الجيش يحاصر نشطاء كتيبتي “الأنصار” و”النور” بالمنطقة الثانية
تشن وحدات من الجيش هجوما واسع النطاق على معاقل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بجبال منطقة القبائل ويشارك في الهجوم مروحيات ومدفعيات فضلا عن آلاف من عناصر قوات المشاة التي تحاصر منطقة وتقول تقارير أمنية إن “مجموعة إرهابية تتحصن بهذه المنطقة تضم قياديين و أمراء” .
وقال شهود من سكان جبال تيزي وزو و بومرداس إن عشرات من الآليات الثقيلة و شاحنات نقل أفراد الجيش وصلت أمس إلى موقع العمليات لتعزيز الهجوم. وقالت مصادر قريبة من العملية لـ”النهار” إن الهجوم يستهدف القضاء على من تبقى من نشطاء كتيبتي “النور” و “الأنصار” تحت لواء الجماعة السلفية للدعوة والقتال سابقا التي حولت تسميتها إلى “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”.
ورفضت مصادرنا إعطاء أية تفاصيل عن حصيلة القصف الجوي المكثف على الغابات و قامت قوات المشاة بإقتحام المعاقل بعد فتح الآليات مسالك بعد تفجير الألغام المزروعة على طول المسالك المؤدية إلى عمق الغابة لمنع زحف أفراد الجيش وأكدت مصادرنا أن الجيش تقدم كثيرا بداخل الغابات الكثيفة ودمر عددا من الكهوف كانت ملاجئ للارهابيين. ، وتم بموجبها استرجاع كميات من المتفجرات ومواد غذائية وفرش و أدوية و قنابل تقليدية جاهزة و قذائف تقليدية من نوع “الهبهاب”.
ولا تزال المروحيات تستطلع المنطقة منذ انطلاق العملية العسكرية منذ يومين و سخرت قوات الأمن المشتركة الأسلحة الثقيلة وبحسب الإمكانيات المجندة، فإن الحصار الذي بدأه الجيش سيتواصل لمدة طويلة بعد نصب محتشدات لأفراد الجيش في أماكن متفرقة من الغابة.
ويصف مراقبون للشأن الأمني هذه العملية بـ”الواسعة و الهامة” وعلمت “النهار” من مصادر أمنية أن عملية التمشيط التي تشمل قطاعات من ولايات بومرداس ، البويرة وتيزي وزو يشرف عليها ميدانيا نائب قائد الناحية العسكرية الأولى وأشارت مصادر “النهار” إلى تجنيد فرق متخصصة في تفكيك القنابل و جنود و ضباط يتمتعون بخبرة في مجال مكافحة الإرهاب سبق أن شاركوا في العمليات العسكرية الواسعة خلال سنوات العنف إضافة إلى مقاومين يعرفون تضاريس المنطقة جيدا .
و لجأت قوات الجيش إلى تطويق المنطقة الجبلية الممتدة من بوغني بتيزي وزو وسيد علي بوناب ببومرداس إلى غاية البويرة بسيد علي بوناب جنوب الناصرية بببومرداس ، إلى غاية غابات إغموراسن ، إيوانوغان ، آيت سي عمارة و غابة آيت سيد علي أعالي برج منايل لمنع زحف الإرهابيين نحو مناطق أخرى وخرق الطوق الأمني و تفيد مصادر قريبة من العملية العسكرية أنه تم فرض حصار مشدد على المنطقة و تم نصب عدة نقاط تفتيش ثابتة تابعة للدرك الوطني بهذا المحور و غلق المنافذ المؤدية لمنع تسلل أي إرهابي مع تكثيف الدوريات المتنقلة وتوفير الإضاءة ليلا حيث تتواصل عملية التمشيط .
وتفيد مصادر أمنية على صلة بالعملية ، أن قوات الأمن شنت عملية تمشيط واسعة بناء على معلومات وفرها إرهابيون موقوفون مؤخرا و تتحفظ أجهزة الأمن عن تسريب أية معلومات من التحقيق مع هؤلاء في حين تؤكد مصادر أنهم كشفوا “عن معلومات مهمة ” و قدموا خريطة تحركات نشطاء التنظيم الإرهابي و تمركز عدد كبير من نشطاء التنظيم الإرهابي قد يكون بينهم المدعو تواتي خليفة زهير حارك “سفيان فصيلة” أمير المنطقة الثانية الذي قضت عليه أجهزة الأمن قبل أشهر و كانت قوات الجيش حسبنا توفر لدينا من معلومات قد وسعت خريطة نشاطها بعد أن لجأ إرهابيون يرجح من بينهم قياديين الزحف نحو معاقل البويرة و تيزي وزو هروبا من الحصار بعد أن انقسموا في جماعات صغيرة و وكانت قوات الجيش استنادا إلى شهادات محلية مرفوقة بالمروحية قد لاحقت إرهابيين حيث سمع إطلاق رصاص مكثف تبعه قصف جوي .
و تشير المعطيات المتوفرة لدى “النهار” أن الجيش يحاصر أهم كتائب ما يعرف بتنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ” أو ما تبقى من التنظيم و هي كتيبة “الأنصار” و كتيبة”النور” التين تنشطان بالمنطقة الثانية ويعرف تنظيم الجماعة السلفية للدعوة و القتال سابقا الذي حول تسميته إلى تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” و يضم حوالي 50كتيبة “مهمة” أهمها كتيبة “الأنصار” وتحولت اليوم إلى مجموعات صغيرة تضم بين 5و 10 أفراد فقط ينشطون في مناطق صعبة و معزولة .
و تأتي هذه العملية العسكرية في إطار سلسلة العمليات النوعية التي نفذها الجيش مؤخرا وأسفرت عن القضاء على أمراء “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ” و توقيف آخرين انعكس ميدانيا بتراجع لافت للاعتداءات الإرهابية “بشكل قياسي جدا”.