السيدة “دليلة” تربت يتيمة و تشقى كي لا تيتم بناتها
بدت ملامح وجهها و عينيها تحمل كل آثار الشقاء و الإحباط بسبب وضعية التشرد التي تعانيها مع بناتها الثلاثة بعد أن طردها آخر مؤجر بشكل تعسفي
كما قالت و لم يفد كل شكاويها للسلطات و المسئولين، السيدة “دليلة” أم وقعت ضحية لزوجها الذي رفض الاعتراف ببناته رغم زواجهما القانوني و الشرعي .
“دليلة” قدمت إلى ورقلة سنة 1997 م بعد أن حصلت على منصب عمل كموظفة بمديرية الشباب و الرياضة بالولاية و كانت غير متزوجة و كانت تقيم عند أقاربها إلى أن التقت بشرطي تزوجت معه في نفس السنة بموجب عقد عند موثق، و بعد مدة أوقف الزوج عن أداء مهامه فيما بعد بسبب تجاوزات قانونية ارتكبها، و لم يدم هذا الزواج إلا 3 أشهر إذ بعد أن حملت دليلة رفض زوجها الاعتراف بالحمل و طلب منها الإجهاض لكنها رفضت و تمسكت بحملها إلى أن وضعت بتاريخ 26 جانفي 1998م توأم بنتين تبلغان اليوم 10 سنوات وليس لديها ما يثبت نسب الطفلتين أكثر من شهادة الولادة ، خاصة بعدما أتلف طليقها عقد الزواج و لم تفد كل الشكاوي التي تقدمت بها الأم كما قالت لإثبات نسب البنتين إذ توجهت حتى للمديرية العامة للأمن الوطني و طلبت إجراء تحليل الـ “أ دي أن” و لكن لم تستجب لطلبها و استسلمت في النهاية للأمر الواقع لتدخل في دوامة المرأة المطلقة بدون عائل والتي تمثل مطمع للجميع و كان الجميع يرفضون أن يِؤجروا لها مسكن إلا إذا كان لها رجل، مما اضطرها سنة 2003 م أن ترتبط عرفيا مع أول رجل و كان عسكريا لكنه أهملها و ذلك بعد أن أنجبت منه طفلة أخرى لها من العمر اليوم 4 سنوات لتتأزم وضعيتها أكثر فتوجهت للجنة الشؤون الاجتماعية بالمديرية التي تعمل بها لطلب سلفه مالية تساعدها في الكراء لكن لم يوافق لها إلا مرة أو مرتين بمبالغ متواضعة لم تتعدى الـ 20 ألف دينار جزائري إلى أن قام مدير المدرسة التي تدرس بها بنتيها بكراء منزله لها شهر سبتمبر الفارط مقابل 10 آلاف دينار شهريا إلا أنه مع نهاية العام قرر إخراجها دون سبب واضح و هي تقضي اليوم أيامها بين الفنادق و بيت الشباب الذي منحت به غرفة مؤقتا و قالت دليلة أنها فكرت جديا في الانتحار لولا أن بناتها الثلاثة ليس لهن أحد غيرها بعد وفاة والدها مؤخرا أما أمها فقد توفيت منذ كانت طفلة صغيرة و لاقت الأمرين من زوجة أبيها و عاشت فترة طويلة مع عمتها التي تسببت لها في عاهة بعدما أحرقت وجهها.