إعــــلانات

السعوديون يريدون الاصلاح لا الثورة

السعوديون يريدون الاصلاح لا الثورة

اكد محللون بعد فشل الدعوات الى التظاهر في السعودية ان السعوديين يتطلعون الى الاصلاح السياسي والاقتصادي لكنهم لا يريدون او ليسوا مستعدين للثورة.

وقال المدون والناشط الحقوقي فؤاد الفرحان لوكالة فرانس برس “اعتقد ان المواطنين السعوديين مستعدون للتغيير ولكنهم ليسوا مستعدين للثورة”.

واعتبر الفرحان ان ذلك “يفسر الفشل المدوي لدعوات التظاهر” التي اطلقت على فيسبوك.

وبحسب الفرحان، فان غياب اي تجاوب مع الدعوة الى “يوم غضب” او “ثورة حنين” اليوم الجمعة في المملكة يعني ان اي دعوة اخرى من هذا النوع ستفشل.

وكان من المنتظر ان تخرج تظاهرات في الرياض وفي مدن سعودية اخرى للمطالبة بالاصلاح. الا ان قوى الامن انتشرت بشكل كبير في الشوارع. اما التظاهرات، فلم تظهر.

وذكر الفرحان ان الدعوات الى التظاهر التي اطلقت عبر شبكات التواصل الاجتماعي على الانترنت والتي تاتي بغالبيتها من ناشطين في الخارج، لا تتمتع بدعم محلي بما في ذلك في الاوساط السعودية المطالبة بالاصلاح وبوضع دستور للمملكة والتحول الى ملكية دستورية.

وقال الفرحان ان “الناشطين المحليين لم يطلقوا دعوات للتظاهر كما لم يشجعوا الاخرين على التظاهر وغالبية الشباب في المملكة لم تكن تؤيد هذه الدعوات”.

من جهته، قال مدير مركز الشرق الاوسط للدراسات الاستراتيجية انور عشقي لوكالة فرانس برس ان الدعوات الى التظاهر والتعبئة فشلت بشكل كامل ليس فقط لانها تأتي من الخارج، بل ايضا لان القيادة الدينية عارضت بقوة مبدأ التظاهر.

وقال عشقي لوكالة فرانس برس ان “غالبية الدعوات على الانترنت كانت تاتي من دول عربية مختلفة ولم تكن تخظى بتاييد من الداخل”.

واشار الى ان “فتوى اصدرتها اعلى هيئة دينية في البلاد حرمت التظاهر دفعت المتمسكين بدينهم الى البقاء في منازلهم”.

وفي تقرير حول السعودية، كتب معهد “اوراسيا” للدراسات ان غالبية الناشطين السعوديين لا يدعون الى اسقاط النظام ولكن الى تبني اصلاحات سياسية، خصوصا عبر انتخاب اعضاء مجلس الشورى الذين يتم تعيينهم حاليا من قبل الملك.

ورأى عشقي انه يتعين من جهة اخرى على السلطات في الرياض تسريع وتيرة الاصلاحات اذا ما كانت تريد تامين اكبر حماية ممكنة من الاضطرابات التي تجتاح مناطق اخرى من العالم العربي، بما في ذلك داخل دول مجلس التعاون الخليجي.

وقال عشقي “علينا تسريع الاصلاحات اذا ما كما نريد ان نحمي السعودية”، وهي اكبر مصدر للنفط في العالم، “من الزلزال الذي ضرب العالم العربي”.

اما الفرحان فرأى انه لا يمكن توقع ثورة في السعودية الا اذا ساءت الاحوال الاقتصادية والاجتماعية لدرجة كبيرة.

وقال “اذا ما بلغت نسبة البطالة 30% واذا ما تراجعت الخدمات العامة مثل الخدمات الصحية والاسكان لدرجة كبيرة، فقد نرى ناس ينتفضون في هذه البلاد، ووتيرة الاصلاحات مسالة اساسية لصد ذلك”.

وفي الوقت الراهن، تشير الارقام الرسمية الى ان البطالة هي بحدود 10,5%، لكنها ترتفع الى 30% في الفئة العمرية بين 20 و30 سنة.

واعلنت السلطات السعودية مؤخرا خطة لصرف اكثر من 35 مليار دولار على تقديمات اجتماعية واقتصادية جديدة.

لكنه يتعين على اقتصاد المملكة ولاسيما القطاع الخاص، خلق مئات الالاف من الوظائف، والتقديمات المالية لن تكون كافية لوحدها.

وكان العاهل السعودي عبدالله بن عبدالعزيز (86 عاما) اطلق اصلاحات سياسية الا ان وتيرتها كانت بطيئة جدا فيما باتت تطرح ايضا مسالة خلافته، وهي مسالة تبدو اساسية بالنسبة لاستمرار النهج الاصلاحي في المملكة.

رابط دائم : https://nhar.tv/HxGto