الحلقة 20 : الإعتراف
- سمية، إن الدراسة بالنسبة لي شيء إضافي، لدي المال، ويمكنني أن أعمل في شركات أبي من الغد إن شئت.
– أريد أن أعرف كم هو عمرك؟
– أنا أكبرك بعامين اثنين.. هل ارتحت؟
حاولت سمية أن تغير الموضوع خاصة بعد أن لاحظت أن والد مراد كان يراقب من بعيد تحركاتهما، لم تفهم سر اهتمام الشيخ حميد بسمية، لكنها كانت دوما تقول في قرارة نفسها إنها لم تبغض في حياتها شخصا مثل الشيخ حميد، ولا تدر ما سر كرهها هذا…
– لأول مرة أعترف لامرأة، إنني سقطت في فخ اسمه الحب، سمية، أنا أحبك، هل يمكن لنا أن نتقابل خارج ميموزا؟
لم تفكر سمية كثيرا، واتفقا على الموعد.. درسته ثم توقفا دقائق لشرب القهوة، واستنأفت عملها من دون أن يقاطعها مراد أو يدردش معها.
كانت الساعة الخامسة عندما وصلت إلى منزلها، وجدت والدها بانتظارها، احتضنته وجلست بقربه، كان علي شاحب الوجه، أحست أنه يريد أن يكلمها لكنه كان مترددا في الأمر.
– أين تعملين سوسو؟ سمعت من عمك عبد الرحمان أنك تدرسين اللغة الإنجليزية لطالب..
– نعم لقد طلبت مني صديقة لي أن أدرس أخاها في المنزل، إنه ضعيف في اللغة، ويصغرني بعدة سنوات..
أرادت سمية أن تتحدث عن سن الطالب حتى لا تثير شكوك والدها..
– أبي أتدري أين تسكن صديقتي؟ إنها قرب قصر ميموزا..
اصفر وجه علي، وبلهجة حادة، طلب من سمية ألا تدخل القصر بحجة أن خالتها خديجة موجودة هناك.. صعد إلى غرفته وترك سمية في الصالون، جالسة على الأريكة، فاتحة ذراعيها ورافعة قدميها على الطاولة.. كانت تتخيل لو كشفت السر لأبيها، توقعت أنه سيفعل أي شيء، ومن الممكن جدا أن يعنفها، أو يحرمها من الخروج من المنزل.. جابت بذهنها كل التوقعات، خاصة بعد أن علمت أن ميموزا يذكره بوالدتها التي ماتت هناك..
دخلت عليها سلمى، وبمزاح كاد أن يتحول إلى شجار حاد بين سلمى وسمية.. صرخت على أختها..
– وكأنك بنت من الشارع ! أهكذا تجلس الآنسات المحترمات؟
تراجعت في حدة لهجتها عندما لاحظت أن أختها سمية ستنفجر بين حين إلى آخر..
– سوسو هذه الطاولة نضع عليها الأكل وليس رجليك..
قفزت سمية باتجاه سلمى، لكن هذه الأخيرة كانت الأسبق، حيث أغلقت على نفسها باب غرفتها..
بخطوات ثقيلة جدا، عادت سمية أدراجها وقررت الاعتكاف بغرفتها.. فتحت باب غرفتها واستلقت كعادتها على السرير..
ترددت كثيرا ثم بدأت بتشكيل رقم مراد..