الشعب يريد محاكمة عسكرية للجنرال
لم يجد الجزائريون من متنفس للتعبير عن صدمتهم وخيبتهم بتلقي المنتخب هزيمة أقل ما يقال عنها أنها مذلة ومهينة للكبرياء الجزائري أمام المنخب المغربي سوى الشبكة الإجتماعية ”فايسبوك” التي عبّر فيها كل عن رأيه، وأفرغ ما في جعبته من آلام بتعليقات من القلب لم تخل من الطرافة، وكما كان متوقعا كان المستهدف الأول هو الناخب الوطني المستقيل بن شيخة الذي حمّله كثيرون مسؤولية الكارثة، نتيجة لعدم قدرته على تسيير المجموعة ولا التعامل معها، في غياب الخبرة والرزانة التي يفرضها منصب حساس كتدريب منتخب يمثل 36 مليون نسمة، وبسرعة البرق أطلق البعض مجموعة ”الشعب يريد إسقاط الكابران” على موقع ”الفايس بوك”، وبعد ساعة فقط من اللقاء انضم 500 مشترك أفرغوا فيه شحنات غضبهم مصرّين على حرمانه من الوسام الذي يوصف به إعلاميا بآخر بسيط جدا في الأسلاك العسكرية، وطالب أحدهم بمحاكمة ”الجنرال” في محكمة عسكرية بالقول: ”مادام سمى نفسه جنرالا، يجب أن يحاكم في محكمة عسكرية، أم أنه يحمل الوسام هكذا فقط”، وآخر لم يتردد في الكتابة على الحائط: ”يا بن شيخة أخطأوا بتحويلك إلى مدرب، كان عليك أن تقوم بمشروع ”لونساج” وتحصل على شاحنة تشتغل بها مثلما يفعل الشباب”، ولم تخل التعاليق من بعض الآراء السديدة التي أشارت إلى أن المشكل لم يكن في ”قعدان” (في إشارة إلى سعدان) ولا وقفان (في إشارة لبن شيخة) مادام اللاعبون أنفسهم حاضرين في كل اللقاءات ويخسرون بـ 4 أمام مصر وبـ 3 أمام صربيا ومالاوي بطريقة غريبة مطالبين بحل المنتخب وإعادة الإعتبار للاعبين القدامى بعيدا عن سياسة التهميش، مع العمل من الصفر للعودة مع تصفيات التأهل إلى كأس إفريقيا 2012
”بن شيخة: هذه كاميرا مخفية واش داني شاركت فيها مع عنتر والجماعة”
وحتى صفحات الإعلاميين والفنانين وبعض السياسيين لم تخل من تعليقات عن المباراة، البعض نسب تصريحات لبن شيخة بعد اللقاء قائلا: ”هذه لم تكن سوى كاميرا مخفية شاركت فيها مع عنتر والجماعة بعنوان ”واش داني” حكمت المنتخب وهو ماشي قدي”، وقال آخر مستهزئا على لسان بن شيخة: ”بن عطية أمه جزائرية، وقد سجل هدفا ومنح اثنين، يعني أن نتيجة 4-0 تتحول إلى فوز لنا بـ 3-1، فمبروك علينا هذا الإنجاز”.
وكتب إعلامي في جريدة رياضية على حائطه: ”المنتخب الجزائري الوحيد في العالم الذي يلعب بـحارس و10 لاعبين غائبين، آه يا مبولحي لقد شككنا فيك في يوم ما وها أنت اليوم تنقذنا من نتيجة كانت ستدخلنا التاريخ، أنت لا تستحق أن تلعب مع هؤلاء لو كنت مكانك لاخترت الكونغو”، ونال اللاعبون نصيبهم من ردود فعل الأنصار الغاضبة، حيث كتب مناصر في صفحة خاصة بالمنتخب الوطني أنهم ”شبعوا دلال” وأصبحوا بمثابة ملائكة لا يمكن الإقتراب منهم، قائلا أنه في عنابة تعرض لمحاولة اعتداء من شرطي لأنه كان يريد التقاط صورة مع لحسن، وأضاف أن هؤلاء اللاعبين انتهى عمر صلاحيتهم والحل في تشكيلة شابة فيها لاعبون محليون يعرفون قيمة الوطن، ولا يختارونه لأجل مصالح شخصية، إضافة إلى أجدّ المحترفين وأكثرهم وفاء لأن ”الوطنية والمصالح” خطان متوازيان لا يلتقيان حسب فكرة هذا الأخير.
”المنتخب الراعي الرسمي لداء السكري”
وبدأت المطالبة على الشبكة الإجتماعية بعودة المدرب سعدان في الوقت الذي يريد آخرون عودة ماجر إلى تدريب ”الخضر”، و هناك من يريد مدربا عالميا وهو ما علق عليه أحد المناصرين في أحد المجموعات بالقول: ”منتخب كبير يلزمه مدرب كبير، في لقاء المغرب، غيرتس هو من ربح بن شيخة وصنع الفرق، لاعبونا من مستوى لاعبيهم، لكن على المستوى التكتيكي كأن بن شيخة تعامل مع مباراة أخرى”، في الوقت الذي لم يتوحد الجزائريون على موقف واحد لكنهم أجمعوا أن ما يمر به المنتخب الوطني حاليا وضع خطير صار فيه ”المنتخب الراعي الرسمي لداء السكري” على حد تعبير أحدهم، من شدة الصدمات التي بات يتسبب فيها لأنصاره.
استفتاء يطالب بالقذافي مدربا
كما جاءت بعض التعليقات عبر صفحات ”الفايس بوك” المطالبة بتعيين الزعيم الليبي معمر القذافي مدربا للمنتخب الجزائري بعد استقالة ”الجنرال” بن شيخة ووجد هذا الإستفتاء إقبالا كبيرا من قبل الجزائريين الذين تركوا المباراة المهزلة وانغمسوا في ”الفايس بوك” الذي وجدوا فيه كل التعليقات والحلول المناسبة لـ”الخضر”، ويأتي وقوع الإختيار على الزعيم الليبي نظرا للصرامة التي يتمتع بها حيث تكون كتيبة المحاربين في حاجة إلى ”جنرال حقيقي” يضرب بيد من حديد لإعادة الأمور إلى نصابها.
