القاعدة في الجزائر وراء خطف مبعوث الأمم المتحدة وسياح أوربيين
كشف عدد من التوارڤ العرب، المقيمين شمال المالي، أن تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” يقف وراء اختطاف ستة رعايا أجانب في مناطق متفرقة، بين المالي والنيجر، أحدهم
المبعوث الخاص للأمين العام لهيئة الأمم المتحدة، بان كيمون.
وأكدت مراجع محلية في منطقة قاو، شمال مالي، في اتصال هاتفي مع “النهار”، أمس،
أن تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” قام بتنفيذ عملية إرهابية مزدوجة، تمثلت في خطف مبعوثين لهيئة الأمم المتحدة في النيجر وأيضا سياح أوربيين في مناطق متفرقة بين النيجر والمالي، في أهم عملية إرهابية من حيث الطابع الاستعراضي، منذ عملية اختطاف 40 سائحا أوروبيا في فيفري 2003.
وقال مرجع “النهار”، الذي كان يتحدث بهاتف خلوي دولي، أن القيادي البارز في تنظيم “القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي” عبد الحميد أبو زيد يقف فعلا وراء عملية اختطاف أربعة سياح أوربيين بمنطقة فاصلة بين النيجر والمالي، وقد نجح في نقلهم إلى معاقل “القاعدة” شمال مالي.
أما عملية خطف الدبلوماسي الكندي المبعوث الخاص للأمين العام لهيئة الأمم المتحدة، بان كيمون رفقة مساعده وسائقه، فقد قام بها حسب مصدر “النهار” خصمه في تنظيم “القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي” مختار بلمختار المكنى “خالد أبو العباس” والذي يحتجز فعلا هؤلاء الأشخاص منذ منتصف شهر ديسمبر الماضي والذي يستقر هو الآخر شمال مالي.
وكانت مراجع مقربة من عائلة أبوزيد نقلت عنه قبل أشهر تأكيده بأن “القاعدة ليس الجزائر فقط”
ولم يحدد تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” شروطه إلى هيئة الأمم المتحدة، مقابل الإفراج عن موظفيها. كما لم تعرض لحد الساعة أي شروط للحكومات البريطانية، الألمانية والسويسرية مقابل الإفراج عن رهائن هذه الدول في منطقة الساحل.
وتوقعت مراجع “النهار” أن يطرح التنظيم المسلح بزعامة “أبو مصعب عبد الودود” قريبا شروط سياسية للإفراج عن المختطفين وخاصة المبعوث الخاص للأمين العام لهيئة الأمم المتحدة، وإن كان الأرجح أن يتم التفاوض بشأن مصيرهم لاحقا مقابل مبالغ مالية ضخمة بالعملة الأوربية. ومنذ أول عملية اختطاف استهدفت السياح الأوربيين في الجزائر في فيفري 2003 ثم سائحين نمساويين في جنوب تونس، العام الماضي، تمكن التنظيم المسلح من جمع أزيد من ثمانية ملايين أورو كفدية مقابل الإفراج عن الرهائن الأوربيين، فضلا عن الصدى لفائدة التنظيم المسلح في العالم.
وقد تم تنفيذ العملية الأولى منتصف شهر ديسمبر الماضي، حيث تم اختطاف دبلوماسيين كنديين اثنين، وهما روبرت فولر المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى النيجر ومساعده لويس غاي رفقة سائقهما النيجري سومانا موكايلا، خلال تنقلهم إلى منجم للذهب تستثمره شركة كندية في ساميرا، وقد عثر على سيارتهما على بعد عشرات الكيلومترات غرب نيامي.
وبعد تقريبا نحو شهر، تم تنفيذ العملية الثانية وهي خطف أربعة سياح بمنطقة باني بانغو، التي تبعد 200 كلم شمال غرب العاصمة النيجرية نيامي، بعد مشاركتهم في احتفال ثقافي بدوي أقيم في انديرامبوكان “دائرة ميناكا في مالي”. وقد أكد حاكم منطقة غاو شمال مالي المعلومات التي تخص مكان الاختطاف، موضحا بأن هؤلاء كانوا في قافلة من ثلاث مركبات مع مرافقين أفارقة، عندما تعرضوا للخطف من قبل رجال مسلحين. وفيما يخص الجنسية، فالسياح يحملون الجنسيات الألمانية، البريطانية والسويسرية.
وحسب رواية مسؤول وكالة الرحلات “زنيت” النيجيرية ياو محمان، فإن عملية الخطف تمت على بعد ثلاثين كلم من الحدود مع النيجر في “الأراضي المالية”، مؤكدا أن اثنين من سيارات القافلة حوصرتا بسيارتي المهاجمين، فيما تمكنت سيارتان من “الفرار إلى النيجر”.
وتقول تلك الرواية، أن المهاجمين الملثمين بعمامة صاحوا “انزلوا من السيارة!” بلغة الطوارق وأطلقوا الرصاص على إطارات السيارة. وروى السائح الألماني، مانفرد شولتز للإذاعة النيجيرية باللغة الفرنسية أن رصاصتين اخترقتا الزجاج الأمامي للسيارة التي كان في داخلها.
وأكد وزير الداخلية للسياح ومسؤولي وكالة الرحلات أنه “سيبذل كل ما يمكن من أجل العثور على زملائهم”، وذلك خلال حديث حضره ممثلو سفارتي ألمانيا وسويسرا.