الجوية تحرم المعتمرين الجزائريين من مياه زمزم
حرمت الخطوط الجوية الجزائرية، الكثير من المعتمرين من مياه زمزم التي يجلبونها من مكة المكرمة، حيث وضعت العديد من الشروط، كما تقوم في بعض الرحلات، بإجبارهم على التنازل عن هذه الأخيرة لنقلها في رحلات أخرى، لكنها تخلف وعودها وترفض استقبالهم في أيام أخرى.كشف العديد من المعتمرين الذين تحدثوا لـ”النهار” بمطار هواري بومدين، أنهم اضطروا إلى الاستغناء عن ماء زمزم الذي أحضروه من مكة المكرمة، حيث وعدهم طاقم الجوية بإحضاره في رحلات أخرى، أين سيتم تسليمه من قبل إدارة المطار، وأكدت معتمرة من الغرب الجزائري، أنها وجدت صعوبات كبيرة لتمرير مياه زمزم التي يحرص جميع المعتمرين والحجاج على جلب كميات منها، لكثرة الطلب عليها من قبل المواطنين.وفي هذا الصدد، ذكر معتمرون وجدناهم ينتظرون بالمطار لاستلام الأمانة التي يجلبوها معهم بسبب إجراءات الجوية الجزائرية التي منعتهم من ذلك، حيث وعدتهم بجلبها في رحلات أخرى، إلا أنه في الواقع حسبهم- يتم ردهم خائبين، ولا يتسلّمونها، ويُرفض استقبالهم في المطار، ويُمنعون حتى من الدخول.ولم يخف المعتمرون الذين التقيناهم في بهو المطار، تذمرهم من إدارة الخطوط الجوية الجزائرية، بداية من الانتظار لساعات طويلة قبل انطلاق الموعد المحدد للرحلات، إلى تدنّي الخدمات، ووضع شروط خاصة لنقل الأمتعة واشتراط أوزان معينة.لكن الشيء الذي ظل يردده جميع المعتمرين، هو حرمانهم من قطرات مياه زمزم، التي أحضروها من بيت الله، لأن الشركة الجوية التي نقلتهم، رفضت حمل كميات إضافية من الأمتعة واستغنت عن المياه.من جهته، أكد مدير وكالة نوميديا للسياحة والأسفار، في تصريح لـ”النهار”، أن مشكل ”مياه زمز” يطرح تقريبا في كل الرحلات، وتضطر الخطوط الجوية الجزائرية أو السعودية، للاستغناء عنه، عندما تكون مملوءة، وأضاف المتحدث، بأنه سبق وأن قام باستقبال معتمريه في مطار قسنطينة، لكنه اضطر للتنقل إلى العاصمة، لنقل مياه زمزم التي وصلت في رحلة أخرى.كما أوضح أن هذا المشكل مطروح تقريبا في كل شركات الطيران، لكنه بالأخص يكثر في أوقات الحج والعمرة، مما يثير الكثير من التذمّر لدى الحجاج والمعتمرين، خصوصا وأن هذه الأخيرة، تعد قيمتها غالية لديهم ولا تعوّض بقيمة مالية مثل بقية الأمتعة الأخرى.وفي هذا الشأن، أكد مدير وكالة سياحية أخرى، رفض الكشف عن هويته في تصريح لـ”النهار”، أن مشكل نقل مياه زمزم عبر شركات الخطوط الجوية التي تقل المعتمرين، يطرح في كل موسم وأصبح حديث العام والخاص، بسب ما أسماه بالإجراءات التعسفية في هذا الإطار.وذكر محدثنا أنه، في غالب الرحلات يضطر إلى الاستغناء عن الحمولة الزائدة من المياه التي يجلبها، وإحضارها في رحلات أخرى، مما يؤدي إلى ضياعها، مضيفا أنه لاحظ نقص في الكميات عند وصولها إلى الجزائر.وفي السياق ذاته، أكد معتمر آخر، عاد إلى الجزائر على متن الخطوط الجوية الجزائرية من الأردن، بعدما جاء برا، وأحضر معه كميات كبيرة من المياه لجلبها إلى الجزائر، إلا أنه تفاجأ عندما وصل الى المطار بالجزائر أن أمتعته التي أحضرها والتي تحتوي على كميات المياه، لم تنقل على متن الرحلة التي جاء فيها، ووعدوه بنقلها في رحلة أخرى، مما أثار استياءه لكونه يسكن خارج العاصمة، وسيضطر للعودة في يوم آخر من أجل استلام أمتعته.ومن جهتنا، اتصلنا بالمديرية العامة للخطوط الجوية الجزائرية، إلا أن كل أرقام الهاتف الموجودة على الموقع الرسمي للشركة لا تعمل، وحتى رقم هاتف خلية الاتصال الذي وضع على أنه رقم هاتف إلا أنه عبارة عن فاكس، مما اضطرنا إلى إرسال رسالة للخلية نفسها عبر البريد الإلكتروني المدون هناك، أما الموزع الهاتفي للمديرية العامة فإن الأرقام المدونة على الموقع لا تعمل أيضا إلا رقم واحد لكن بدون رد.