الظواهري يعترف بأن “القاعدة” مخترقة ويتجاهل العمليات الانتحارية في الجزائر
دعا أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم “القاعدة” في أحدث تسجيل صوتي المسلمين إلى مساندة جناح “القاعدة في شمال إفريقيا” لكنه لم يشر ولو ضمنيا إلى اعتداءات 11 ديسمبر الماضي في الجزائر.
التي تبنتها “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” وخلفت 37 قتيلا أغلبهم مدنيون، و تحدث الظواهري عن اختراق صفوف جماعة “دولة العراق الإسلامية” (تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين سابقا) المرتبطة بتنظيم القاعدة الأم “لشن هجمات على الأبرياء وارتكاب جرائم أخرى و تشجيع الجماعات السنية على التحالف مع القوات التي تقودها أميركا ضد القاعدة”. ودعا الرجل الثاني في تنظيم “القاعدة” إلى إجراء تحقيق سريع بالقول “أنه تبين لهم تورط مجموعة ما في هذه الجرائم فليكشفوها وليبينوا جرائمها للآمة المسلمة حتى يفسدوا على الأميركيين مخططاتهم وكيدهم وهذه من الأمور التي يجب التصدي لها بسرعة وحسم” مما يعكسه موقف “القاعدة” الرافض لاستهداف المدنيين الذين سقطوا بالعشرات في تفجيرات “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” في الجزائر.
وتحدث أيمن الظواهري الذراع الأيمن لأسامة بن لادن مطولا عن التطورات الأخيرة للوضع الأمني في العراق “بلاد الرافدين” مشيرا أن المسلحين في العراق يحققون مكاسب لكنه تجاهل العمليات الإنتحارية الأخيرة في الجزائر ولم يشر إليها أو يلمح لها وصرح في تسجيل صوتي بثته مؤسسة السحاب على الانترنت أول أمس الأحد إن “أحدث التقارير التي وصلت من العراق تبشر بازدياد قوة المجاهدين وتدهور أحوال الأميركيين”. وبث الشريط المصور مشاهد من شرائط مصورة لجماعات مسلحة ومن محطات تلفزيون إخبارية وعلق عليها الظواهري قائلاً:”إما أن الإدارة الأميركية تكذب كذبًا واما أن الأميركيين لم يستفيدوا شيئًا من أربع سنوات من الخسائر في حرب الكر والفر في العراق بل لم يستفيدوا شيئًا من هزيمتهم في فيتنام”.
وحث أيضا الجيش الباكستاني والمسلمين الورعين هناك على الثورة ضد الرئيس براويز مشرف المتحالف مع أميركا و دعا في معرض حديثه المسلمين إلى مساندة جناح “القاعدة” في شمال إفريقيا لكنه لم يتطرق أصلا إلى اعتداءات 11 ديسمبر الجاري في الجزائر وتزامن بث المقابلة الصوتية مع مرور حوالي أسبوع من التفجيرين الانتحاريين بحيدرة وبن عكنون و أشار الظواهري إلى “القاعدة” في شمال إفريقيا وليس المغرب الإسلامي وسبق أن أعلن تزكيته لانضمام “الجماعة الليبية المقاتلة” إلى تنظيم “القاعدة” قبل حوالي شهرين وحدد أهدافها في ضرب المصالح الغربية وقلب الأنظمة و أدرج مراقبون ذلك ضمن سحب إعتماد “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” تحت إمارة عبد المالك درودكال “أبو مصعب عبد الودود” بعد أن أثبت عجز قيادته عن تنظيم إقليمي و أنه في الواقع جماعة محلية هي الجماعة السلفية للدعوة و القتال تنفذ عمليات إجرامية تحمل بصمات “الجيا”. ويؤكد تجاهل الظواهري للتفجيرين الأخيرين مرة أخرى عدم تزكية “القاعدة” لعملياته حيث لم تبارك “القاعدة” العمليات التي تبناها تنظيم عبد المالك درودكال منذ إعلان إلتحاقه بتنظيم أسامة بن لادن و يشدد خبراء أمنيون في تحليلهم لذلك على أن “الجماعة السلفية للدعوة والقتال” تسعى لتحقيق صدى إعلامي يثبث وجودها منذ إنضمامها للقاعدة وتنفيذ عمليات في مستوى فرع “القاعدة”.