الغاء الدكتوراه لجمركي غير متحصل على الليسانس بجامعة تبسة
حصل على الماستر باجازة مهنية صادرة عن المدرسة العليا للادارة
ألغت، جامعة العربي التبسي بتبسة، نتائج نجاح طالب في مسابقة الدكتوراه لهذا الموسم الجاري، بسبب اكتشاف خلل كبير على مستوى مساره الدراسي وكذلك نوعية الشهادات المقدمة والمدرجة ضمن الملف الذي اجتاز به المسابقة، حيث كانت المفاجأة كبيرة وكارثة نزل وقعها على كامل الأسرة الأكاديمية، عقب معرفة ان هذا الطالب الذي يشغل منصبا هاما في الجمارك الجزائرية، لا يملك في ملفه شهادة الليسانس رغم امتلاكه شهادة الماستر، وهو ما يعتبر سابقة صادمة في قطاع التعليم العالي، لأن القانون واضح بهذاالشأن ومن المستحيل أن يتمكن أي شخص من الحصول على شهادة من الجامعة دون تقديم ما يثبت اجتيازه للمراحل المطلوبة للشهادة كالبكالوريا من أجل الدراسة والحصول على شهادة الليسانس، والاثنين من أجل الدراسة والحصول على شهادة الماستر، والثلاثة من أجل التسجيل والالتحاق بالدراسة في طور الدكتوراه.
معطيات القضية التي تحصلت على تفاصيلها “النهار” حصريا، بدأت بقيام الطالب بالتسجيل ورقيا ومن خلال المنصة الالكترونية المستحدثة هذا الموسم، من أجل الترشح للمشاركة في مسابقة الدكتوراه الخاصة بكلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير والعلوم التجارية، حيث تمت الأمور بطريقة عادية، وتم قبول ملف الطالب من أجل اجتياز المسابقة التي سارت في ظروف عادية، وبعد اعلان النتائج ورد اسمه ضمن الناجحين ليلتحق بعدها بمقاعد الدراسة، وبعد تقديمه الملف النهائي للتسجيل أمام المصلحة المعنية، تبين أن ملفه يخلو من شهادة الليسانس وتوجد شهادة تسمى “اجازة” صادرة عن المدرسة العليا للادارة التابعة لوزارة الداخلية، حيث حصل عليها وفق اتفاقية اطار بين المديرية العام للجمارك والمدرسة عندما كان ضابطا متربصا ضمن متطلبات التكوين في تلك الفترة، حيث قامت نيابة مديرية الجامعة للتكوين العالي في الطور الثالث والتأهيل الجامعي والبحث العلمي والتكوين العالي فيما بعد التدرج، بالتحفظ على التسجيل النهائي للطالب واعتبرت أن ملفه غير مكتمل وأن “الاجازة”، لا تعادل بأي حال من الأحوال شهادة الليسانس.
وقد لجأت ادارة الجامعة إلى قرارها القاضي بالغاء نتائج الطالب في مسابقة الدكتوراه تطبيقا للقانون الساري والمتضمن عدم الاعتراف بشهادة الاجازة المتحصل عليها من المدرسة العليا للادارة التي استعادتها وزارة الداخلية والجماعات المحلية من وصاية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي سنة 2006، وبالتالي أصبحت الاجازة شهادة مهنية غير أكاديمية ولا تعادل شهادة الليسانس، حيث حدث كل هذا رغم وصول ملف القضية إلى قبة البرلمان وعلى طاولة الوزير الطاهر حجار.
وفي لقاء مع رئيس جامعة العربي التبسي بتبسة، البروفيسور سعيد فكرة، قال إن ملف الطالب تم التكفل به على مستوى الوزارة، مؤكدا على أن مصالحه تقوم بعملها وفق ما تمليه القوانين المؤطرة مع حرصها على تنفيذ ما يعرف بالمراقبة القبلية والبعدية لمنع حدوث أي تجاوزات، خاصة بالنسبة لملف الدكتوراه الذي يوليه عناية كبيرة نظرا لقيمتها ومكانتها المقدسة، وأكبر دليل هو استحداث اليات جديد مرافقة للمنصة الالكترونية بهدف بعث المزيد من الشفافية والمصداقية، بينما أعربت نقابة أساتذة التعليم العالي بجامعة تبسة، من خلال منسقها الدكتور خالد براح في اتصال هاتفي مع النهار، عن أسفها لحدوث مثل هذه الحالات خاصة فيما يتعلق بشهادة ذات مصداقية كالدكتوراه، داعيا الى مزيد من الضبط خاصة في تسيير ملف الماستر الذي يعتبر البوابة الرئيسية لشهادة الدكتوراه، وهو الملف الذي سبق وأن حذرنا من طريقة معالجته خلال السنوات الماضية على حد قوله .