إعــــلانات

القصة الكاملة لإختفاء الطفل عبد اللطيف جودي ببسكرة

بقلم يونس.ر
القصة الكاملة لإختفاء  الطفل عبد اللطيف جودي ببسكرة

تسبب غيـاب عبد الطيف جودي أو لطفـي كما يحلوا لوالديـة و أعمامه ببسكرة أن يسموه في تحويل ايام العائلـة الى

إنتظـار و تمني و إستقبال لمكامات أغلبهـا يزيد في يأس العائلـة و هي مضطرة للإجابـة عليها مكرهـة لعل فيها بصيص أمل لهـم في عـودة لطفـي الذي غاب منـذ 19 يوما عدها أبوه و أمـه بالثواني.
لم نـكن نتوقـع تلك البساطـة و الطيبـة و الكرم اللامتناهي عند عائلـة عمي عبد الكريـم  عندما  قررنا أن نزورهم للإطـلاع أكثر على قضيـة شغلـت الرأي العام المحلي  و هي غياب عبد اللطيف عن منزلـه منذ 19 يوما و في ظروف أقل ما يقال عنها أنها غامضـة على الأقل الى حد الآن  , قدمنا أنفسنا  فلقينا الترحاب  رغم المحنة  
والد الطفل  لطفي  أكد  أن ابنه كان مرحـا ومحبوبا من العائلـة و جميـع أصدقائـه سواء في الحي أو المدرسـة …عمي عبد الكريم الضرير الذي يعتبر  لطفي من أحب أبنائـه الثلاثـة لم يجـد حسبه مبررا لهروب إبنـه مضيفـا أن إبنـه كان يشكوا سـوى المعاملـة التي يلقاها في المتوسطـة التي يدرس بها ، و حول الظروف التي غاب فيها  ابنه اوضح عمي عبد الكريم قال أن لطفي كان يتردد على  مسكـن  في طريق الإنجـاز يوجد  بــه عمـال يقومون بحراسـة  مـواد البناء الموجـودة فيـه و تعـود لطفـي زيارتهـم  و الجلوس معهـم لفترات  الى  غاية اليوم المشؤوم عندما قرر المبيت عنـد أحد جيرانه بالسكـن الذي يتم إنجازه و يقـول” أبلغت  من قبل هـذا الجـار بمبيت إبني عنـده و لم أعر القضية إهتمام كبيـر  كان هـذا يوم الإثنين 7 جانفـي الجاري  و في صبيحـو يوم الثلاثاء  08 جانفـي و قبل الساعـة الثامنـة  قمت بمكالمته هاتفيا و ذلك من أجل إيقاظه للذهاب الى المدرسـة فأحسست أن نبرته مختلفـة و أشار الى أنـه مريض و يعانـي   من آلام في الصدر و القلب و أنه يريد التحول من متوسطـة محمود حوحو التي يدرس فيها و كوني أعمـل في مصلـحة الخدمات الإجتماعية لسوناطراك طلبت منـه المجيء قصد عرضـه على الطبيب  غير أنه لم يأتـي فظننت أنـه  ذهـب للدراسة  و لكن لا هـذا و لاذاك لطفي لم يعد الى البيت مساءا  و كان اليوم الموالي الأربعـاء أول محـرم وهو يوم عطلة  و هنا بدأت أحس أن في الأمر شيء مريـب و لم أدري ماهو الحـل  وكان يوم الخميس العاشر من جانفـي تقدمـت نحـو مصلحـة الأحداث بمحافظـة الشرطـة ببسكـرة و بلغـت عـن إختفاء لطفي ثم توجهـت الى متوسطـة محمود حوحو أين يدرس لطفـي  فعرفـت أن إبنـي لم يزاول الدراسـة  منذ فتـرة حيث أبلغـت أنه غائب قبل عطلـة الشتاء التي بدأت في 19 ديسمبر الفائـت بأربعة أيام و اشعروني أنهم راسلونـي ” غير أنه والد لطفي  يقـول  انه  لم يتلقى أي رسالـة مشيرا الى انه عاتبهم على عدم الاتصال بي معاتبا حيث أنهـم يملكون  رقم هاتفـه  كما أضاف أنه لم يتلقى حتى كشف النقاط  الذي قالوا انهـم أرسلوه عبر البريد . و يؤكد الأب الضرير أن إدارة المتوسطـة أفادته بأن لطفي قدم يوما شخصا إدعى أنه خالـه فرفضته الإدارة .
و في رحلة  للبحث أبلغنـي بعض اصدقاء لطفـي أنه متعود على الذهـاب الى حديقة لاندو  وهي الحديقـة التي يرتادهـا بعض الشباب الذي يتخـذ منها مكان للإنحـراف بعـد أن  تم تضيعـها   كمعلم بيئـي مهـم إذ تحتوي علـى أشجـار نادرة و هي مصنفـة و ضاعت بين الهيئات المتعاقبـة على السلطات المحليـة .

تحويله من متوسطة حليمي رشيد غير سلوكه
و حول التغير السلوكـي الذي طرأ على لطفـي ذو 14 ربيعا قال الأب أنـه منذ تحويلـه من متوسطـة حليمـي رشيد المجاورة للمتوسطـة الحاليـة التي يدرس فيها  مكـدا على أنه كان في المسسة الأولى يمتاز بمستوى جيـد و يتلى عديد الشهادات  , في ما إنعكس هـذا الوضع في المؤسسة الحاليـة سلبا  لظروف يقول عنها أنها تتمثل في نقص الرعايـة في المدرسـة   و قد تم تحويل لطفي في إطار تقليص عدد التلاميـذ و هنا يقول أنه إلتقى بشرذمـة من الأطفال ساهموا في تغيير سلوكـه  , و فعـلا بدأت معدلاته الدراسيـة تنزل و عاد و كأنه ليس ذلك التلميذ الذكي النجيب ذو الأخلاق الحميـدة , و يصفـه والده في البيت بالإبن المدلل و إذا أمر يلبى أمره و محترم من أعمامـه و إخوتـه كلهم وحتى أخوالـه الذين زرناهـم كذلك  فالإبن كان مدللا على حد وصف أبيـه الذي أفاد أنه وفر له كل شيء من جهاز إعلام آلي الى دراجة ناريـة الى مختلف متطلباتـه خاصـة و على حد تعبير عمـه الضرير هو كذلك فإن لطفـي كان يمتاز بعقليـة رجـل كبير و هذا ما يحسه فعـلا  .

المكالمـات الهاتفيـة و الإبتزاز المتواصل و فدية ب 30 مليون
و في خضـم معاناتي و عائلتـي و قد تكون للإهتمام الزائد لجميع المواطنين الذين ابدوا تعاطفا كبيرا معـي هناك من جاءنـي الى منزلي و أخبرنـي أن المايـة المدنيـة و جدت جثة عبد اللطيف و أتت بهـا و كان ذلك يوما أسودا بالنسبة لي و زاد في يأسي و حزنـي  على إبني  فهـو بالنسبة لي الذراع الأيمن و أعتمد عليـه رغم صغر سنـه في كل شيء  و أعتبره رجلا  مكاني و ما إن تأكدت من خطا المعلومـة التي هزت عائلتي كذلك و يقول عم عبد اللطيف أن هناك من جاء ليقدم العزاء , كانت هذه المرة الأولى أما الثانيـة يضيف عمي عبد الكريـم أنه تم غبلاغنـا بأن عبد اللطيف يوجد في وادي سيدي زرزور الذي يقطـع مدينـة بسكـرة و هو مذبوا هنـاك فهرعنا كلنـا الى المكان فلم نجـد شيئـا .
ومن بين السبل و الطرق التي إتبعها أعمام و أخوال لطفـي نشر صور لـه و أرقام هاتف قصد الإتصال بـه من طرف من لديه معلومات عنــه هذاالترصرف جلب عديد المشاكـل   , فمن بين المتصليـن من أعرب أنه إرهابي  و هو يوجد في المقر و طلب 30 مليون سنتيم  و متصل آخر قال أنه من عين آرنات بولاية سطيف أعرب أنه أوقف عدد من الأطفال من بينهم لطفـي و الغريب في هذه المكالمـة أن المتكلم قدم وصفا بليغا للطفـل ما أدخل الشك  عند العائلـة  التي أصبحت تتقبل كل شيء ,

عمي عبد الكريـم في رحلـة االبحث
و تسببت لي مكالمات أخـرى في تعب وخسائـر كبيـرة و كانت إحداها من باتنـة أفادت بأن هناك من رآه في هذه المدينـة فتوجهـت الى هناك و قمت بحملـة دعائيـة منها تعليق الصور و السال عنه في كـل مكان غير أن مجهوداتي باءت بالفشل , لتصل معلومـة أخـرى   تفيد برؤيته في عنـابـة و يهـم بالذهـاب الى القالة فما علي الآ أن توجهـت الى عنابـة و بعد البحث و السير عبر شوارع هاته المدينـة  لم تكن نتيجة رحلتي أحسن من سابقاتهـا التاي تنقلت خلالها الى عدة مدن أما المكالمة الأخيرة أفادت بأنه شوهد بمحطـة المسافرين بالجزائر العاصمة , و في اسوأ حادثة جرت للأب المتعطش لرؤية إبنـه ذكر أن أحدا غتصل من بسكـرة على ما يبدو و افاد بأن الطفل عنده و طلب ما اسماه منابه  و في نرفزة تبادلا المتصل و عم الطفل كلاما إتضح أن المتصل يريد الإستفزاز لا أكثر و لا أقل هذه الحوادث زادت  من حسرة الأب على إبنه و ساهمت في خلق جو من الرعب للعائلـة المتحسرة على إبنها  المتغيب و عدد عمي عبد الكريم المكالمات التي وصلت الى نحو 20 مكالمـة  و في حادثة غريبة ذكر الوالد أنه تلقى إتصالا هاتفيا اسمع المتصل صوت طفل قال إنه يعرف مكان لطفي و اقسم أنه لو تلقى مبلغا سيرجع الطفل هذه الأحدث كلها جعلت من عمي عبد الكريم يفقد صوابه و يظل ماسكا هاتفه النقال و يرد بلهفة عله يلقى خبرا من هنا أو هناك يشفي  حسرته على غبن أحبه حتى النخاع رغم أنه كان قاسيا عليه أحيانا من أجل دراسته و رغبة منـه أن يكون له مستقبل أحسن .
عمي عبد الكريم ألح علينا لإيصال ندائه لإبنه الغائب داعيا إياه بالعودة الى المنزل ملتزما بتلبية جميع طلباته حت و إن كانت مقاطعة الدراسة أو التحويل من المدرسـة واعدا إياه أن يكون الأب الرؤوف الرحيمة  معربا عن ضياعه و حيرته بعد مغادرة لطفي المنزل و أنه لا يملك سواه و هو على إستعداد أن يقدم له ما يشاء في سبيل عودته الى المنزل .

الأم تبكي دما بدل الدموع و هي طريحة الفراش
الحاجة مباركة والدة لطفي التي هي طريحـة الفراش من هول ما دث إضافة الى أنها خرجت من عملية جراحية على الكلا منذ فترة وجيزة و منذ الوهلة الأولى التي رأتنا فيها ذرفت دمعا و تحسرت آلاما و رأت فينا قناة لإسماع صوتها الى إبنها الضال و الت لطفي إني بين الحياة و الموت  فهل لك أن تستجيب لدعائي إن كنت قد خرجت لسبب ما فأنا كفيلة بتسوية ما يؤرقك و إن كنت في قبضة اشخاص ما فأدعوهم لسماع صوت أم طريحة الفراش قد لا يكتب لها أياما أخرى بعد أن تضررت من العملية و خلفت لها آثارا سلبية و ساهم غياب لطفي في تأزيم وضعهـا  , و اضافت الحاجة مباركة أن مشكلة ولدها كانت الأساتذة  فقط و بعض الخلافات مع أبيه تخص الدراسة  و لم تنكر أنه حاول الهروب مبديا تغيير نمط حياته  في مكان آخر و أعربت أن لطفي كان إلتقى بمجموعـة ساهمت في زرع هاته الأفكار في راسه , هذا و أكدت الأم أن لطفي لم يتعود مقاطعتها حتى كان إذا تأخر يكامها هاتفيا و يعرب لها عن وحشته  و بكلمة “توحشتك” و أكدت أن غياب لطفي ورائه لغز كبير  على اساس أنه ليس من طباعه .
سندس الأخت الصغيرة للطفي و هي تظهر في السورة مع الأم لم تخفي شوقها للطفي الذي قالت أن غيابه طال و هو زهرة البيت معربة عن شديد إشتياقها لـه  .

لطفي وسط الجو الدراسي
حسب بعض أصدقاء لطفـي الذين إلتقيناهم فإنه كان ذلك التلميذ الباحث عن النجاح ذو الطموح الكبير الذي فاق سنـه  و هو كان دائما بعيد الحلم قوي الإرادة كما ساهمت ظروف معيشته في تغذية هذا الطموح الكبير حيث كان كما وصفناه  الإبن المدلل للعائلـة غير آبه بما يمكن عن يترتب عنه ما قام به إن طبعا غيابه إرادي و في ظل توقع جميع الإحتمالات تبقى عائلة لطفي تعيش بين نيران اليرة التي ألزمت الوالدة الفراش و جعلت من الوالد الضرير  يسير عبر الشوارع و الطرات دون أن يدري أين الإتجاه عساه أن يظفر ببريق امل يوصلــه الى لطفـي  كما تتخوف العائلة من الظاهرة الغريبة التي دخلت مجتمعنا و هي إختطاف الأطفال و ما حدث في ولايات جزائرية ليس ببعيد بالإضافة الى تسجيل بعض الحالات خلال الفترة السابة ببسكـرة تمت تسويتها بإرجاع ولدين الى أحضانم ابيهما  و ذلك ما يرجاه عمي عبد الكريم و الحاجة مباركة .

رابط دائم : https://nhar.tv/rPqdK