إعــــلانات

الشهــيد لا يموت!

الشهــيد لا يموت!

النهار تحضر مراسم جنائز بعض شهداء الطائرة وتدخل بيوت عزائهم وتنقل قصصا تُبكي الحجر

 شهداء تنبأوا بدنو الأجل وآخرون ودّعوا أقاربهم بوصايا غريبة 

الشهيد نبيل خرباشي مخاطبا والدته: «خذي هذه البطاقة، لست في حاجة للأموال» 

الشهيد هاني من البرج: «إدفنوني قدام يما كي نموت» 

الشهيد لمين: «يمّا اسمحيلي وادعيلي في صلاتك» 

الشهيد بن زطال بلال لابن خالته: «من سيحضر جنازتي؟» 

والد الشهيد بولحناش شاهد في المنام ما كان سيحدث لابنه

يقال إن الميت يحس قبل رحيله بدنّو أجله، وغالبا ما يعطي إشارات توديع لمقربيه أو أصدقائه، توحي بأنه كان يشعر بقرب ما سيحدث له بعلم أو من دون علم، وهو ما ينطبق على بعض الشهداء الذين قضوا نحبهم في فاجعة سقوط طائرة «إليوشين» التابعة للجيش الوطني الشعبي، أين خلف كل منهم قصة أو حكاية توحي بأنه قد أحس بقرب أجله، وهي القصص التي رصدتها «النهار» خلال تقربها من بيوت عزاء أهالي الضحايا.

«نبيل» ودّع والده بعد ركوب الطائرة بعد انتهاء إجازته وفاتح أحس برحيله

فقدت ولاية برج بوعريريج ثلاثة من خيرة أبنائها في حادثة سقوط الطائرة العسكرية بمطار بوفاريك، وهم كل من الشهيد «نبيل خرباشي» البالغ من العمر 26 سنة، والذي يحمل رتبة عريف، وهو شاب أعزب ومقيم بقرية حراش بمشتة بلدية المهير، والتحق بصفوف الجيش الشعبي الوطني في عام 2013، أين كان قبل الحادث في إجازة في بيته العائلي، فاتصل بوالده لحظات قبل وقوع الكارثة، وأخبره بأنه ركب الطائرة وقام بتوديعه، ليتفاجأ الوالد، بعدها بدقائق، بخبر سقوط الطائرة التي كانت تحمل ابنه.

كما استشهد «محمد الأمين زياني» المدعو «فاتح» البالغ من العمر 28 سنة، حيث التحق بصفوف الجيش في 2009 برتبة عريف متعاقد، ويعد الشهيد أبا لبنت ذات 9 أشهر، ويشهد الجميع له بحسن سلوكه وسيرته الحسنة.

وقد كان هو الآخر في إجازة، أين قام قبل مغادرته بتوديع الجميع وكأنه أحس برحيله، أما «عبد الحق فحيمة» الذي قضي 7 سنوات في صفوف الجيش، فقد كانت عائلته تحضر لتزويجه بعد عودته في الإجازة المقبلة.

الشهيد «أيوب» معيل عائلته.. وأمه أحست بوفاته قبل حدوثها!

الشهيد «سباعي أيوب» البالغ من العمر 28 سنة برتبة رقيب يقطن بمدينة عين ولمان بسطيف، نزل خبر استشهاده على أهله كالصاعقة، وفي هذا الإطار، قال والد «أيوب» في حديثه إلى «النهار» بأن ابنه معروف بخصاله الحسنة وطيبته وحبه للعمل الخيري، أما والدته   كانت متأثرة جدا، كما أكد شقيق الشهيد أن أخاه قبل أن ينتقل إلى عمله كان بصدد عقد قرآنه.

ونظرا لضيق الوقت طلب من والدته تأجيل خطبته إلى المرة القادمة، أين قال شقيقه إنه عند وصوله لمطار بوفاريك وقبل ركوبه الطائرة، اتصل هاتفيا بوالدته ليطمئنها أنه وصل بسلام، غير أن والدته كانت في حالة نفسية مضطربة، وكأن قلبها يخبرها بأن شيئا ما سيحصل لـ«أيوب».

وبعد ساعات من تداول خبر سقوط الطائرة قالت والدته إنها أحست بهذا قبل وقوع الحادثة، كما كشف شقيقاه أن «أيوب» كان معيل عائلته.

شهيدان في حي واحد ببرج بوعريريج و«هاني» أوصى بدفنه أمام قبر والدته

كان يوم الأربعاء الماضي يوما أسود على عائلة «عمران» بحي علي النمر ببلدية مروانة، وهذا بعد فقدان ابنها «أمين» في حادثة انفجار الطائرة العسكرية، وهو الذي اتصل بوالدته على الساعة السابعة من صبيحة ذلك اليوم، مطمئنا إياها بأنه ركب الطائرة وأنه سيتصل بها بمجرد الوصول، وأكدت في حديثها لـ«النهار» بأن ابنها هو المعيل الوحيد لأسرة متكونة من 3 شقيقات وأبوين مريضين.

وعلى بعد 30 مترا فقط بنفس الحي، أقيم عزاء آخر للشهيد «صالح عبدي» الذي استشهد هو الآخر في نفس الحادث رفقة صديقه « أمين»، وعلى بعد لا يزيد عن 5 كلم، انتقلنا إلى عائلة «بوتمجت» بمدينة مروانة، التي وجدناها هي الأخرى لم تستفق بعد من هول فاجعة استشهاد ابنها الدركي «هاني» الذي لحق بوالدته المتوفاة منذ شهرين ويومين.

وحسب الوالد المفجوع، فإن ابنه المرحوم «هاني» ترك وصية، قبل أيام، مفادها أن يدفن بجوار والدته إن هو مات قبلهم، وهي الوصية التي أكدت العائلة أنها ستنفذها.

والد الشهيد «بولحناش» رأى في المنام ما حدث لابنه

وأنت تزور مساكن عائلات ضحايا الواجب الوطني بسكيكدة، تسمع الكثير من القصص التي تقشعر لها الأبدان، على غرار الشهيد «بولحناش بصالح» الذي وضع قبل مغادرته آخر الرتوشات الخاصة بحفل زفافه الذي كان مبرمجا، بعد أيام.

وكشف لنا والده في حديثه إلى «النهار» بأنه رأى في المنام ما حدث لابنه قبل وقوعه، أما الشهيد بوالريش المعروف بقوله «خليها على ربي»، فقد أوصى صهره بوالديه خيرا، وهو ما رواه لنا صهره الذي وجدناه في بيت العزاء بالحروش، حيث قال إن الشهيد كان يحضر لتكوين أسرة، في آخر أيامه.

وببلدية السبت، كانت زيارتنا إلى منزل الشهيد الوحيد من هذه البلدية، وما زاد من الحزن ما كتبه الفقيد على صفحته في «الفايسبوك»، وهي الجملة التي أبكت الكثيرين وزادت حزنا على حزن وهي «إن مرت الأيام ولم تروني.. فهذه صفحتي فتذكروني.. وإن غبت يوما ولم تجدوني ففي قلبي حبكم فلا تنسوني.. وإن طال غيابي عنكم دون عودة أكون وقتها بحاجة للدعاء فادعولي»، وهي الكلمات التي جعلت أهله وكل سكان بلديته يتألمون كثيرا.

آخر كلام نبيل لوالدته: «خذي هذه البطاقة.. لست في حاجة للأموال»

نبيل خرباشي، واسمه الحقيقي «عبد الوهاب» صاحب 26 ربيعا، ابن منطقة بن داود والساكن ببلدية المهير أقصى غرب برج بوعريريج، عريف في صفوف الجيش في القاعدة الجوية بتندوف، التحق بالمؤسسة العسكرية نهاية 2013 أملا في مساعدة والده وعائلته التي تعيش ظروفا اجتماعية صعبة.

وعاد في إجازة هو الآخر على غرار زملائه في المهنة ورفقائه في الرحيل، قضى الإجازة بالقرب من والديه وأصدقائه، وعندما همّ بالعودة كانت آخر لحظاته مع صديق له روى لنا أحلام نبيل، والتي كانت بسيطة وواضحة، وهي بيت وزوجة وأبناء، ويضيف صديقه أن المرحوم كان آخر كلامه مع والدته هو تسليمها بطاقة السحب الآلي للأموال وقال لها ممازحا إياها: «خذي هذه البطاقة، لا حاجة لي بالأموال، مانيش مانيش رايح نربح».

أما ثالث شهداء برج بوعريريج فهو ابن دوار أولاد حناش بتاقلعيت والساكن ببلدية بليمور جنوب شرق برج بوعريريج، عرّيف في صفوف الجيش يبلغ من العمر 28 سنة، متزوج سنة 2015 ورزق ببنت منذ عام بالضبط، أطلق عليها اسم «كوثر»، ويتعلق الأمر بـ«محمد الأمين زياني» المدعو «فاتح»، التحق بصفوف الجيش سنة 2009 وبعدما قضى 4 سنوات بولاية الجلفة تم تحويله إلى تندوف.

الشهيد جغرود لمين: «اسمحيلي أمي وادعيلي في صلاتك» 

كان الشهيد «جغرود لمين» صاحب 22 سنة، لا يفارق والدته أثناء إجازته، وكان آخر لقاء بينهما يوما قبل الحادثة، حيث سهرت الأم ليلتها الأخيرة مع ابنها إلى ساعات متأخرة وهي تحضر له كل ما طلب منها هو ورفاقه في الثكنة العسكرية من حلويات ومختلف الأطعمة التقليدية، حيث ظل يردد لها بالقول: «يما سامحيني وادعيلي دائما في صلاتك».

بينما الشهيد «بولحناش رشيد» صاحب 29 سنة، فقد كان حلمه أن «يتزوج» وأن يساعد عائلته المتواضعة ببلدية صالح بوشعور فقط، حيث كان قبل أيام قد «خطب» شريكة حياته التي كان ينتظر أن تزف إليه في موكب، أما الرائد الشهيد «شويط فؤاد» 38 سنة، من بلدية أخناق مايون أقصى غرب الولاية، أخذ آخر صورة له مع ابنته الصغيرة ساعات قبل أن يغادرها إلى الأبد.

أحد الشهداء تزوج منذ أسبوعين

أثرت فاجعة سقوط الطائرة العسكرية بقاعدة بوفاريك الجوية على سكان ولاية تبسة على غرار باقي ولايات الوطن، حيث ترثي تبسة شهداءها الـ11 لتبدأ الصدمات تتوالى فور وصول خبر هوية أول شهيد الواجب الوطني العرّيف «أيمن أحمد» فوج دبابات من مدينة العقلة، لتتواصل أسماء الشهداء المنحدرين من ولاية تبسة إلى أن وصل العدد إلى 11 شهيدا.

وفي تصريح لوالد شهيد الواجب الوطني «نويري فاتح» الذي سرد زيارته الأخيرة إلى أهله بحي الزيتون تبسة قبل انتهاء عطلته القصير، ليعود عبر حافلة نحو الجزائر العاصمة ومنها مطار بوفاريك العسكري للالتحاق بالطائرة المتوجهة نحو تندوف، حيث أجرى آخر اتصال هاتفي مع والدته، لتنقطع الاتصالات بعد ورود خبر سقوط الطائرة.

بينما ثاني شهيد «طاهري مراد بن الصادق» ولد سنة 1993 ببئر العاتر تبسة، الذي لم يمض على زواجه 15 يوما، حيث أن والده «عمي الصادق» أكد على أن الشهيد بعدما توقف عن الدراسة سنة 2010 في الطور الرابع متوسط، التحق مباشرة بحلمه في الانخراط في صفوف الجيش الوطني الشعبي سنة 2013، عن طريق المدرسة العليا لسلاح المدرعات بباتنة، وبعدما تنهد والده الطاعن في السن.

وأضاف بأنه شارك في مكافحة الإرهاب لمدة 4 سنوات خلال العشرية السوداء في كل من تيزي وزو وبومرداس، ليتخصص بعدها في الاستطلاع.

في حين ثالث شهيد وهو ابن بئر العاتر جنوب تبسة كذلك، وهو الشهيد «عيادة السيد بن الهادي» من مواليد 1993 ببئر العاتر، متحصل على البكالوريا بتبسة، ثم التحق بجامعة قسنطينة قبل التحاقه بصفوف الجيش الوطني الشعبي سنة 2013،  بداية بالمدرسة العليا للصحة العسكرية، وبعد عدة رحلات ومحطات في مجال التكوين والعمل الميداني العسكري، استقر به المقام ممرضا في إحدى ثكنات ولاية تندوف.

هذا ما قاله الشهيد «بومبعي محمد الفاضل» لزوجته قبل وفاته بلحظات !

الشهيد «بومبعي محمد الفاضل» من مواليد بلدية تماسين في تڤرت سنة 1972، متزوج وأب لخمسة أطفال «3بنات و2 ذكور»، انخرط في الجيش عندما لم ينجح في شهادة الباكالوريا، وكانت آخر زيارة له لتماسين عندما توفى أبوه، شغل منصب مساعد، يوم الفاجعة كان قادما من الجزائر، حيث اتصل بزوجته، في حدود الساعة السابعة صباحا، ليخبرها بأن الطائرة ستنطلق بعد لحظات ولكن القدر شاء أن يتوفى في هذه الطائرة العسكرية التي كان عائدا على متنها إلى عائلته.

والد شهيد بسكرة وليد بالح: «إبني كان صديقي وذراعي الأيمن، وهو أب إخوته بعدي»

بالح وليد، هو رابع الشهداء بولاية بسكرة، وعلمت «النهار» أن البطل «وليد» الذي يبلغ من العمر 22 سنة، التحق قبل حوالي ثلاثة سنوات ونصف بالمؤسسة العسكرية، وكشف والده أن الابن الشهيد «وليد» يعتبره صديقه كونه أكبر إخوته، وذراعه الأيمن في مساعدة العائلة على توفير حاجياتها، حيث يرى فيه الأب الثاني لإخوته.

خالتي «دليلة» خنساء سوق أهراس أم لـ5 عسكريين فقدت اثنين منهم

اهتزت بلدية عين الزانة الحدودية بسوق أهراس، على وقع استشهاد شابين أخوين من أبنائها في حادث تحطم الطائرة العسكرية، فليس من السهل أن يتضاعف الألم مرتين، تلك هي قصة عائلة «بن علوش» التي فقدت شهيدين شقيقين من بين خمسة إخوة ينتمون جميعهم إلى مؤسسة الجيش الوطني الشعبي.

هذه المأساة الكبرى التي دفعت برواد مواقع التواصل الاجتماعي يشيعون خبر وفاة والدتهم السيدة «دليلة» من شدة الصدمة، إلا أنها لاتزال على قيد الحياة تحلم بعودة ابنيها الشهيدين، الشهيدين هما الأخوين «مبروك» البالغ من العمر 35 سنة أب لطفل لم يتجاوز سنه العام، و«حكيم» البالغ من العمر 30 سنة.

فقد وجدنا الوالدة دليلة في حالة مأساوية، فهي لاتزال تحت الصدمة وتترقب عودة «مبروك» وأخوه «حكيم» إليها، كما تخشى على بناتها من تبعات المصاب الجلل عليهن، خالتي «دليلة» هي خنساء سوق أهراس التي وعدها «مبروك» أن يسدد لها تكاليف العمرة بدل أن يكمل أشغال منزله العائلي، لكن يشاء القدر واستشهد «مبروك» وأخوه «حكيم»، ليتركا الوالدة في وضعية اجتماعية صعبة نتيجة الفقر والحاجة.

شهداء الطارف.. حمودي عائد من أول إجازة وعبد الرؤوف جدّد عقده قبل 3 أيام

جنازة أول شهيد بولاية الطارف صاحب العشرين سنة، حمودي رمضان، كانت بمقر سكناه بحمام سيدي طراد بلدية الزيتونة، وهو الذي جاء في أول إجازة له من مهامه كجندي بثكنة تندوف. كما حضرنا بيت العزاء للشهيد نصري عبد الرؤوف البالغ من العمر 30 سنة والمنحدر من بلدية عصفور، مخلفا آلاما كبيرة لأفراد عائلته وجيرانه وأبناء بلدته، كان قد غادر أمسية الحادثة بيته العائلي نحو الجزائر العاصمة للالتحاق بثكنته بولاية تندوف، ولم يمض على توقيع عقد العمل المجدد للمرة الثالثة على التوالي إلا ثلاثة أيام فقط.

الشهيد فارس فتحي من المسيلة.. هكذا قاده القدر إلى الطائرة بدل الحافلة

الشهيد فارس فتحي عمره 25 سنة يقطن بحي 924 مسكن بعاصمة الولاية المسيلة، والذي يشتغل دركيا برتبة رقيب بولاية تندوف، كان في إجازة، وحسب رواية عبد الرزاق ابن عمه لـ«النهار»، فإن المرحوم كان دائم التنقل بسيارته إلى ولاية تندوف، لكنه بعدما باعها كان مضطرا للذهاب في الحافلات التي تعمل على خط سطيف بشار، وفي آخر يوم له كان من المفروض أن يذهب رفقة شقيقه الأصغر المنخرط في أشبال الأمة على متن الحافلة، ولأن مشيئة الله أقوى، فالشقيق الصغير ركب في الحافلة والمرحوم قام بالاتصال بأحد أصدقائه على أمل الركوب من مطار بوفاريك العسكري، مضيفا أن المرحوم كلّم والدته على أساس أنه وصل إلى تندوف، وهو الذي لم يركب وقتها الطائرة، كما أن «النهار» تمكنت من معرفة أن المرحوم كان بصدد دخول القفص الذهبي قريبا.

حميد بن صوشة فاتته حافلة بشار.. وطائرة بوفاريك ألحقته بالرفيق الأعلى

الشهيد عبد الحميد بن صوشة عمره 24 سنة القاطن ببلدية محمد بوضياف في ولاية المسيلة، وهو جندي متعاقد بصفوف الجيش الوطني الشعبي بولاية تندوف، كان في إجازة وقد جدد عقده بـ4 سنوات أخرى، بعد 4 سنوات قضاها بصفوف الجيش الوطني الشعبي، وحسب معلومات «النهار»، فإن والده قام بإيصاله إلى مدينة بن سرور في أحد محاور الدوران هناك، حيث تمر الحافلات التي تعمل على الخط المؤدي إلى ولاية بشار، إلا أنه لم يلحق بالحافلة، لتكون وجهة المرحوم صوب العاصمة ومنها إلى مدينة بوفاريك قصد الوصول إلى المطار العسكري هناك.

الشهيد بن زطال بلال كان يتساءل مؤخرا «من سيحضر جنازتي»

قال وليد أخ الضحية الشهيد زطال بلال عمره 23 سنة، وهو يسترجع شريط ذكريات أخيه الوحيد، إن بلال كان في إجازة لمدة 15 يوما قضاها مع الأهل بقرية الڤلتة الزرقاء الكائنة جنوب سور الغزلان بالبويرة، قبل أن يغادر إلى بوفاريك لركوب الطائرة العسكرية في اتجاه تندوف.

وكانت آخر كلماته قوله، هذه المرة سأرتاح من متاعب الحافلة، ليضيف شقيق الضحية أن بلال كان مرحا مع أفراد العائلة وفي كل مرة يخفف عنا ضغوطات الأشغال اليومية.

ابن خالة الضحية، وهو دركي بالأغواط، كشف كذلك لنا أن بلال تساءل في حوار معه قبل أيام من الحادث عبر «الميسنجر» عمن سيحضر جنازته، ليضيف أنه صبيحة الأربعاء في حدود الساعة 2 و36 د، كان في حوار مطول مع الضحية عبر «الميسنجر» ومن بين ما كتب له «أنا في بوفاريك والحمد لله واتهلا»، وكان في كل مرة يكتب خلال الأيام القليلة الفارط في رسالة موجهة لابن خالته، «لا تؤجل توبتك فموتك لا يؤجل».

الشهيد جاب العربي حسني كتب كلمة «وداع» في «الفايسبوك» 

تنقلت «النهار»، أول أمس، إلى مقر مسكن الشهيد جاب العربي بدوار العمايرية ببلدية يلل في ولاية غليزان، حيث خيم الحزن على الجميع بفقدانهم للشاب والشهيد «جاب العربي حسني صاحب 21 سنة، ومن خلال الحديث الذي جمعنا ببعض أقاربه وجيرانه وأصدقائه، فإن والديه أكدا أن حسني كتب كلمة «الوداع» منذ حوالي شهر فقط على «الفايسبوك».

الشهيد مرزوق فتحي تمنى زيارة الكعبة مع والديه

ولاية تيسمسيلت فقدت 7 شهداء من أبنائها في حادث تحطم الطائرة العسكرية ببوفاريك والذين ينحدرون من مختلف بلديات الولاية ، وقد خيم الحزن على هذه العائلات التي تلقت الخبر بصدمة كبيرة على غرار عائلة فرجاني سهلي 24 عاما، عريف بسلاح الدرك الوطني، وهي نفس الأجواء التي وجدناها عند عائلة الشهيد مرزوق فتحي ببلدية العيون، حيث أكد لنا والد الشهيد أن ابنه كان يتمنى زيارة الكعبة الشريفة، غير أن القدر كان سابقا لتحقيق حلمه في حين لاتزال عائلات الشهداء تنتظر جثامين أبنائها من أجل دفنها، في انتظار التعرف عليها وتسليمها إلى ذويها وأهلها.

رابط دائم : https://nhar.tv/HIJwP