الروائي جيلالي خلاص للنهار: الرواية الجزائرية أخذت مكانها باستحقاق في العالم العربي
على هامش الملتقى العاشر”عبد الحميد بن هدوقة “للرواية التقينا بالروائي و الأديب الجزائري المعروف “جيلالي خلاص” الذي كانت لنا معه دردشة حول الملتقي الذي يعتبر من احد مؤسسيه،
و عن واقع الرواية و الإنتاج الأدبي في الجزائر كما سألناه عن تظاهرة الجزائر عاصمة للثقافة العربية و ما حققته للأديب و الرواية الجزائرية و اغتنمنا الفرصة لمعرفة موقفه كمثقف يمثل النخبة من الضجة التي تلت استفتاء قناة”الجزيرة” مؤخرا.
أولا ما هو انطباعكم العام حول الطبعة العاشرة لملتقى “عبد الحميد بن هدوقة “للرواية
هي الطبعة العاشرة لا تختلف كثيرا عن سابقاتها و هناك تطور منذ ثلاث سنوات في تاريخ الملتقى خاصة من الناحية العلمية فهو يتطور بالتدرج نحو شيء جميل يتمثل أولا في القيمة العلمية للمحاضرات التي تلقى وثانيا في القيمة الأدبية و العلمية من الأساتذة و الأشقاء الأجانب اللذين يدعون للملتقى سواء كانوا يكتبون الرواية أو يلقون محاضرات كأساتذة الجامعات العربية المختلفة، و كما لاحظتم فقد قررا في التوصيات إلى ضرورة ترسيم الملتقى و تكون له ميزانية خاصة من الوزارة و المجالس المحلية بالولاية و حتى بعض الخواص اللذين يولون أهمية للأدب و الثقافة و مع جهات أخرى كالاذاعة الوطنية التي وعد مديرها بالمساعدة مستقبلا حتى يكون الملتقى شمعة تضيء الجزائر و الوطن العربي.
ما هو تقييمكم للرواية و للإنتاج الأدبي في الجزائر بصفة عامة، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار الاهتمام الذي يوليه الجيل الجديد من الكتاب الشباب لهذا الجانب.
نحن بلد أخذ استقلاله في 1962 في حين بدأت الدول العربية تأخذ استقلالها منذ 1946 ، و قد عرفت الرواية عندنا تأخرا خاصة باللغة العربية إذا ما قارناها بالرواية التي كتبها الأدباء الجزائريين بالفرنسية منذ 1948 ، و كانت الرواية جد متأخرة و قليلة و أخذنا رمز عبد الحميد بن هدوقة وسمينا عليه الملتقى لأنه إجماع من اغلب الأدباء و النقاد أن رواية ” ريح الجنوب” كانت هي المؤسسة للرواية الجزائرية باللغة العربية و يبقى التراكم الروائي قليل و الأدباء و الكتاب قليلون و لايتجاوز عددهم 40 حاليا،بالشباب و الشيوخ ، لكن منذ 15 سنة بلغت فيه الرواية تطورا لا باس به و هي الآن لا تقل قيمة عن الرواية في المشرق العربي و في العالم ، و أصبحت التقنيات متشابهة كثيرا بين العالم الثالث و العالم المتقدم و تبقى الرواية و الذكاء عند البشر متساويين، و أنا شخصيا جد فرح بظاهرة اهتمام الشباب بالكتابة و الرواية و يعتبر هذا دعما جديدا للرواية الجزائرية و تجعلنا نقترب أكثر من الدول العربية التي سبقتنا في هذا الشأن ، و شبابنا اليوم تتميز كتاباتهم بالثورية و يحاولون الإتيان بأشياء جديدة و هذا حقهم و نصيحتي لهم هي الاهتمام باللغة.
ماذا قدمت تظاهرة الجزائر عاصمة للثقافة العربية للإنتاج الأدبي الجزائري بصفة عامة و الرواية بصفة خاصة?
إذا ما قارننا هذه التظاهرة بسابقاتها و التي كانت في عواصم عربية أخرى كالكويت و عمان و الرباط …اعتبر أننا حققنا تحديا كبيرا و انجازا عظيما بمشروع الألف كتاب و هذا شيء كبير مقارنة بالسنة القادمة التي ستكون بعاصمة سوريا دمشق أين علمت شخصيا من بعض الزملاء هناك عن وضع برنامج لطبع 100 كتاب و حوالي 500 عنوان للكتاب العرب من الدول المشاركة أي بمجموع 600 كتاب و نحن الآن بصدد رفع العدد إلى 1500 بالإضافة إلى نشر المجموعات الكاملة لكتاب جزائريين معروفين و بهذا سنخرج من هذه التظاهرة بحوالي 3000 عنوان و هذا شيء جميل نتمنى أن يستمر.
هذا يجرنا إلى السؤال عن مدى استفادة كل الكتاب من هذه العملية ، خاصة الجدد منهم?
استفاد الكل من هذه العملية بداية بالشيوخ كالأديب الطاهر وطار ، رشيد بوجدرة وكذا اغلب الكتاب الشباب ، حيث تمكنوا من طبع
دواوينهم الشعرية و انتم تعلمون انه من الصعب جدا نشر ديوان من الشعر في كل دول العالم و هذا ما ترفضه دور النشر لأنه لا يباع تجاريا ، و لقد لاحظنا في هذه التظاهرة أتاحت الفرصة لكتاب لم تتجاوز أعمارهم ال25و23 سنة استفادوا من الطبع و حتى أن اصغر شاب نشر له ديوان للشعر يبلغ 22 سنة و قدم في التلفزيون في حين نشرت أنا أول مجموعة لي و لم أنل ما ناله هذا الشاب الذي أشجعه.
جيلالي خلاص معروف بكتابته و عمله الدؤوب ، و أكيد أن له مشاريع مستقبلية هل لقراء “النهار” أن يطلعوا عليها .
بالطبع أنا طموحي ككاتب يذهب إلى مكتبة من 1000 كتاب و بالرغم من أن هذا يبدو مستحيلا إلا أن هذا يبقى حلمي الكبير ، و أنا حاليا اكتب رواية لم أضع لها عنوانا بعد و يدور موضوعها حول وادي الشلف و المشهور انه أطول و أشهر وادي في الجزائر و التي ستنشر في بداية 2008 إن شاء الله.