الخبز والنقل «مكاش».. لامداومة و«لاسيدي زكري» !
شوارع خالية في كبرى المدن وتجار يرفضون الإلتزام بضمان الخدمة أيام العيد
جزائريون قضوا يومي العيد من دون كهرباء وخبز ومياه
ضرب العديد من التجار تعليمات وزارة التجارة الخاصة بضمان المداومة عرض الحائط، ولم يتم التزام أغلب التجار بقائمة المداومة، حيث يلاحظ كل من تجول في شوارع المدن الكبرى غلق أغلب المحلات، فيما شهدت المواد الأساسية على غرار الخبز والحليب نقصا كبيرا، في حين أبدى الكثير من المواطنين تذمرا كبيرا من انقطاع المياه وجفاف حنفياتهم خلال يومي عيد الأضحى، وهي المناسبة التي تتطلب كميات معتبرة من المياه بسبب عمليات تنظيف الذبائح.
عاشت العديد من العائلات في الجزائر العاصمة حالة جفاف في حنفياتهم بسبب انعدام المياه، الأمر الذي دفع البعض منهم إلى تأجيل ذبح الأضحية إلى غاية عودة المياه، فيما قام البعض الآخر برمي الدوارة بسبب الكميات القليلة من المياه التي نزلت من حنفياتهم.
وقد تكرر هذا السيناريو في العديد من ولايات الوطن، على غرار ولاية بجاية التي عاشت فيها عديد العائلات الجحيم، حيث أفسدت أزمة الخبز والنقل وغلق أغلب المحلات التجارية فرحة العيد على المواطنين.
كما اشتكى المسافرون في بجاية من نقص وسائل النقل خلال أيام العيد، حيث لقي العديد منهم مصاعب جمة للتنقل من مكان إلى آخر، كما كانت فرصة سانحة «الكلونديستان» ليرفعوا من وتيرة عملهم، بغية الكسب الوفير، والمعاناة كانت أكبر على مستوى المحطة البرية بين الولايات، حيث تكاد تنعدم وسائل النقل، مما خلق استياء كبيرا لدى معظم المسافرين، حيث كانوا ينتظرون قدوم الحافلات، وبقلق كبير.
وفي هذا الشأن، يقول البعض منهم إن مثل هذه الأمور تقع على مسؤولية الدولة، التي يجب أن تسهر على توفير وسائل النقل، أما البعض الآخر فجعل حسرته منطوية في الداخل وهمه الوحيد هو الالتحاق بعائلته في أقرب وقت ممكن.
من جانب آخر، غرقت أحياء بجاية وضواحيها خلال عيد الأضحى المبارك في القمامة والأوساخ، نتيجة تراكم مخلفات الأضاحي، وقد تسبب الوضع في انبعاث روائح كريهة نغصت على المواطنين فرحة العيد ومنعتهم من التجول في الشوارع.
وقد كان منظر النفايات الغالب على مستوى كل المساحات والأرصفة والطرق، خلال الجولة التي قادت «النهار» للعديد من المناطق خلال العيد، حيث وقفنا على حجم الفضلات والأوساخ المتناثرة هنا وهناك، وكانت النفايات متراكمة أمام مكان رمي الفضلات وفوق الأرصفة المخصصة للمارة، وعلى جوانب الطرقات وفي كل مكان.
عيد أضحى من دون ماء في البليدة
خلف انقطاع المياه في عدد من أحياء البليدة، على غرار الأحياء الكبرى لمدينة العفرون، تذمرا واسعا وسط السكان صبيحة العيد الأضحى، والذي استمر الانقطاع المفاجئ لليوم الموالي للعيد من دون أي تبريرات من المؤسسة التي لم تكلف نفسها عناء إخبار المواطنين بقطع الماء على المنازل لأخذ احتياطاتهم صبيحة العيد.
وقد غرقت شوارع بعض بلديات البليدة في سيول من الدماء وحالة من الفوضى العارمة، بعدما فضل جل المواطنين نحر أضاحيهم في الطرقات والأحياء المجاورة لمقر سكناهم مثل ما جرت عليه العادة، ليصطدموا بإنقطاع المياه، وهو ما حول العيد إلى معاناة حقيقية بعد أن تزامنت الإنقطاعات في بعض المناطق مع شروعهم في عملية النحر.
مع أن وزارة الموارد المائية طمأنت المستهلكين بضمان تزويدهم خلال هذه المناسبة الهامة، غير أن الواقع كان مغايرا لذلك، ليضطر المواطن المغلوب على أمره في رحلة البحث الشاقة لاقتناء صهاريج المياه التي تأخرت بسبب انشغال أصحاب الشاحنات والجرارات بنحر الأضحية التي تأجلت العملية لغاية ساعات متأخرة من يوم العيد.
حيث عبروا عن غضبهم الكبير من الانقطاع المفاجئ، والذي أفقد العيد بهجته وفرحته بالتنظيف وحتى الشرب، وما زاد الطين بلة هو المحلات المغلقة لاقتناء قارورات مياه معدنية لإطفاء عطشهم والتمكن من تحضير وجبة الغداء.
طوابير للحصول على الخبز والحليب جنوبي باتنة
سجّلت، عشية عرفة واليوم الأول من عيد الأضحى، البلديات الجنوبية لولاية باتنة، على غرار سڤانة وبيطام والجزار وبومقر وبريكة، نقصا حادا في مادتي الخبز وحليب الأكياس عبر مختلف المخابز ومحلات المواد الغذائية، حيث شهدت المخابز التي داومت يوم العيد تدافعا كبيرا من قِبل المواطنين لاقتناء الخبز، ومما زاد من حدة الندرة هو لهفة المواطنين، الذين بالغوا في اقتناء كميات كبيرة من هذه المادة. أما فيما يخص حليب الأكياس فأكد بعض أصحاب محلات بيع المواد الغذائية في حديثنا معهم، أنهم تزودوا بكمية قليلة من الممون، وهو الأمر الذي نتج عنه الندرة. من جهة أخرى لم تلتزم بعض الصيدليات بقانون المداومة يوم العيد وهو ما أثار استياء المواطنين.
فرق المناوبة خارج مجال التغطية وتجار «جوعوا» المواطنين في سكيكدة
فشلت، مديرية التجارة لولاية سكيكدة، في تجنيد تجار ولاية سكيكدة قصد توفير أدنى الخدمات يومي العيد، بعدما فضل أغلبية تجار المناوبة غلق محلاتهم التجارية والبقاء مع عائلاتهم يومي العيد غير آبهين بتعليمة المديرية، مما خلق أزمة حقيقية في التزود بمختلف المواد الغذائية وذات الاستهلاك الواسع.
حيث شهدت مختلف المخابز في الولاية طوابير لا تنتهي لدى القلة من التجار الذين عملوا لساعات محدودة فجر يومي العيد، قبل أن يتفرغوا للأضاحي، بينما فضل البعض بيع كل ما صنعوه من الخبز لبعض التجار غير الشرعيين الذين تعودوا على بيع الخبز في الأرصفة بأسعار تراوحت ما بين 15 و20 دج للخبزة الواحدة.
كما هو الحال يوم العيد في القل وعاصمة الولاية سكيكدة، بينما سجل اختفاء أكياس الحليب في ظل التوقف التام للموردين عن تزويد تلك المحلات بالحليب، أين لجأ المواطنون لاستهلاك الحليب المعلب بمختلف أنواعه.
إنقطاع مياه الشرب في قسنطينة يفسد فرحة العيد
شهدت مختلف أحياء وبلديات ولاية قسنطينة، خلال أول أيام العيد، انقطاعا لمياه الشرب استمر إلى غاية أول ساعات الفجر من اليوم الموالي في بعض المناطق، مما أثار استياء المواطنين الذين لم يتمكنوا من تنظيف مخلفات عمليات النحر أو الاستحمام.
وهو ما سجل بشكل أكبر على مستوى الوحدتين الجواريتين 17 و18 بالمدينة الجديدة علي منجلي، وكذا بلدية عين اسمارة والخروب وحتى وسط المدينة.
أين تحولت الشوارع إلى برك من دماء الأضاحي إلى غاية صبيحة اليوم الموالي، حيث بادر السكان إلى تنظيف الشوارع مع وصول المياه إلى الصنابير تدرجيا، وهي الظاهرة التي باتت متوقعة خلال كل عيد أضحى رغم الحاجة الملحة للمياه.
مما يطرح عديد التساؤلات حول جدوى هذا الإجراء الغريب وغير المبرر، والذي يخص أول أيام العيد مع عودة التموين ابتداء من ثاني أيام العيد بصفة عادية .