الشاب عزالدين في حوار للنهار
وأخيرا خرج الشاب عزالدين الشلفي نجم الأغنية العروبية عن صمته بعد غياب إعلامي طويل، وفتح قلبه لنا في حوار مطوّل تطرق فيه لكل شيء
دء بمشكلة جواز السفر وعدم الإستفادة منه لحد الآن، وكذا قضيته مع السلطات في أغنية “شوف الحقرة شوف”، إلى جديده الفني وعلاقته بالسياسة وحياته الخاصة وأمور أخرى.
في البداية، ما سر مقاطعتك لوسائل الإعلام بالرغم من أن الجميع من محبيك يسأل عنك؟
حقيقة، لا أظهر كثيرا في الحوارات وهذه أؤكدها وأقول أن معظم ما ينشر عني غير صحيح ومفبرك، وقد قررت مقاطعة وسائل الإعلام المكتوبة منذ مدة طويلة بسبب ما سببته لي الجرائد الفنية من مشاكل مع العائلة والأصدقاء..يقولون أن الجريدة تزيدك شهرة لكن مع هؤلاء شوهوا سمعتنا ولكن أقول لكل من يحب عزالدين أنا اليوم معكم وسأجيب على كل تساؤلاتكم.
نعلم أنك رفضت عدة حوارات لجرائد يومية كبيرة، فبصراحة ما الذي جعلك ترحب بيومية “النهار”؟
صدقني والله أعجبني كثيرا محتوى جريدتكم التي أصبحت من متابعيها يوميا بالنظر لمصداقيتها وانفرادها دوما بالجديد وهذا ليس اشهارا مني (يضحك).
شكرا لك عزالدين، لكن غيابك طال فأين أنت؟
أنا دائما بالشلف، منشغل بإصدار الألبومات وإحياء الحفلات والأعراس وعلى فكرة آخر حفلة قدمتها كانت في رأس السنة الميلادية بالناحية العسكرية بالبليدة.
أبلغني بعض المنظمين أنك كنت مبرمجا كالعادة في عدة حفلات هذا العام بفرنسا وخاصة في ليلة الفاتح جانفي، لكن لماذا رفضت المشاركة؟
لا لم أرفض المشاركة أبدا فعلى العكس تماما كنت أتمنى ذلك للقاء جمهوري المغترب بعد غياب طويل عنه دام ثلاث سنوات، ولكن المشكلة في ذلك عدم حصولي على جواز سفر.
نقاطعه، لكن لماذا؟
والله لم أفهم السبب، فقد أودعت ملفي كاملا على غرار كل متقدم للحصول على جواز سفر، لكن المفاجأة أن الملف أعيد لي، وهنا يكون السؤال لماذا بالضبط عزالدين، ألست جزائريا ولي الحق في جواز سفر؟..على كل أنا في الإنتظار، وإذا حصلت عليه أهلا به، وإذا لم يصلني فلا بأس،المهم أنني أظلم هكذا في بلدي وليس في بلاد الآخرين.
هل تعتقد أن البعض لايزال حاقدا عليك بعد أغنيتك ضد السلطات “شوف الحقرة شوف”والتي أثارت ضجة كبيرة في الشلف؟
لا أعتقد ذلك فالمياه عادت بيننا إلى مجاريها، ولا أتهم أحدا، فقط أتمنى الحصول على جواز سفري وفقط، وأقول أنهم عرقلوني وحرموني من حفلات كثيرة بفرنسا واسبانيا.
نعود للأغنية، هل أنت نادم على المساس فيها بالوالي والمير ورئيس الدائرة و..؟
تلك أغنية وتعاقبت عليها وانتهى الأمر، وحاليا علاقتي جيدة مع السلطات والتقيت بالسيد الوالي ورئيس البلدية وتصالحت معهما وكل شيء بيننا على مايرام.
لكن لم تجب على سؤالي، هل تقول أنك أخطأت؟
لا تحرجني أرجوك واعفيني من هذا السؤال.
بطريقة أخرى، هل هناك من حرّضك على إرتكاب هذا الخطأ وأداء هذه الأغنية؟
أبدا، فأنا إنسان مثقف ولست من الذين يسيرون بأراء الآخرين، الأغنية أديتها لوحدي بعدما رأيت أمورا لم تعجبني، ولم أقدمها لتحريض الناس في الشلف كما اتهمني البعض عن خطأ، ولكن هو مجرد رأي مني ربما أحدث لهم الضرر، وتعاقبت عليها وانتهى الأمر.
بماذا ترد على من قال أن عزالدين إنتهى وقته؟
الحكم يبقى للجمهور، ومادامت ألبوماتي تلقى النجاح فذلك هو الأهم، مع الإشارة إلى نقطة هامة وهي مع الخبرة التي اكتسبتها على مدار مشواري الفني فأنا قادر في أي وقت على تقديم أغنية تقلب الدنيا وتزلزل البلاد، ولن أخاف من أي أحد بل الخوف من الله وحده.
ما تعليقك على عام 2007؟
عام أسود بالنسبة لي، ففيه دخلت السجن ومكثت خمسة أشهر كاملة، وقد مسحت هذا العام من الذاكرة.
الأكيد أنك نادم على دخولك السجن أربع مرات في حياتك؟
وما العمل؟..هذا قدري، فهناك أناس سامحهم الله يبحثون لي عن المشاكل، حتى أصبح السجن عقدة في رأسي، لكن الحمد لله لن أدخله مرة أخرى والله يهدي كل من يتمنى لي السوء.
بلغنا أنك أثناء تواجدك بالسجن كنت تكتب أغانيك؟
أنا أكتب أغاني في كل مكان تأتيني فيه أفكار ما، وبالفعل، لم أضيع الوقت في فترة سجني الأخيرة وألّفت حوالي 12 قصيدة قدمت معظمها في ألبوم “الحسين طول في الغربة”، كما تركت اثنتين لآخر ألبوم صدر لي مع أواخر العام الماضي وهما”ادايك غير انتي”و”فات الزين منا فات”والحمد لله نالت إعجاب الجمهور والألبوم يلقى نجاحا معتبرا.
وبعده هل من جديد؟
نعم، انتهيت من كتابة الأغنية الرئيسية في الألبوم والتي يدور موضوعها حول ظاهرة”الحراقة”التي استفحلت بين شبابنا في السنوات الأخيرة، وأقول فيها أن هذه العملية تدخل في إطار الحرام والشرك بالله من خلال قتل النفس في عرض البحار، وأوجّه اللوم لصانعي زوارق “الحرقة”، كما أدعو فيها الأشخاص للتعقل والبقاء في بلادنا التي فيها كل الخير.
هل ترى أنك ستحدث ضجة كبيرة بها؟
إن شاء الله، فإحساسي كبير أن تؤثر الأغنية في شبابنا فيبعدون عنهم تلك الأفكار السوداء، كما أشير إلى أنني تعبت كثيرا في كتابتها وأتحدى أي فنان آخر يستطيع كتابتها مثلي، ويجب أن تناسب الموسيقى المختارة الأغنية التي موضوعها جد حساس.أنتظر فقط الإتفاق مع منتج محنك لطرحها في الأسواق.
وماذا عن شركة الإنتاج “المفتاح”التي تنتمي إليها؟
أنا حر الآن ولا يربطني أي عقد مع أي شركة إنتاج، أتمنى فقط أن أتعامل مع منتج يقدر ظروفي ولا يأكل حقي وبمعنى آخر “راجل تاع الصح”ولا أقصد هنا الحاج الربيع صاحب دار”المفتاح”لا بالعكس بيننا كل الخير.
كيف ترى الساحة الفنية الآن؟
الراي أصبح أكثر تهميشا، وزاد الغناء الفاحش لذلك الناس بدأت تنفر عنه.
لكنك أنت أيضا تغني عن الخمر (الشراب)وكلمات أخرى غير نظيفة؟
افهمني، أنا عندما أغني فأحكي الواقع دون تحريف، وهذا ماهو حاصل في مجتمعنا اليوم.أما بالنسبة لأغانيّ الأخيرة فقد نظفتها بنسبة كبيرة وأدعو الناس لسماع آخر ألبوم ففيه أغاني جيدة مثل “اداوها ونكروني”و”ادايك غير انتي”وغيرها.وأنا عازم على تهذيب الراي مستقبلا حتى يسمع ألبوماتي كل الناس.
بصراحة عز الدين ألا تفكر في التوبة والتوقف عن الغناء مثل الشاب جلول؟
بالتأكيد، فالتوبة يتمناها كل إنسان، وما تدري قد تأتيني الآن، وجلول يستاهل كل الخير وربي يجازيه.
لو نحكي عن السياسة، فهل تفهم شيئا فيها؟
بصراحة “خاطيني السياسة”،لكن أؤكد لك أنني متابع لكل الأحداث، وعلى فكرة نشطت كثيرا في الحملة الإنتخابية الأخيرة وساعدت حزب الأفلان في الشلف على كسب 04 مقاعد في البلدية.
كيف ذلك؟
شاركت في عدة تجمعات مع المواطنين في الشلف وشرحت لهم البرنامج الخاص بالحزب الواحد، والحمد لله لم يخيب كل الذين يحبونني وانتخبوا بقوة وهم مشكورين على ذلك.
وماذا عن الإنتخابات الرئاسية القادمة هل أنت مع العهدة الثالثة لبوتفليقة؟
بالتأكيد، فرئيسنا قدم الكثير للبلاد ونحن معه حفظه الله ورعاه مع تمنياتنا له بالشفاء وطول العمر.
معروف أنك حققت نجاحا كبيرا بألبومات “واش جابك ليا خيرة”والغربة”،فلو أسألك عن وجهة أموالك ماذا تجيب؟
كل ما أتحصل عليه يذهب في المصاريف، وصدقني ألبوم “خيرة”برغم كل النجاح الكبير الذي حققه إلا أنني لم أنل منه سوى 13 مليون سنتيم فقط، أما عن الأموال فأنا لا أغني من أجلها، بل حبي للفن هو الذي دفعني لدخول هذا المجال منذ سن الخامسة حيث كنت أغني في الأعراس والحفلات قبل أن أباشر تسجيل الألبومات منذ ثمانية سنوات، والحمد لله أسعى حاليا لإقامة مشروع تجاري لضمان المستقبل، فلا تنس أنني رب عائلة وأب لخمسة أطفال.
وهل أنت سعيد في حياتك الخاصة، بالرغم من انتشار خبر زواجك الثاني؟
الحمد لله أنا أعيش حياتي الخاصة كأي انسان عادي وسعيد مع زوجتي وأولادي، والزواج الثاني مجرد شائعة ولم و لن أفكر فيه، فأم أولادي تجمعني معها قصة حب على مدار 14 سنة.
لماذا تزال لحد الآن مقاطعا للتلفزيون؟
لأن التلفزيون لم يكن سببا في شهرتي، بل اعتمدت على نفسي في ذلك ونجحت والحمد لله دون المرور في التلفزيون، كما لا أجد فيه راحتي، ولا حصص في المستوى تخدم الفنان، خذ مثلا حصة “الصراحة راحة”مواضيعها وأسئلتها تافهة كأن يقول لك ماذا تأكل وماذا تلبس؟..لذلك لا تناسبني.
وهل نراك يوما في فيديو كليب؟
لدي مشروع يجمعني بفرقة راب عالمية معروفة بفرنسا أتركها مفاجأة، لكن أكشف لكم أن التصوير سيتم بفيلا بوهران وذلك بعد عودة الفرقة من فرنسا، حيث زارتني قبل أيام بالشلف بعدما اعتذرت عن السفر إلى فرنسا بسبب جواز السفر، وقد اتفقنا على كل شيء في انتظار معاودة اللقاء بوهران.
كيف تعلق على الوضع العام في الجزائر؟
الحمد لله، اليوم أحسن من الأمس، كنا نخاف من الخروج واليوم كل شيء بخير،تبقى فقط مشكلة غلاء الأسعار فلا يعقل أن تصل البطاطا إلى سعر مرتفع مقارنة بالدخل الفردي للمواطن الجزائري، بالنسبة لي لا مشكلة في هذا الجانب، أما الإنسان البسيط فلن يجد نفسه وكما يقول المثل الشعبي”ما يحس بالجمر غير اللي كواتو”.لا أنس أيضا أن أبدي أسفي الشديد على سلسلة الإنفجارات التي شهدتها العاصمة مؤخرا، وأترحم بالمناسبة على الضحايا الذين توفيوا فيها، وان شاء الله ربي “يجيب السلاك”.
في الأخير ماذا تتمنى عزالدين في 2008؟
أتمنى الخير للبلاد والعباد وإن شاء الله تتحقق كل الأماني ، أقول فقط كلمة وهي أن يتركوني في حالي ويكفيني المشاكل التي تعرضت لها في السابق، وأقول لجمهوري المغترب الذي سيطالع الحوار عبر موقع الجريدة على الأنترنيت أنني اشتقت إليك وشكرا لكل طاقم “النهار”والقراء الأوفياء.