العصر الذهبي لعلوم العرب يعود في متحف “ماما”
تستمر التظاهرات الثقافية في المتحف الوطني للفن الحديث و المعاصر بعد تدشينه مؤخرا ،فبعد احتضانه للمعرض التشكيلي المتواصل “مجنون ليلى” للفنان مالك صالح،يحتضن متحف “ماما” حاليا معرضا حول العلوم العربية في عصرها الذهبي.
و من بين المنظمين لهذا المعرض الأستاذ” احمد جبار” و هو وزير سابق للتربية، أستاذ رياضيات في “جامعة لين” بفرنسا و باحث مختص في الرياضيات و تاريخ العلوم العربية ،والذي يشرح المراحل التي مر بها العرب خلال مساهمتهم في تطوير مختلف العلوم النظرية منها و التطبيقية.فنجد في المعرض اثارا لعلماء قدماء مثل لوحات لايات قرانية،احاديث و مصطلحات من كتب ل”ابن هيثم” مترجمة الى الفرنسية،اضافة الى لوحة تشرح الترقيم الابجدي و ولادة الارقام العربية بوجود الصفر و كذا بعض الاسماء لعلماء عاشوا في الجزائر مثل “الابلي” و “ابن حمزة”.اضافة الى هذا فقد كان لعلوم مابين السماء و الارض رصيدها في المعرض فنجد اجهزة للرصد الفلكي مثل “مرصد جايبور” و”الاسطرلاب”،عروض فيديو للطب القديم و الجراحة “لمنصور بن الياس “،و كتب في الطب “لابن سينا” و “التيفاشي”.ونجد كذلك “جهاز قوس قزح” للطيف الضوئي من القرن الرابع عشر ميلادي و الذي استعمل في علم البصريات.اما في الفنون فنجد مجسمات لالات كالعود و القانون و التي تفنن العرب في صنعها.
و فيما يخص هدف هذا المعرض ،فقد صرح الأستاذ “احمد جبار” أن هدفه المرجو من هذا المعرض، باعتباره من المساهمين في إنشائه ، هو أن يتعرف الشباب على ماضيهم العلمي لإنعاش ذاكرتهم و الذي يتمنى أيضا أن يكون ضمن برامج التكوين لإدخال البعد الحضري في أذهان الجيل الصاعد،و أن يدركوا انه رغم الاختلاف في الانتماء الثقافي بين عرب ،بربر،مسلم،مسيحي،يهودي ،بودي أو أي جنس أو ديانة أخرى انتم إليها أجدادهم،إلا أنهم عاشوا ثورة ثقافية و علمية هي ملك لنا وحدنا ،ولهذا يجب المحافظة عليها و إنعاش ذاكرة من قد ينساها.و يوجد في المعرض أيضا مجلد للبيع على شكل موسوعة تحمل عنوان “العصر الذهبي لعلوم العرب” و الذي قيمته 2500 دج و هو يضم كل المراحل و الانجازات التي مر بها العلماء العرب في زمن كان مزدهرا بالعلوم.