التشديد بالبليدة على ضرورة تكاثف جهود كافة القطاعات لمحاربة ظاهرة العنف
شدد المتدخلون في الملتقى الوطني حول “العنف - دراسة طبية شرعية” الذي تجري اليوم الثلاثاء فعالياته بالبليدة على ضرورة تكاثف كافة القطاعات من أجل محاربة ظاهرة العنف التي استفحلت كثيرا في المجتمع الجزائري حسب الأرقام و الحالات التي تستقبلها مختلف مصالح الاستعجالات الطبية بالمستشفيات العامة، واستنادا إلى دراسة قامت بها الطبيبة الجراحة طاهرة شاوش بمصلحة الجراحة العامة بمستشفى أمحمد يزيد بالبليدة فان هذه الأخيرة استقبلت خلال الأربع سنوات و نصف الماضية أكثر من 1700 حالة استعجالية تعرض أصحابها لاعتداءات بالأسلحة البيضاء. وأشارت ذات المتحدثة أن 80 بالمائة من هذه الحالات المسجلة يتراوح سنهم بين 15 و 25 سنة ما يعني أن معظم الحالات من فئة الشباب و حتى من فئة المتمدرسين. كما خلصت هذه الدراسة إلى أن الظاهرة التي عرفت تناميا كبيرا خلال السنوات الأخيرة لم تستثن مختلف الشرائح الاجتماعية للمجتمع من التلميذ و الطالب و الجامعي و البطال و المتخرج الجامعي و الأب و الأبناء و غيرهم من الحالات التي توافدت على المصلحة خلال هذه الفترة.
وأكدت أن ظاهرة العنف تزداد حدتها في الوسط الجامعي و الملاعب مشيرة أنه توفي خلال شهر ماي الفارط فقط أربع أشخاص جراء تعرضهم لاعتداءات جسمانية بالسلاح الأبيض ما يستدعي حسبها دق ناقوس الخطر و تضافر مجهودات كافة القطاعات و هو ما ذهب إليه العديد من الأطباء المختصين المشاركين في الملتقى، ويهدف القائمون على الملتقى الحادي عشر الذي بادرت إلى تنظيمه جمعية “ابن سينا الطبية” على مدار يومين من الزمن- وفق ما ذكره رئيسها- إلى جلب اهتمام القطاعات المعنية (الصحة و الأمن و التضامن الوطني و الدين و القانون ) حول هذه الظاهرة و تفعيل دور الجمعيات و الهيئات المهتمة بالموضوع.
وتناول الملتقى الذي عرف مشاركة عدة مختصين من مختلف ولايات الوطن في يومه الأول عدة مداخلات تمحورت في مجملها حول العنف و نتائجه و كيفية الوقاية منه إلى جانب استعراض العديد من الدراسات حول حالات العنف المسجلة في الاستعجالات و المجال الذي يشغله هذا الأخير إضافة إلى استعراض العوامل المساهمة في امتداد و انتشارهذه الظاهرة و الوقوف عندها و السعي لتجنيبها.