القوات الخليجية في البحرين رسالة الى ايران (محللون)
يرى محللون ان ارسال قوات خليجية الى البحرين يشكل تحذيرا واضحا لايران وللمواطنين الشيعة في الخليج بان دول مجلس التعاون لن تسمح بسقوط النظام البحريني.
وقال مدير مركز الخليج للدراسات في دبي مصطفى العاني لوكالة فرانس برس ان “امن البحرين مهدد من قبل ايران والمعارضة البحرينية التي هي بمعظمها موالية لطهران. ان التهديد ليس داخلي فقط بل هو خارجي ايضا”.
وترفض المعارضة الشيعية في البحرين اتهامات الولاء لايران وتؤكد ان مطالبها وطنية وليست طائفية.
واضاف ان البحرين “تقع في الخط الامامي لمجلس التعاون الخليجي الذي لن يسمح بتهديد النظام فيها. ان سقوط النظام البحريني سيكون له تاثير كبير على باقي دول المجلس”.
ودخل مئات العسكريين من السعودية والامارات الى البحرين لمساعدة الحكومة في ارساء الاستقرار بعد ان تصاعدت التوترات الامنية والطائفية نتيجة استمرار الحركة الاحتجاجية التي تقودها المعارضة الشيعية. وقد قتل سبعة محتجين على الاقل واصيب المئات بجروح في مواجهات بين المتظاهرين وقوى الامن.
وحذرت المعارضة الاثنين من انها ستعتبر اي تدخل عسكري خارجي “احتلالا سافرا” ودعت المجتمع الدولي لحماية المدنيين البحرينيين.
كما دعا وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي الاثنين البحرين الى تجنب استخدام “العنف والقوة ضد المواطنين المدنيين” ودعا الحكومة الى “الحكمة عبر الاستجابة الى مطالب المجتجين”.
وذكر العاني بان ايران كانت تدعي سيادتها على البحرين طوال 17 عاما، حتى العام 1971، وان هذا الادعاء تم احياؤه مرارا منذ ذلك التاريخ.
ويضم مجلس التعاون الخليجي السعودية والامارات والكويت وقطر وسلطنة عمان والبحرين.
ويشكل الشيعة غالبية السكان في البحرين وحوالى 10% من مواطني السعودية ويتركز حضورهم في المنطقة الشرقية الغنية بالنفطة، كما يشكلون حوالى 30% من مواطني الكويت.
وقال المحلل السياسي المقيم في لندن عبدالوهاب بدرخان لوكالة فرانس برس ان “المواجهة بين الحكومة البحرينية والمعارضة الشيعية باتت انعكاسا للمواجهة بين الخليجيين وايران”.
واضاف بدرخان ان ارسال قوات خليجية “هو بالتأكيد تحذير الى ايران والمعارضة الشيعية لجهة ضرورة خفض مطالبها الاكثر تشددا والقبول بالحوار مع الدولة المستعدة لتقديم تنازلات مهمة”.
وتطالب المجموعات الشيعية الاكثر تشددا بسقوط الاسرة الحاكمة السنية التي تحكم البلاد منذ اكثر من مئتي سنة. لكن التيار الاوسع بين المعارضة الشيعية يطالب باصلاحات سياسية كبيرة مع التمسك بالملكية.
وقال سامي الفرج رئيس مركز الكويت للدراسات الاستراتيجية ان “التحرك الخليجي يرتكز على افتراض وجود تدخل ايراني في البحرين … هناك بين المتظاهرين مندسون مدعومون وممولون من قبل جهات خارجية”.
واضاف الفرج لوكالة فرانس برس “دعونا لا ننسى ان مجلس التعاون الخليجي تأسس في 1981 كتحالف دفاعي لمواجهة التهديد الايراني بشكل كبير في اوج الحرب العراقية الايرانية. اليوم التاريخ يعيد نفسه”.
ودعت الولايات المتحدة الى ضبط النفس في البحرين الا انها رفضت اعتبار ارسال قوات خليجية الى البحرين غزوا، مع العلم ان البحرين هي مقر الاسطول الاميركي الخامس.
واتى التدخل العسكري الخليجي بعد ايام من اجتماع لوزراء خارجية مجلس التعاون الخكيس في الرياض، وقد اكد الوزراء في الاجتماع الوقوف بحزم ضد ما يهدد امن البحرين.
وقال العاني ان سقف مطالب المعارضة البحرينية “مرتفع جدا … انه يمثل تهديدا للاسرة الحاكمة ولوحدة البلد، وحتى لوجود هذا البلد”.
من جهته، ذكر المحلل المتخصص في الشؤون الخليجية المقيم في لندن نيل بارتريك بان السعودية ارسلت قوات الى البحرين قبل 16 عاما تقريبا.
وقال ان “مجلس التعاون يريد ان يظهر استعداده الكامل للتحرك في مواجهة مخاطر داخلية وخارجية تهدده”.
الا انه رأى ان “التحرك رمزي ويهدف الى تأكيد التضامن مع الحكومة البحرينية”.
وبحسب بارتريك، فان “السعودية تريد ايضا ان تبعث برسالة الى مواطنيها الشيعة” الذين نظموا بعض التظاهرات في الفترة الاخيرة.
وشدد بارتريك على ان النظام البحريني “لا يواجه اي خطر مباشر” يهدد وجوده مشيرا الى ان وجود القوات الخليجية سيمكن القوات الامنية والدفاعية البحرينية من التعامل مع التظاهرات.