الأصدقاء والأحباب والعائلة.
من هو “ماسي”؟
الاسم الفني: ماسي
العمر: 26 سنة من مواليد برج الدلو.
المشوار الفني: منذ أربع سنوات، البداية كانت سنة 2004 مع أغنية “فو دو توا” التي أداها مع الفنانة ديهية التي أدت معه عدة أغان أخرى، وعدد الأشرطة الموزعة في السوق أربعة.
جديد “ماسي”:
يحضر ماسي حاليا أغنية لفريق شبيبة القبائل بعنوان “اهاوث اياراش”، من كلمات بن علي، وموسيقى توفيق أعمر، بألحان مستوحاة من التراث القبائلي، كما سجل أغنية عاطفية تحمل عنوان “سي با فري سي با فو”. إضافة إلى أغنية قبائلية، في نوع الشعبي تحمل عنوان “وسن”. وينتظر أن يطرح ألبومه الجديد خلال الأيام القادمة، والذي أطلق عليه اسم “ارغريغ” والتي تعني “احترقت” نسبة إلى أغنية عاطفية غناها داخل هذا الألبوم والتي تحمل كلمات رومانسية تحكي عن فراق بين عشيقين.