الطفلة “ماريا “تنتظر عودة أبيها السوري الذي هجرهم دون سبب
بشوشة الوجه، طليقة اللسان رغم صغر سنها، هي صفات تتحلى بها الرضيعة “ماريا” وتشهد لها كل أفراد عائلة أمها الذين يقولون أنها أضفت على البيت الأسري جو من الحب
خاصة عند مناغاتها ومداعبتهم لها فسحرت بذلك قلوبهم لكن وراء هذا الوجه البريء تخفي الصغيرة اشتياق و حنين تركه الوالد السوري الذي هجر العائلة بدون سبب .
ما لفت انتباهنا و نحن نتحدث إلى أم ماريا هي حملها لصورة والدها لتنزوي أحيانا وحدها تاركة الأسرة مشتملة تبحث في كل أركان المنزل عن أبيها الذي تفتقده كثيرا رغم ملامح براءاتها فهي تعكس المستقبل المجهول الذي نتج عن زواج مختلط لتكون هي الضحية، فما هو مصيرها ياترى؟ المأساة بدأت بثقة عمياء لزوجة لم تتعدى الخامسة والعشرين من عمرها اتجاه زوجها” سوري الأصل” لكنه في نهاية المطاف خذلها بعد ثلاثة سنوات من الزواج وهجرها وعاد الى موطنه، لتكون ثمرة الزواج المختلط طفلة سماها على اسم أمه المتواجدة بحلب. عندما اقتربنا من الوالدة (م،ع)25سنة سردت لنا قصتها كاملة “تعرفت عليه مدة ثلاثة أشهر ، اكتشفت خلال هذه الأيام صفات نزيهة وطيبة حببتني لهذا الإنسان الأجنبي حينها ظننت أني ملكت الدنيا وتحقق منايا وجاء فارس أحلامي وخاصة عندما رأيت إصراره على القدوم لأهلي من اجل خطبتي” رفض أباها في البداية لجهله بأصل الخطيب ونسبه ولكن مع إلحاح الفتاة على حبها وتعلقها الشديد به، تمت قراءة الفاتحة وأقيم حفل الزفاف دون حضور أي فرد من أفراد الزوج لبعد المسافة أو لأسباب أخرى لا نعلمها . تقول محدثتنا “قضيت أمتع الأوقات رفقته كما إني لم أشعر يوما انه غريب عني أو عن عائلتي ، حتى أن الوالد قدم له يد المساعدة في كل أمر يحتاجه واعتبرته بمثابة ابن لها”.وقبل حلول شهر رمضان الفارط تتفاجىء الزوجة بزوجها يخبرها انه سيرافق ابن عمه إلى مطار العاصمة ليودعه ولم تكن تعلم أن القصة مدبرة بينه وبين ابن عمه ،بعد مضي أسبوع انتظرت الزوجة قدوم زوجها حتى ظنت أن شيء ما حدث له لتأخره عن العودة لتتلقى منه مكالمة من سوريا يقول انه سيمكث لبضعة أيام ويعود إلى الجزائر. كانت الصدمة كبيرة عليها حيث تم نقلها إلى المستشفى ومنذ ذلك الاتصال لم يعد الزوج كما أن أخباره انقطعت لترفع بعد ذلك شكوى إلى وكيل الجمهورية تطالبه بتثبيت العقد.لان الزواج كان بحضور جماعة من الشيوخ وإمام المسجد بمعنى زواج بدون عقد.فيما تنتظر قرار المحكمة أرادت أن توجه رسالة لزوجها عبر جريدة “النهار” تطالبه بالرجوع من اجل ابنتيهما” لأنها تعلم كم تحتاجه، وهي تسامحه رغم ما فعله.