الشيخ طارق بن لادن للنهار: لا علاقة لي بأسامة وأرفض الخوض في السياسة
تجنب الشيخ طارق محمد بن لادن الخوض في غمار السياسة وركز رجل الأعمال السعودي في الحوار الذي خص به “النهار”، على أهم المشاريع التي يعتزم إنشاءها بالجزائر
حيث قدر قيمة المشروع الذي من المنتظر أن يطلقه بالجزائر في حالة الاتفاق مع السلطات الجزائرية على أهم البنود، بـ50 مليار دولار، وقد حدد بن لادن، إعفاء المناطق الاستثمارية بالجزائر من الضرائب كشرط هام لإعطاء دفع قوي للسياحة معربا عن أمله في أن تمنح الجزائر تسهيلات للمستثمرين بهدف تجسيد عديد المشاريع، ودعا الشباب على امتهان السياحة باعتبارها المستقبل الأكيد للجزائر بعيدا عن النفط.
ما هي أهم المشاريع التي تودون إقامتها بالجزائر
أنا في الحقيقة أفكر في إنشاء مشروع متكامل ومدينة متكاملة مثل مدينة النور باليمن وجيبوتي، بخلاف المشاريع الصغيرة التي يفكر فيها المتعاملون الاقتصاديون حاليا، وإذا أراد الله واتفقنا مع الحكومة الجزائرية على نوعية الموقع الذي استطيع من خلاله خدمة الجزائر، فأنا مستعد لإعطاء أفكار جديدة ووضع تصور يكون فيه خدمة للجميع كما أنه يساعد غيري على تقليدي في هذا الحجم من المشاريع.
كم ستكلف ميزانية انجاز هذا المشروع؟
إذا تم الاتفاق على المشروع أريده أن يكون ضخما ولا تقل ميزانيته عن 50 مليار دولار، وقد طرحت الفكرة على رئيس الحكومة الذي طرح من جهته فكرة إنشاء مدينة رياضية، وأنا بإمكاني أساهم في مثل هذا النوع من المشاريع كما استطيع أن أتبنى المشروع كله إذا هم وافقوا.
في رأيكم ماهي الإسهامات التي يمكن أن تكون لنجاح المشاريع الاستثمارية بالجزائر؟
أهم شرط في الاستثمار هو “الفري زون” أي منطقة معفية من الضرائب، ومنحه الحق في التملك كغيره واستفادته من بناء سكن وإدخال أمواله وإخراجها بكل حرية ، إذا تواجد هذا الشرط فإنه يفتح شهية مختلف المستثمرين، أما إذا كانت المنطقة خاضعة للضريبة فإن نسبة نجاح الاستثمارات قليلة جدا، فاليوم إذا أرادت الدول استقطاب المستثمرين من مختلف دول العالم، يجب أن تقدم لهم عروضا مغرية حتى يلتحقوا للعمل بها، كما نعرف الآن بأن الخليج والعالم منفتح وإذا أردنا جلب الاستثمار إلى الجزائر، فهناك تسهيلات من الحكومة وهناك أمن مستتب، ولكن من المهم جدا إغراء المستثمر الذي يحلم بانجاز مشاريع طيبة.
- السياسة لا تتماشى مع البزنس
– أحبذ إنشاء مشاريعي بالمناطق الساحلية بعيدا عن العاصمة
– على السلطات الجزائرية إلغاء الضرائب المقررة على المستثمرين لتشجيع الاستثمار
هل هناك تحفيزات وفرص للاستثمار بالجزائر وهل ترون أن القوانين المتحكمة في القطاع حاليا تخدم المستثمرين؟
في الحقيقة المشاريع الموجودة حاليا بالنسبة لي غير مشجعة، أولا هي مشاريع صغيرة ومشاريع تطبق عليها الأنظمة القوانين السائدة، وأنا حجم مشاريعي كبيرة بشكل تحتاج الى قوانين خاصة تخرج عن القوانين السائدة. وأنا أعتبر الجزائر هي جنوب أوروبا وليست الطرف الثاني من أوروبا، وعلى سبيل المثال لنقارن بين الجزائر واسبانيا، سنكتشف بأن الأمور في الجزائر أرخص بكثير ماهي عليه باسبانيا، وهي فرصة جيدة للجزائر لتقديم نوعية معينة للسواح، ليس السائح الذي يأتي لشهر أو شهرين فقط وإنما نحتاج إلى السائح الذي يبقى لمدة سنة أو أكثر، خاصة المتقاعدين لأن أوروبا بها عدد كبير من هذه الفئة، فهؤلاء إذا استطعنا أن نوفر لهم البنية التحتية من سكن ونوادي محترمة وعلاج طبي عالي، فالنتيجة مضمونة مائة بالمائة، وسيوفر ذلك عددا كبيرا من السياح الأوروبيين.
ولكن هناك الكثير من الخليجيين يقصدون الجزائر لانجاز مشاريع ولكنه مجرد كلام لأنهم يتراجعون بسبب عدم امتلاكهم لأموال فماذا عن تمويل مشاريعكم؟
أريد أن أكون صادقا معكم أنا لا أحب أن أتكلم عن غيري ولكن المشاريع التي تكلمت عنها جميع الشركات هي مشاريع صغيرة جدا مقارنة بالمشروع الذي أعتزم انجازه، أما عن التمويل فلدي والحمد لله شركات كبرى بالخارج جاهزة لتمويل مشاريعي، على غرار شركة “أي أي دابل يو” و” هرمز” وهي جاهزة لتمويل أي مشروع أدخل فيه بإفريقيا من خلال تمويل البنية التحتية بالكامل وتصميمه وبنائه وإدارته، وهذا هو أهم شيء في المشروع، كما أنه لدي شركات موجودة ومجموعات كبرى موجودة حولي بكل العالم فالمشكل بالنسبة لي ليس في التمويل، أعطني القانون وأنا أعطيك الإغراء.
هل من توضيح أكثر ؟
أنا احتاج إلى قانون “الفري زون” بمعنى أن اجعل السائح مرتاحا، فالأوربي عندما يقصد المنطقة ويشعر بأنه يستطيع العيش في مدينة جديدة معفية من الضرائب، خاصة وأن نسبة من 40 إلى 60 بالمائة من الأموال المستثمرة تخصص للضرائب، إذا توفر كل ذلك فإنه يكون أكبر مشجع للمجيء خاصة إذا كانت البيئة طيبة والبلد محترم والجو فيها ممتاز والشعب مضياف، ثم يجد بأنه سيوفر الأموال المخصصة لدفع الضرائب لتجسيد مكتب أو شراء سكن فسيقصد المكان لا محالة.
ما هي المنطقة التي تودون انجاز مشروعكم بها بالنسبة للجزائر هل ستكون العاصمة؟
أنا ضد الانجاز في المناطق الضيقة أحب أن احصل على مكان منفرد عن غيري، حتى أتمكن من إنشاء مشروع يتماشى مع أفكاري، أحبذ المناطق الساحلية لأن لها مستثمرون من نوع خاص، كما يمكنني أن أجرب انجاز مشاريع بالمناطق الصحراوية والتي تتوفر على مناطق جبلية وبحيرات.
لنبتعد قليلا عن الاستثمار ونعرج على السياسة؟
أنا الحمد لله، مكتبي الرئيسي بدبي عندي شركتين، النور القابضة ومهمتها تمويل المشاريع الكبيرة بحجم مشروع اليمن المنشأ على مساحة تقارب 1500 كيلومتر مربع، كما أنني أتفاوض حاليا مع حكومة جيبوتي بغرض إنشاء مشروع جسر يربط بين إفريقيا واسيا عن طريق باب المندب وجيبوتي، على مساحة 600 كلم مربع، بقيمة إجمالية تعادل 20 مليار دولار، كما أملك شركة “ميدل ايست للتطوير العقاري”، وهي شركة صغيرة مكونة من 5 أبراج ولكن عملي حاليا كله في المشاريع الكبرى خارج دبي.
هل هذا يعني أنكم لا تخوضون في السياسة؟
السياسة لا تتماشى مع البزنس…..-يطلب منا وقف التسجيل على الرغم من إلحاحنا عليه، “لا أريد أن أخوض في السياسة تجنبا لتحوير كلامي وأرجو أن تعفوني من الإجابة عن هذا السؤال إذا تفضلتم”-.
لنعد إلى مشروعكم بالجزائر كيف راودتكم فكرة إنشاء هذه المدينة بالجزائر؟
لم تكن لدي أي فكرة للعمل بالجزائر ولكن بعد أن تلقيت دعوة من الوزير الشريف رحماني، تمكنت من زيارة الجزائر التي أزورها لأول مرة، وأعتقد أن مناخ الجزائر طيب ويمكن الاستثمار فيها، بأفكاري طبعا وليس بالأفكار السائدة، لأنها برامج صغيرة وأنا أفكر في مشاريع كبيرة جدا، وقد أعطيت رئيس الحكومة فكرة عن مشروعي، وانتظر الرد.
بعيدا عن النفط هل تعتقدون ان الجزائر قادرة على خلق فرص اخرى للثروة
بعيدا عن النفط وعن كل الأفكار الأخرى، بإمكان الجزائر خلق سياحة صناعية على غرار الزراعة الصناعية، لابد أن تكون هناك مدارس لتعليم السياحة.