الشرطة ارتكبت جرائم تصل الى حد “الإبادة” ضد المتظاهرين بوسط القاهرة
أكدت لجنة تقصي الحقائق في الأحداث التي شهدتها مصر منذ اندلاع المظاهرات “ثورة 25 جانفي” أن قوات الشرطة ارتكبت جرائم تصل الى حد “الابادة” ضد المتظاهرين في ميدان التحرير وسط القاهرة.
وقالت اللجنة في تقريرها الاولي الذي نشر اليوم الجمعة انها استمعت إلى أقوال 120 من شهود الوقائع التى حدثت فى القاهرة والجيزة الذين اكدوا ان قوات الشرطة عمدت الى تفريق المتظاهرين بطلقات الرصاص الحي بقصد” القتل العشوائي الذي يصل الى حد الابادة والدهس بالسيارات والقنابل المسيلة للدموع”. واضافت ان اطلاق الرصاص استنادا لما قاله اثنين من كبار قادة الشرطة السابقين “لا يكون الا بأمر من وزير الداخلية”.
وأشار التقرير الى ان شهود عيان شددوا على أن قناصة الشرطة أطلقوا الرصاص الحى على المتظاهرين من على أسطح مجمع التحرير (المصالح الادارية) بوسط القاهرة ومبنى الجامعة الأمريكية وديوان وزارة الداخلية القريب من ميدان التحرير إضافة إلى تشكيلات كاملة من قوات الأمن المركزي أمعنت في ضرب المتظاهرين ودهسهم بالسيارات.
وأضاف تقرير اللجنة ان قوات الشرطة لتي ظهرت فوق جسر الجلاء بالقاهرة “عمدت إلى تفريق المتظاهرين بطلقات الرصاص الحى بقصد القتل العشوائي الذى يصل إلى حد الإبادة والدهس بالسيارات والقنابل المسيلة للدموع ” واشارت الى ان من بين الوقائع “إطلاق 14 رصاصة حية على أحد الشباب بعد تفاديه محاولة دهسه بإحدى السيارات إضافة إلى إسقاط قتلى أمام مسجد عمر مكرم بوسط القاهرة أحدهم كان يحمل فوق رأسه لافتة مكتوبا عليها “سلمية” تهشم رأسه بالكامل واستدراج متظاهرين إلى شوارع جانبية لقتلهم دون رحمة لمن يسقط أرضا لضمان إنهاء حياته”.
واستجوبت اللجنة عددا من الأطباء الذين أشرفوا على علاج المصابين فى موقع الأحداث ومستشفى قصر العينى وقدم أحد الأطباء عدة صور فوتوغرافية لمصابين وقتلى بأعيرة نارية ومطاطية.
ولاحظت اللجنة أن الإصابات جاءت فى منطقة الرأس والرقبة والجزء العلوى من الجسم وقال طبيب آخر إنه شاهد عربة إسعاف من مستشفى قصر العينى الجديد فى ميدان التحرير محملة بالبلطجية. وكلفت اللجنة عددا من الفنيين بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية بتفريغ أشرطة الفيديو التى وردت إليها من هيئة الاستعلامات والقنوات التليفزيونية والأفراد بشأن أحداث 25 جانفي وإرسال ما جمعته اللجنة من أدلة إلى النيابة العامة.