“الحراقة…الحلم غير المكتمل”: صورة سنمائية للظاهرة الهروب من الوطن
عرض أول أمس بقاعة سينما الثقافة فيلم “الحراقة..الحلم غير المكتمل” لمخرجه حسان تواتي،
والذي تم إعداده في ظرف 11 يوما بميزانية قدرت حسب المخرج ب60 مليون سنتيم ،قدمت من طرف التلفزيون الجزائري لصالح منتج الفيلم، حيث قام بالتمثيل فيه كل من حسان زراري، و عز الدين بورغدة ، و مجموعة من الممثلين الهواة.
و في تجربته الإخراجية الرابعة ” حراقة ..الحلم غير المكتمل ” حاول المخرج الهاوي في فيلمه القصير التطرق لموضوع “الحرقة في الجزائر والتي أصبحت حديث العام والخاص، وهذا من خلال عرض محاولات الشباب المتكررة في التسلل إلى المراكب المتجهة إلى أوربا للهروب من المشاكل الاجتماعية التي ضاق ذرعا منها، و التي لم يتحدث عنها المخرج كاتب السيناريو - في نفس الوقت -و لم يلمح لها على الأقل ، مركزا فقط على طريقة هروب الحراقة والشباب الجزائري عبر قوارب الموت، حيث عملية الطرح كانت بسيطة و لم تضف الجديد إلى الموضوع الحساس في وقتنا الراهن والذي عرف جدلا كبيرا بين الأوساط السياسية، الثقافية ومختلف شرائح المجتمع . و كما أن استعمال الرمزية المعتمدة من طرف المخرج في معالجة مثل هذه المواضيع، لم يكن بشكل ذكي حيث نجده في مشهد محاولة الهروب الأخيرة للشباب التي صورت في وضح النهار، و هم يقدمون التحية للعلم الوطني قبل ركوبهم”القارب” ، في إشارة منه إلى أن هاجس “الحرقة” و مغادرة الوطن الأم لم يكن خيارا أمام هؤلاء الشباب بقدر ما كان ضرورة إلزامية أجبرتهم على خوض غمارها كل العوائق و المشاكل التي صادفتهم في حياتهم . حيث صور العلم و هو يرفرف من على إحدى المباني القريبة من الشاطيء و التي ستكون حسب قراءة تقريبية إدارة حكومية و عمومية.