العاملات يتخلّين عن “الدوارة” و”البوزلوف” خوفا على الأظافر وهربا من المشقة
تتفنن ربات البيوت، خلال أيام عيد الأضحى، في تحضير أطباق تقليدية يشتهر بها المطبخ الجزائري منها البوزلوف، البكبوكة أو الدوارة، وخصوصا العصبان. هذه الأطباق الشعبية لا يكاد يمر العيد دون حضورها على المائدة في اليوم الأول من العيد، حرصا من العائلات المحافظة على التقاليد، وإرضاء رغبات عشاق تلك الأطباق والأكلات، لكن بالمقابل هناك عائلات تتخلى عن بعض أعضاء الكبش، كالرأس والجهاز الهضمي تجنبا لتنظيفها وإعدادها، معتبرين ذلك من الأعمال الشاقة، ليكون “الحل” في الأخير هو التصدق بها للعائلات التي لم تقو على اقتناء كبش العيد.لا تزال بعض العائلات الجزائر تحرص في الحفاظ على التقاليد العريقة خلال المناسبات الدينية، منها عيد الأضحى المبارك الذي تلجأ فيه معظم العائلات إلى نحر الأضحية والتركيز على التقيد بالعادات الخاصة بها، منها صيام رب البيت عن الأكل من الصباح إلى غاية العودة من صلاة العيد والإفطار على كبد الكبش الذي قام بنحره، وهو ما أكدته كريمة التي قالت لـ“النهار” إن والدها يقوم باكرا ليذهب إلى المسجد وبعد العودة مباشرة يستعد لنحر الأضحية، في حين تقوم الأم بالتحضير لطهي كبد الكبش مباشرة بعد النحر لتفطر عليها العائلة، خصوصا الوالد الذي يصوم إلى غاية الإفطار بالكبد.وغير بعيد عن ذلك، قالت سهيلة إن عائلتها جدّ متمسكة بالعادات التقليدية فمن الأساسيات طهي طبق البوزلوف في اليوم الأول من العيد، بالإضافة إلى الدوارة فيما أشارت حليمة أن أكلة العصبان المتعبة في عملية إنجازها لا بد من وجودها، فيما ركزت الحاجة ذهبية البالغة من العمر 65 سنة أنها منذ كانت صغيرة لم يفت عيد أضحى دون تحضير طبق العصبان فأصبح اليوم من مستلزمات العيد قائلة “أقوم قبيل العيد بشراء كل البهارات ومستلزمات الطبق لتحضيره يوم العيد“، مشيرة إلى أنه “رغم أن طريقة تحضيره جد المتعبة فلن أتخلى عنه كطبق رئيسي في العيد“.العاملات أكبر المتخليات عن “أكسيسوارات” الكبشلدى حديثنا إلى بعض النسوة بشوارع العاصمة واستفسارنا عن حقيقة بعض العائلات التي تخلت بعض العادات التقليدية خلال عيد الأضحى المبارك، أكدت رتيبة وهي عاملة بإحدى المؤسسات الخاصة أنها لا تقوى على تنظيف “البوزلوف“، خصوصا أن زوجها ليس من محبي الطبق، فتستغل عوز منظفة العمارة التي لا تقوى على شراء كبش العيد لتقوم بالتصدق عليها بالدوارة والبوزلوف. من جانبها، قالت حكيمة إنها باعتبارها تعمل سكرتيرة بمؤسسة خاصة فهي تهتم كثيرا بجمال يديها فتتفادى تنظيف رأس الكبش والدوارة، معتبرة عمل تنظيفها جد شاق ويمكن التخلي عنه للناس الفقراء الذين لا يقوون على شراء الكبش. أما نسيمة فقالت إنها لا تقوى على شم الرائحة التي تنجم عن حرق صوف الكبش عند التخلص منها في الرأس ولذلك السبب تعطيه للجارة. وغير بعيد عن ذلك أكدت سمية والتي تتواجد أمها بالبقاع المقدسة أنها ستقوم بتصديق اكسيسوارات الكبش لأن الوالدة من كانت تقوم بتلك الأعمال من تنظيف وطهي وغيرها