الثوار يتقدمون غربا ومصراتة تتعرض لقصف عنيف
تمكن الثوار في شرق ليبيا السبت من تحقيق بعض التقدم من اجدابيا باتجاه البريقة النفطية مستفيدين من غارات الحلف الاطلسي، في حين يتواصل القصف العنيف غربا على مصراتة المحاصرة من قوات القذافي المتهمة باستخدام قنابل عنقودية
ويفيد مراسل فرانس برس في المكان ان الثوار وصلوا الى مسافة تبعد نحو 40 كلم عن مدينة البريقة النفطية اي منتصف الطريق بين اجدابيا والبريقة. وادى قصف قوات القذافي للثوار المتقدمين بصواريخ من نوع غراد الى مقتل ستة اشخاص واصابة عشرين اخرين بجروح، بحسب ما افاد مسؤولون في مستشفى اجدابيا الذي نقل اليه الضحايا من قتلى وجرحى. ووصلت الى المستشفى ثلاث جثث متفحمة تماما، كما ان عددا كبيرا من الجرحى كانوا يحملون اثار جروح بليغة وتم نقلهم الى بنغازي، بحسب ما افاد مراسل فرانس برس. وقال المقاتل ماهر سليم البالغ الثلاثين من العمر لفرانس برس “كنت هناك على بعد نحو اربعين كلم من اجدابيا وقد تعرضنا لقصف كثيف بصواريخ غراد”. وكانت طائرات الاطلسي كثفت قصفها في هذه المنطقة خلال الايام الثلاثة الماضية. ويوضح الثوار ان طائرات الاطلسي شنت غارات في هذه المنطقة لتسهيل الطريق لهم للتقدم نحو البريقة. وافادت وكالة الانباء الجماهيرية الليبية الرسمية من جهة ثانية ان الحلف الاطلسي شن غارات السبت على مدينة سرت ومنطقة الهيرة جنوب غرب طرابلس. ودان الثوار مساء الجمعة استعمال قوات القذافي قنابل عنقودية في المناطق الآهلة بالمدنيين في مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) التي تحاصرها قوات القذافي من كل الجهات ولا تتنفس سوى من مينائها الذي تصلها الامدادات منه. واكدت منظمة هيومن رايتس ووتش ذلك، وقالت انها شاهدت قنابل من هذا القبيل في المكان. واوضحت المنظمة المدافعة عن حقوق الانسان انها “لاحظت على الاقل ثلاث قنابل عنقودية تنفجر فوق حي الشواهدة في مصراته ليلة 14 نيسان/ابريل”. يذكر ان الذخيرة التي تحملها الاسلحة العنقودية من شأنها، عندما لا تنفجر على الفور ان تقتل وتوقع اصابات تؤدي الى بتر اعضاء المدنيين بعد زمن طويل من استعمال القنابل. ونفت طرابلس استعمال قنابل عنقودية وقال موسى ابراهيم الناطق باسم الحكومة للصحافيين ردا على سؤال في هذا الصدد “لا قطعا، اننا لا نستطيع اخلاقيا ولا شرعيا ان نفعل ذلك بحق شعبنا”. وقد دخلت معاهدة دولية تحظر الاسلحة الانشطارية حيز التنفيذ سنة 2010 لكن ليبيا لم توقعها. وعلى الصعيد الانساني اعلنت منظمة “اطباء بلا حدود” انها اجلت السبت من مرفأ مصراتة 99 جريحا بينهم عشرة بحالة الخطر ونقلوا بحرا الى مرفأ جرجيس التونسي حيث تسلمتهم السلطات الطبية التونسية ومنظمة الهلال الاحمر التونسي. وقال الطبيب مورتن روستروب من منظمة اطباء بلا حدود الذي كان على ظهر السفنية “نتيجة القصف الاخير تفاقم الوضع في مصراتة وباتت المستشفيات مجبرة على اخراج المرضى او الجرحى حتى قبل شفائهم للتمكن من استقبال جرحى جدد”. واضاف “كما ان الاف العمال الاجانب لا يزالون مكدسين في مخيم قرب مرفأ مصراتة بانتظار اجلائهم وهم يعيشون في ظروف صعبة جدا من دون مأوى كريم ولا طعام”. وعلى الصعيد الانساني ايضا عزز حلف شمال الاطلسي والاتحاد الاوروبي تنسيقهما بهدف القيام بعملية انسانية يعدها الاوروبيون في مصراته. وسيعقد اجتماع في هذا الصدد “خلال الاسابيع القادمة”. وافادت صحيفة واشنطن بوست الجمعة ان مسؤولين اميركيين كبارا وفي الحلف الاطلسي اكدوا ان قوات الحلف تنقصها قنابل تصيب اهدافها بدقة وانواع اخرى من الذخائر. واوضحت الصحيفة ان هذا النقص يعكس الحدود التي تحول دون استمرار المملكة المتحدة وفرنسا ودول اوروبية اخرى، على المدى الطويل، في عملية عسكرية متواضعة نسبيا، لكنها لم توضح سبب هذا النقص. وقد تولى الحلف الاطلسي في 31 آذار/مارس قيادة العمليات العسكرية التي بدأها في 19 آذار/مارس تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، بناء على قرار مجلس الامن الدولي رقم 1973 الذي يسمح بقصف قوات معمر القذافي عندما تشكل خطرا على المدنيين. ورفضت الولايات المتحدة الخميس العودة الى القصف في ليبيا بعدما سحبت طائراتها القتالية من العمليات. وتشارك ست فقط من الدول ال28 الاعضاء في الحلف حاليا في الغارات الجوية على القوات الليبية.