المسلسلات التركية تافهة ونجحت بفضل اللهجة السورية فقط
قال الممثل السوري الكبير؛ عباس النوري، بطل مسلسل باب الحارة المعروف فيه بدور ''أبو عصام''، أنه سعيد جدا بتواجده في الجزائر، الذي طالما حلم بزيارتها من كثرت حبه وإعجابه
بها منذ صغره، وأضاف ”كنا قرأنا على بلد المليون شهيد، ومازلت أحفظ قسما”.
وأبدى ”أبو عصام”، أسفه للأحداث التي عرفتها الجزائر في السنوات الأخيرة، ”لكننا سعدنا كثيرا بعودة الاستقرار والهدوء لأن بلدكم جميل”. وعن علاقته بالفن والفنانين في الجزائر، عبر أبو عصام عن سعادته الكبيرة، وشرفه لتواجده في الجزائر، خاصة وأنه زار القصبة التي قال أنها أعجبته أين وجد الناس هناك بسطاء جدا، يعيشون حياة هادئة وممتعة.
وعن سؤال يتعلق بما ينقص السينما المغاربية، لتصل إلى ما وصلت إليه السينما المصرية أو السورية واللبنانية رد قائلا: ”شيء واحد هو الذي ينجح أي عمل، وهو أن يكون العمل ينحدر من قصص واقعية، وحكايات من الواقع المعاش.. لو جلست مثلا مع ناس القصبة، لوجدت عند كل واحد منهم قصة تكتب بها مسلسل وفيلم ناجح جدا.. مثلا تسألينني لماذا نجح مسلسل ”باب الحارة”، أقول لك أن نجاحه يكمن في كون حكاياته واقعية، ومن الحياة اليومية للمواطن البسيط.. السينما الجزائرية فيها ناس قمة في الإبداع، أعرف منهم القليل وأعرف أعمالهم.. وأنا شخصيا مندهش لعدم شهرتهم في الوطن العربي”.
أما عن رأيه في النجاح الكبير، الذي أصبحت تتمتع به الدراما السورية في السنوات الأخيرة، في ظل تراجع الدراما المصرية، قال الممثل عباس: ”الدراما المصرية أولا لم تتأخر، و لم تتراجع، وإنما الدراما السورية هي التي قفزت بخطوة عملاقة إلى الأمام”.
وبخصوص النجاح الخرافي الذي عرفته المسلسلات التركية وأسبابه، أرجع عباس النوري هذا، إلى اللهجة السورية التي استعملت في الدبلجة، مضيفا أن المسلسلات التركية تافهة، ولا تحتوي على أي موضوع أو قصة، ويركز المشرفون فيها على جمال وجاذبية أبطالها، و”التوب المودلز” والمظاهر”أما إذا تعمقنا في المواضيع، فلا تجد فيها أي شيء يذكر، وأنا شخصيا مندهش للناس التي تقول أن هذه المسلسلات نجحت، لا يوجد أي شيء يوحي بذلك وأظن أن ما جلب الشباب هو الجمال، وكذلك المواطن العربي يريد أن يرى نفسه ومشاكله في مجتمعات أخرى مثل الحمل من غير الزواج والحكايات الرومانسية التي يعيشها الشباب اليوم.
وعن مشاركته في الجزء الرابع من مسلسل ”باب الحارة”، قال أبو عصام؛ أنه يبقى حبيس باب الحارة، ولا يريد أن يركزوا عليه فقط، فهناك شخصيات أخرى يجب إعطاءها حقها في هذا العمل، الذي نجح كثيرا في كامل التراب العربي، على حد قوله، قبل أن يضيف أنه لا يظن أنه سيشارك في الجزء الرابع لإعطاء الفرصة لوجوه أخرى جديدة وشابة، للبروز والظهور.و في الأخير قال أبو عصام؛ أنه مقبل على العمل في مسلسل ”شتاء ساخن” بعدما انتهى من مسلسل ”قلبي مكلم”، موضحا أنه صوّر قبل حضوره إلى الجزائر، جزءا من ”الحصرم والشامي”، قبل أن يضيف بالقول أنه يتمنى المشاركة في فيلم أو مسلسل جزائري.
عباس النوري؛ حدثنا في اللقاء الذي أجريناه معه، عن القصبة واللقاءات الحميمية التي أجراها مع الكثير من الجزائريين هناك، وفي ساحة البريد المركزي، حيث قال إنه فوجيء للإقبال الكبير على الحصول على صور معه وإمضاءاته، قبل أن يحدثنا عن ”خبز الدار” الذي ناولته إياه عجوز في حي القصبة، حيث قال إنه كان من ألذ ما تناوله.
وختم بطل مسلسل باب الحارة حديثه معنا، بالتطرق لقضية العدوان على غزة قائلا: ”يا ريت كنت محاربا وسط أطفال غزة لأتعلم الرجولة والشهامة والشجاعة منهم.. مبادرات مثل هذه توقظ الضمير العربي، وتساعد إخواننا ماديا ولو بقليل.. المطلوب من الفنان التحرك باستمرار، لأن صوته مسموع ومؤثر في المجتمعات، لهذا يجب استغلال هذه الورقة للتعبير عن مواقفنا وموقف الحكام العرب، هم مسؤولون عليه أمام الله وأمام المجتمعات”.