الدولة الفقيرة الغنية بالبترول.. الإنقلاب على عائلة حكمت الغابون لنصف قرن
أعلنت مجموعة من كبار ضباط الجيش في الغابون على شاشة التلفزيون الرسمي، اليوم الأربعاء، الاستيلاء على السلطة وإلغاء نتائج الانتخابات بعد دقائق من إعلان فوز الرئيس علي بونغو بفترة رئاسة ثالثة.
وتحكم عائلة بونغو الدولة المنتجة للنفط التي تعاني الفقر أيضا منذ 56 عاما. حيث توصف الغابون بأنها “عملاق” للنفط في إفريقيا.
ويقول معارضو ومنتقدو الرئيس بونغو إنه لم يقم بأي شيء يذكر لتوجيه ثروات البلاد النفطية. وغيرها لتحسين معيشة السكان البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة ويعيش ثلثهم تقريبا في فقر.
وقال حمدي عبد الرحمن، الباحث في شؤون إفريقيا، لموقع “سكاي نيوز العربية”، أن ما أعطى فرصة للانقلاب الحالي في الغابون هو “خطيئة علي بونغو وتمسكه بالسلطة لولاية ثالثة”.
بالإضافة إلى تأثر إنقلابيي الغابون بالانقلابات الأخيرة، مثل انقلاب النيجر، على أساس نظرية “الدومينو”. كما أنها مؤشر على تراجع النفوذ الفرنسي في القارة.
ويرأس بونغو والذي يبلغ من العمر 64 عاما البلاد منذ 14 عاما. وذلك بعد قضاء والده عمر بونغو 41 عاما في الحكم منذ 1967 حتى وفاته عام 2009.
وتولى إبنه الحكم بعده، وأصر على الترشح للمرة الثالثة رغم مرضه بعد إصابته في عام 2018 بجلطة دماغية.
وبذلك تكون أسرة بونغو تحكم منذ 55 عاما، خاصة وأنه لا يوجد حد أقصى في الدستور لمرات الترشح للرئاسة.
وفشلت المعارضة في الانتخابات الأخيرة في الاتفاق على مرشح واحد ليكون منافسا قويا لعلي بونغو.
ويعد الصراع على الثروة من حوافز الانقلابات في عدة دول، وتتمتع الغابون بثروات طبيعية هائلة. حيث توصف الغابون بأنها “عملاق” للنفط في إفريقيا، ويبلغ إنتاجها من النفط الخام 181 ألف برميل يوميا.
وتبلغ صادرات الغابون النفطية 4.6 مليار دولار، ولديها احتياطات نفط خام مؤكدة بملياري برميل. ويبلغ إجمالي صادرات البلاد النفطية وغير النفطية 6 مليارات دولار.
كما يبلغ إنتاج الغاز الطبيعي 454 مليون متر مكعب يوميا، واحتياطيات الغاز المؤكدة 26 مليار متر مكعب. كما أنه بجانب النفط والغاز تملك الغابون وفرة في اليورانيوم والمنغنيز والأخشاب والكاكاو.