الحلقة5: التردد
كالعادة نهضت متثاقلة، جسمها لا يقوى على حملها، لأنها لم تنم تلك الليلة، ظلت طول الليل، تفكر في يوم غد…
هل يجب أن تقدم على تلك الخطوة، وهل هي مستعدة لتحمل نتائجها؟
هي تعرف جيدا أنها ستفتح على نفسها بابا من الصعب أن يغلق بعد ذلك، وستقدم على عمل كانت تفكر فيه منذ مدة وكانت مترددة بشأنه.
لقد أنجبت 4 أطفال بعده ولكن ذلك لم ينسها فيه، ولم تجف أجفانها طوال 8 سنوات، من الانتظار
في الموعد الذي لم يأت بعد، وروحها تحدثها بأنه سيأتي اليوم الموعود لا محالة، أخذت تمشي في البيت ذهابا وإيابا، تكلم نفسها مثل المجنونة…
نعم أولا أذهب إلى مقر التلفزيون، سأقول لهم أريد مقابلة “رياض”، وأقص له حكايتي، هو سيخبرني إن كان هناك جدوى من المرور في الحصة أم لا.
استغرقت وقتا طويلا في التفكير، لقد تأخرت في إعداد الغذاء والأولاد على وصول من المدرسة،
دخلت المطبخ، وهي في حالة ارتباك، لم تكن تركز ماذا تفعل، كانت تتحرك دون وعي، دامت 3 أيام على هذا الحال، ومهما حاولت أن تظهر بطبيعتها أمام أبنائها لكن توترها كان باديا عليها، حتى النوم الذي كانت تأخذ منه جرعات قليلة في الأيام الماضية، أصبح مستحيلا أن يتردد على أجفانها…
أما الكابوس فلا يزال يطاردها حتى في اليقظة…
وما كان أمامها، سوى اللجوء إلى الأخصائية علها تكتب لها عن مهدئات تنفعها وتقلل من توترها..
تذكرت أن الأخصائية لم تكتب لها عن موعد، طلبت منها أن تزورها في كل مرة احتاجت إليها، وقد جاءت المناسبة لتلتقي بها من جديد…
حملت نفسها باكرا من جديد وأقلت نفس الحافلة.. نفس التفكير يراودها على طول الطريق.
هل أذهب إلى الحصة؟ وماذا أقدم لهم كدليل؟ تقول في نفسها..
وصلت إلى العيادة دون أن تحس بمشقة المشوار، بخطوات مثقلة دقت جرس الباب، بعد ثواني فتحت لها المساعدة الباب، لقد تذكرت هذا الوجه، اعتقد أنه سبق وجاءت هذه المرأة إلى هنا.. تقدمت نحوها “حورية”، ومنحتها اسمها، لدي موعد مع الدكتورة.
فتحت المساعدة المختصة النفسانية سجل الزيارات لم تجد اسمها مكتوبا في خانة المواعيد.
- آسفة سيدتي يبدو أنه ليس لديك موعد اليوم..
– الدكتورة على علم بمجيئي، فقط ادخلي واعلميها.