الحلقـة 15: العملية
بعد أسبوع من معاينة حالتها، أخذ الأطباء قرار إجراء العملية…
اجتمع البروفيسور بالجدة وبحضور الطبيب “فؤاد” لإطلاعهم على حقيقة المرض الذي أصاب قلب “سارة”، وأخذ الموافقة النهائية على إجراء العملية..
“مرض على مستوى القلب، حيث يوجد lutembac her” إنه اتصال بين الأذنين وانسداد بين الأذين والبطين الأيسر. لذلك فان هذه الحالة تستوجب عملية جراحية من أجل فتح السد الموجود، وغلق الفتحة بين الأذنين…
ولم يخف البروفيسور خطورة العملية، وطلب من العائلة أن تتحلى بالصبر والشجاعة، كي تساعد الفتاة على نجاحها…
“الطاوس” التي ظنت أنها قد استعدت جيدا لهذا الموقف، وجدت نفسها تتراجع عن قرار إجراء العملية، ولم توافق على إمضاء الاستمارة، فقد أرادت أن تعود بحفيدتها إلى أرض الوطن..
الجدة ظلت يوما كاملا تتحدث إلى نفسها، تذكر كيف فقدت سمير، وزوجته والآن هي تضع حفيدتها على محك الموت.. صلاة ودعاء وخوف من مسؤولة قرار هكذا..
وخلال كل هذا التردد والخوف كانت تحاول جاهدة إخفاءه عن ملامحها أمام “سارة”، ودائما تظهر أمامها مبتسمة ومبتهجة.
أما “فؤاد” وبحكم درايته بعالم الطب فحاول إقناعها بأن العملية هي الأمل الوحيد لشفاء حفيدتها، وتخلصها من الآلام التي كانت تعانيها وأزمات التنفس التي كانت تعتريها من حين إلى آخر…
وبعد أخذ ورد مع نفسها وافقت على العملية، وسلمت أمرها إلى الله…
من جهته ألغى “سيد أحمد” كل أعماله ومواعيده، لم يعد له شغل سوى التحدث معها… مكالمات يومية، وفي كل الأوقات، يطمئن عليها ويحاول أن ينسيها جو المستشفى…
لما أخبرته بموعد العملية، أحس أن قلبه انشطر إلى نصفين… ولكنه تظاهر بالتماسك، أخذ يخفف عنها ويقول لها إنها عملية بسيطة، رغم أنه يعرف كم هي حرجة، لأن “سلمى” كانت تنقل له كل الأخبار كلما تحدثت إلى الجدة..
في الصباح دخلت “سارة” غرفة العمليات،
جدتها لم تتوقف عن الصلاة، شأنها شأن كل الأصدقاء الذين أخبرتهم بعدها “سلمى” بالحقيقة، إذ كانوا في أرض الوطن يصلون من أجلها..
العملية كانت عادية في البداية، وما إن شارف الأطباء على الانتهاء منها حتى حصلت مضاعفات لم تكن متوقعة، نزيف داخلي لم يستطع الأطباء توقيفه..
ورغم كل المحاولات فإن الحالة ظلت جد حرجة..
عشر ساعات كاملة وهي في غرفة العمليات…
عشر ساعات كانت بمقدار عشر سنوات، الكل ينتظر النتيجة…
خرج البروفيسور ليخبر الجدة، التي وجدها لا تقوى حتى على الوقوف…
كان الخبر واضحا على ملامح وجهه، لم يستطع أن ينظر في عين “الطاوس” التي وقعت بمجرد أن رأت البروفيسور على تلك الحالة…