القمة الاستثنائية حول ليبيا تقرر بدء التدخل العسكري في البلاد تطبيقا لقرار مجلس الامن
قرر زعماء من الدول الغربية و العربية التي شاركت فى القمة الاستثنائية حول ليبيا اليوم السبت في باريس بدء اجراء عسكري ضد قوات النظام الليبي تطبيقا لقرار مجلس الامن الدولي فرض حظر جوي باستخدام كل الإجراءات اللازمة.
وفي الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في ختام القمة أن طائرات مقاتلة فرنسية تحلق في الأجواء الليبية “لمنع قوات معمر القذافي من القيام بهجمات جوية” على بنغازي (شرق ليبيا) وأنها باتت “مستعدة للتدخل ضد مدرعات” النظام الليبي توجه الالاف من الليبيين الى الاماكن التي هددت فرنسا بقصفها جوا مشكلين درعا بشريا حول هذه الاماكن.
و سعيا منه لتبرير القرار القاضي بالتدخل العسكري على ليبيا قال الرئيس الفرنسي “بالاتفاق مع شركائنا فإن قواتنا الجوية ستعترض أي اعتداء لطائرات العقيد القذافي على السكان في بنغازي” فيما تؤكد ليبيا على لسان وزير خارجيتها موسى كوسا
انها”ملتزمة تماما بما أعلنت أمس الجمعة عن وقف إطلاق النار والعمليات العسكرية
التي تقودها ضد العصابات المسلحة في المنطقة الشرقية”.
و في هذا السياق اكد الوزير الليبي ان بلاده وجهت عدة رسائل إلى الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون ومجلس الأمن الدولى والى رؤساء كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وتركيا وروسيا تؤكد فيها التزامها بوقف اطلاق
النار.كما أنها طلبت إرسال مراقبين للتحقق من الأمر على أرض الواقع.
من جهة أخرى أشار الرئيس الفرنسي إلى أن “باب الدبلوماسية” سيفتح في حال توقفت الاعتداءات على السكان في ليبيا ودعا العقيد معمر القذافي إلى الالتزام بقرار الأمم المتحدة “على الفور ومن دون تحفظ لتجنب الاسوأ”.
اما الوزير البريطانى دافيد كاميرون فقد اكد هو الاخر على انه “قد حان وقت الانتقال إلى العمل بشأن ليبيا” مضيفا “القذافي لم يحترم وقف إطلاق النار, وعلينا الآن أن ننفذ إرادة الأمم المتحدة, حيث انه لا يمكننا أن نسمح بتواصل المذابح
ضد المدنيين في ليبيا”.
و ردا على قرار مجلس الامن الدولي القاضي بالتخل العسكري في ليبيا اكد الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي أن ليبيا تواجه تنظيم القاعدة وحذر من التدخل في الشؤون الداخلية لبلاده مؤكدا في رسائل وجهها اليوم الى زعماء غربيين والأمين
العام للأمم المتحدة بان كي مون ان بلاده “تواجه ارهاب تنظيم القاعدة”.
و تابع قائل ا”ليبيا لليبيين” و ان “قرارات مجلس الأمن باطلة لأنه غير مختص حسب الميثاق بالشأن الداخلي لأي دولة” مضيفا “نحن لا يمكن أن نطلق رصاصة واحدة على شعبنا”.و فيما يقول بعض الزعماء الغربيون و العرب ان للقذافي فرصة لتجنب الاسوء فان محللون سياسيون يعتبرون انه لا يتوفر قرار إطلاق النار الذي أعلنه القذافي على فرص كبيرة لوقف التحضيرات العسكرية الجارية في فرنسا وبريطانيا.
كما أكدوا بان “بريطانيا و فرنسا تريدان أن تضمنا بان رد فعل القذافي ليس مناورة لربح الوقت”.
فبعد أيام عدة من المساعي الدبلوماسية المكثفة في أفق ضمان مصادقة الأمم المتحدة على إنشاء منطقة حظر جوي في ليبيا قام الوزير الأول البريطاني دايفيد كامرون اليوم بزيارة إلى باريس من اجل إجراء محادثات عاجلة حول هذه العملية.
و اعتبر العديد من المعلقين ان اعلان كاميرون عن تحضيرات لاستعمال طائرات”تورنادو”و “تايفون” من اجل فرض منطقة حظر جوي في ليبيا في إطار تطبيق لائحة الأمم المتحدة “حرب على ليبيا” فيما كتبت صحيفة التايمز “سحب قبل العاصفة”.
و وسط مخاوف الانفلات الامني عقب الاعلان عن التدخل العسكري في البلاد ,أكدت منظمة الأمم المتحدة أن بين 1500 و2500 شخص يفرون يوميا من ليبيا جراء اعمال العنف الدائرة هناك.
وقالت المتحدثة الرسمية باسم المفوضية مليسا فليمنغ أن نحو 300 ألف شخص هربوا من أعمال العنف في ليبيا موضحة أن معظم الفارين يعدون مهاجرين ويعبرون الحدود التونسية والمصرية وان البعض الآخر ينتظر ترحيله.
ووصف مدير عام منظمة الهجرة الدولية ويليام لاسي سوينغ هذا الزحف ب”أكبر عملية ترحيل في التاريخ” علما أن أكثر من 50 ألف مهاجر محاصرين في مخيمات على حدود ليبيا مع تونس ومع مصر تم اجلائهم عن البلاد وذلك في إطار عملية ترحيل تنفذها منظمة الهجرة الدولية ومفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وكان مجلس الأمن الدولي قد تبنى ليلة أمس الجمعة القرار الذي تقدمت به بعثات فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة ولبنان ويقضي بفرض حظر جوي على ليبيا باستخدام كل الإجراءات اللازمة.
و يجيز قرار مجلس الامن رقم 1973 الذى أقر بتأييد 10 أصوات وامتناع خمسة عن التصويت وهي الصين وروسيا (الاعضاء الدائمين) بالاضافة الى المانيا والهند والبرازيل للدول الاعضاء “اتخاذ كافة التدابير الضرورية لحماية المدنيين والمناطق الاهلة بالمدنيين المهددة بهجمات تنفذها قوات العقيد معمر القذافى مع استبعاد تواجد قوة احتلال أجنبية من أي شكل كان وفى أى جزء من الاراضى الليبية”.