“الجزيرة” تسحب استفتاء أيد “القاعدة” في التفجيرات الانتحارية بالجزائر
قررت إدارة القناة الفضائية القطرية “الجزيرة” سحب استفتاء عرضته على موقعها على الانترنيت مباشرة بعد التفجيرين الإنتحاريين بحيدرة و بن عكنون في شكل سبر آراء يتضمن سؤالا : هل تؤيد هجمات القاعدة في الجزائر؟
و أرفقته بخيارين نعم أو لا و لاحظت أن نتيجة التصويت لا تعبر عن رأي “الجزيرة” و إنما تعبر حسبها عن رأي الأعضاء المشاركين، لكن نتائج التصويت عكست أن أغلب هؤلاء الأعضاء الذين شاركوا في الاستفتاء هم من متتبعي القناة القطرية “الجزيرة” ومن مؤيدي تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” منذ إعلان انضمامها لتنظيم أسامة بن لادن بتزكية مساعده أيمن الظواهري.
وكشفت نتائج التصويت قبل سحب الاستفتاء من الموقع الإلكتروني للقناة عن أغلبية تضم 16368 مشارك في الاستفتاء أيدوا الهجمات الأخيرة في الجزائر أي ما معدله أكثر من 54.6 بالمائة مقابل 13602 مشارك أو ما معدله 45.4 بالمائة عبروا عن رفضهم لهذه التفجيرات الدامية التي راح ضحيتها طلبة وتلاميذ ومواطنين إضافة إلى عدد من الأجانب العاملين في المكاتب الإدارية وورشات البناء منهم عمال صينيين.
وتكشف هذه الإحصائيات أن المشاركين في هذا الاستفتاء من متابعي قناة “الجزيرة” أو رواد موقعها الإلكتروني يوجد بينهم فئة ناشطة مؤيدة للتيار المتطرف وخاصة التكفيريين وقد قام هؤلاء بمباركة اعتداءات “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” الثلاثاء الماضي بحيدرة وبن عكنون رغم تأكيد العلماء عدم إستنادها إلى أي تبرير شرعي أو ديني وتنديد جميع فئات المجتمع لهذه العمليات التي إستهدفت أطفالا ونساء وعزل ومدنيين أبرياء في مجمعات سكنية و مناطق تشهد حركة نشيطة.
واضطرت إدارة قناة “الجزيرة” بعد هذه “الفضيحة” حسبما توفر من معلومات لدى “النهار” إلى سحب التصويت لكنها أثارت على صعيد آخر إستياء أنصار “القاعدة” حسبما ما تكشف عنه رسائلهم العنيفة على المواقع الجهادية القريبة من تنظيم “القاعدة” و إتهموا القناة القطرية بـ “حجب نتائج التصويت و العمالة بإمتياز” وشنوا حملة واسعة ضدها على خلفية قرار سحب التصويت و رافقوا التعليقات بالدعاء على مسيري و إعلاميي القناة منهم المدعوين “الملكاوي” وغيره و هو ما يعكس إلى حد بعيد ولاء بعضهم لتنظيم “القاعدة” إضافة إلى صورة مركبة من توقيع من أطلق على نفسه تسمية “أبو قتادة” .
و سبق لأنصار “القاعدة” أن هاجموها بعد حذف بعض مقاطع من التسجيل الصوتي الأخير لأسامة بن لادن وهو ما اعتبروه تلاعبا وميلا وكانت القناة القطرية محل إنتقادات واسعة من طرف أوساط إعلامية جزائرية بعد أن تحولت إلى الناطق الرسمي باسم تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” ونشر بيانات يتبنى فيها التفجيرات الإنتحارية وإغتيالات أفراد مختلف أسلاك الأمن مرفوقة بأشرطة فيديو تتضمن بشاعة تنفيذ الاغتيالات ذبحا و رميا بالرصاص.
وحاولت إدارة قناة “الجزيرة” بعد توقيف المنسق بين اللجنة الإعلامية للتنظيم الإرهابي في الجزائر و مكتبها الإقليمي في الرباط التبرؤ من علاقتها بالتنظيم و دافعت عن مدير مكتبها حسن رشيدي الذي صرح في حوار سابق لـ”النهار” أنه فعلا تلقى الصور لكن الإدارة المركزية هي المسؤولة عن نشرها واعتبرت أن التهم الموجهة لأحد العاملين بالقناة تتعمد تشويه القناة ذاتها، وتعرقل مسيرتها ودورها الإعلامي الذي تحرص فيه على الحقيقة كأي مؤسسة إعلامية رائدة لكنها أكدت أن حسن رشيدي لم يخالف أي قواعد مهنية تحكم عمله في التعامل مع الأخبار على الإطلاق”ولا تجد قناة “الجزيرة” أي مخالفة مهنية في التعاون مع تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي” و هو ما يفسر إستمرار دعايتها لتنظيم عبد المالك درودكال “أبو مصعب عبد الودود” وجرائمه ضد المدنيين و الأطفال و التلاميذ.