الغنوشـي يطلـب وساطة بوتفليقة لحل الأزمة في تونـس
الباجي ڤايد السبسي منتظر اليوم في الجزائر وبوتفليقة سيكون في استقباله
استقبل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أمس، زعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي في أول لقاء إقليمي له بعد عودته من المرض، وفترة النقاهة التي قضاها في كل من فرنسا والجزائر، حيث يعتبر هذا اللقاء كإشارة لعودة الرئيس إلى أداء مهامه الدولية وخاصة الإقليمية منها . وحسبما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية، فإن هذا اللقاء جاء كفرصة لتقييم الأوضاع في البلدان العربية والإسلامية،على ضوء التطورات المسجلة خلال الأشهر القليلة الماضية، وكذا الجهود المبذولة لإنجاح المرحلة الانتقالية في تونس، وهو الأمر الذي تم التطرق إليه بين رئيس الحزب الحاكم في تونس وبين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. من جهة أخرى. كشف مصدر رسمي لـ«النهار»، أن هذه الزيارة المفاجئة والتي جاءت بعد طلب رسمي تقدم به راشد الغنوشي إلى الرئيس بوتفليقة، من أجل تدخل هذا الأخير لحل الأزمة الواقعة بين الفرقاء في تونس، مضيفا أن راشد الغنوشي طلب من الرئيس بوتفليقة توجيهات سياسية تتبناها الحكومة التونسية، لوضع حد للأزمة السياسية والأمنية التي تعيشها تونس، والتي أثرت بشكل سلبي على الوضع الأمني في المنطقة، خاصة وأن الجماعات الإرهابية المتطرفة أصبحت تجول في الحدود التونسية الجزائرية، كاشفا ذات المصدر أن الغنوشي طالب من الرئيس منح الطرف التونسي الخبرة الجزائرية، التي بفضلها تم حل الأزمة التي ضربت الجزائر، والتي عرفت بالعشرية السوداء، وذلك من خلال اللجوء إلى مصالحة وطنية، وسياسية تتبناها جميع الأطراف التونسية تكون بما فيها الحكومة وحركة النهضة الإسلامية. وأوضح المصدر ذاته، أنه من المحتمل أن يتبنى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أو الوزير الأول عبد الملك سلال، حوارا وطنيا بين الفرقاء التونسيين خلال الأسابيع المقبلة، حيث سيتم عقد لقاءات متتالية في الجزائر لوضع خريطة طريق تتمكن تونس بموجبها من الخروج من الأزمة الحالية. من جهة أخرى. يكشف اللقاء الذي جمع الرئيس بوتفليقة برئيس حركة النهضة التونسية، تعافي الرئيس من الوعكة الصحية التي أصابته وعودته إلى أداء مهامه الداخلية، بموجب اللقاءات المتكررة التي يعقدها مع الوزير الأول عبد المالك سلال ورئيس أركان الجيش الشعبي الوطني الفريق ڤايد صالح، والتي وصلت لحد أمس إلى أربع لقاءات متتالية، إضافة إلى هذا اللقاء الأول من نوعه بعد عودته من العلاج، والذي يبرهن مرة أخرى على قدرة الرئيس على أداء مهامه الدستورية، عكس ما تطالب به بعض الأطراف التي تحاول تبني المادة 88 بدون دافع قانوني رسمي لها. وفي آخر التطورات، قالت مصادر مطلعة لـ«النهار»، إن زعيم تيار المعارضة في تونس، الباجي ڤايد السبسي سيكون منتظرا اليوم بالجزائر، في إطار زيارة غير معلن عنها، ومن المقرر أن يحظى السبسي باستقبال الرئيس بوتفليقة، وهو ما يؤكد الأنباء عن وجود مساهي لإجراء وساطة جزائرية بقيادة بوتفليقة لإيجاد تسوية سياسية في الإخوة الفرقاء في تونس .